بريطانية الجنسية ومغربية الروح.. سناء تعود لأصولها المغربية كـ”صيدلانية"

بريطانية الجنسية ومغربية الروح.. سناء تعود لأصولها المغربية كـ”صيدلية ربانية”

بعفويتها وابتسامتها الفريدة، جلست سناء، في لقائها مع موقع "فبراير"، وهي تستعيد ذكريات طفولتها في مدينة طنجة المغربية. فرغم مرور عقود من الزمن على مغادرتها المغرب عندما كان عمرها 10 سنوات، إلا أن أمها "ظلت تغرس فيها حب البلد الأم وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف".

تقول سناء: "كانت أمي ممنوعة من التحدث باللغة الإنجليزية في المنزل، وكانت تحثنا دائما على قراءة القرآن الكريم وحفظه. هذا ما جعلني أتعلق بهويتي العربية الإسلامية رغم بعدي عن المغرب".

وتضيف: "أتذكر أنني كنت أحلم دائما بالعودة إلى المغرب، لكن أمي كانت تخبرني بأن العيش هناك سيكون صعباً، فقد كانت الحياة في ذلك الوقت بدائية للغاية في المناطق القروية".

لكن حلم سناء ببلدها الأم لم ينطفئ، بل ازداد اشتعالا كلما كبرت. فبعد تخرجها كمترجمة محلفة وأستاذة جامعية في بريطانيا، ظلت تشعر بالغربة والحنين إلى المغرب الذي تعتبره موطنها الحقيقي.

وتروي قائلة: "كنت أشعر دائماً بأنني لست في مكاني الطبيعي في بريطانيا. كنت أحس بأنني بحاجة إلى العودة إلى بلدي حيث أشعر بالراحة والاطمئنان التامين".

وبعد سنوات من التمني والأحلام، باركها الله بتحقيق أمنيتها، إذ عادت إلى المغرب واستقرت في قرية عين شوكة القريبة من مدينة طنجة، منطقة خلابة تحيط بها الغابات والمروج الخضراء.

بعيون متألقة، تصف سناء عين شوكة بأنها "صيدلية ربانية"، قائلة: "هنا تشم عبير الأعشاب الطبيعية وتستمتع بالمناظر الساحرة للغابات من حولك. إنه منظر يجعلك تسبح بحمد الخالق على هذا الجمال الفائق".

في عين شوكة، عادت سناء إلى جذورها الأندلسية، حيث استقر أجدادها القادمون من الأندلس بعد سقوط غرناطة في عام 1492م. وهناك، بنى الأجداد جامعا صغيرا بمواد بدائية ببساطة أيديهم، كما سكنوا في خيام في البداية قبل أن يبنوا منازلهم.

تقول سناء واهي تشرح تاريخ القرية: "تخرج من هذه البقعة المباركة العديد من العلماء والفقهاء، كالشيخ الغزال الذي ترعرع هنا وأخذ العلم عن شيوخه قبل أن ينتشر علمه في أنحاء المغرب والعالم الإسلامي".

وتتابع حديثها بفخر: "لقد حافظ أهل هذه القرية على هويتهم وتقاليدهم وعاداتهم الأندلسية حتى يومنا هذا، كما ظلوا متمسكين بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف".

في عين شوكة، تعيش سناء حياة بسيطة ملؤها الرضا والسعادة. فهي تزرع الخضروات والأعشاب الطبيعية في حديقتها، وتشتري المنتجات الغذائية الأخرى من القرويين الذين يمارسون الزراعة البعيدة عن المبيدات الكيميائية.

وتشرح سناء قائلة: "هنا نحاول الابتعاد قدر الإمكان عن الأغذية المصنعة والمواد الكيميائية، ونعتمد على ما تنتجه أرض هذه القرية الطيبة من مأكولات طبيعية وصحية".

في ختام لقائها، وجهت سناء رسالة إلى المغاربة المقيمين في الخارج، قائلة: "أناشد إخواني المغاربة في الخارج بزيارة بلدهم المغرب الغالي، والاستمتاع بطبيعته الساحرة وقراه الهادئة البعيدة عن ضجيج المدن وضغوطاتها النفسية التي تعانون منها في الغربة. تعالوا إلى المغرب فهو بلد الأمن والأمان والراحة النفسية".

“فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | http://www.Febrayer.com
Facebook |   / febrayer  
instagram:   / febrayer  
#بارطاجي_الحقيقة