القناعة في الإسلام من سلسلة درر للشيخ محمد راتب النابلسي

Описание к видео القناعة في الإسلام من سلسلة درر للشيخ محمد راتب النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم
#الله #islamic #quran

القناعة لغةً:
هي الرضا باليسير من العطاء. وقال بعض أهل العلم: إن القُنوع قد يكون بمعنى الرضا وسمِّيت قناعةً؛ لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيًا.[1]
والقناعة اصطلاحًا: هي الرضا بما أعطى الله.[2]
وقال السيوطي القناعة: الرضا بما دون الكفاية والاستغناء بالموجود.[3]
وقال المناوي: هي السكون عند عدم المألوفات. وقيل: الوقوف عند الكفاية.[4]

التفريق بين القناعة وغيرها من الصفات المتقاربةعدل

الفرق بين القناعة والزهدعدل

قال الراغب: (القناعة: الرضا بما دون الكفاية وأما الزهد: الاقتصار على الزهيد أي: القليل وهما يتقاربان... لكن القناعة تقال اعتبارًا برضا النفس، والزهد يقال اعتبارًا بالمتناول لحظ النفس وكلُّ زهد حصل لا عن قناعة فهو تَزَهُّـد لا زهد).[5]

الفرق بين القصد والقناعةعدل

(أنّ القصد: هو ترك الإسراف والتقتير جميعًا. والقناعة: الاقتصار على القليل والتقتير، ألا ترى أنه لا يقال هو قنوع إلا إذا استعمل دون ما يحتاج إليه، ومقتصد لمن لا يتجاوز الحاجة ولا يقصر دونها، وترك الاقتصاد مع الغنى ذم، وترك القناعة معه ليس بذم، وذلك أنَّ نقيض الاقتصاد الإسراف، وقيل: الاقتصاد من أعمال الجوارح؛ لأنَّه نقيض الإسراف، وهو من أعمال الجوارح والقناعة من أعمال القلوب).[6]

مراتب القناعةعدل
قال الماوردي: (والقناعة قد تكون على ثلاثة أوجهٍ:

فالوجه الأول: أن يقنع بالبلغة من دنياه، ويصرف نفسه عن التعرُّض لما سواه. وهذا أعلى منازل القناعة.

والوجه الثاني: أن تنتهي به القناعة إلى الكفاية، ويحذف الفضول والزيادة. وهذه أوسط حال المقتنع.

والوجه الثالث: أن تنتهي به القناعة إلى الوقوف على ما سنح، فلا يكره ما أتاه وإن كان كثيرًا، ولا يطلب ما تعذَّر وإن كان يسيرًا. وهذه الحال أدنى منازل أهل القناعة؛ لأنها مشتركةٌ بين رغبةٍ ورهبةٍ. أما الرغبة؛ فلأنه لا يكره الزيادة على الكفاية إذا سنحت. وأما الرهبة؛ فلأنه لا يطلب المتعذر عن نقصان المادة إذا تعذرت).[7]

ذكر القناعة في القرآنعدل

قال سبحانه وتعالى (في سورة الحج):

«وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ» – [آية 36]


قال أبو إسحاق الثعلبي: (القانع من القناعة، وهي الرضا والتعفف وترك السؤال).[8]
قال الطبري: (وأما القانع: الذي هو بمعنى المكتفي؛ فإنه من قَنِعت بكسر النون أقنع قناعة وقنعًا وقنعانًا).[9]
وقال مجاهد: (القانع: جارك الذي يقنع بما أعطيته).[10]

قال تعالى (في سورة الانفطار):  إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ  
قال الرازي: (قال بعضهم؛ النعيم: القناعة، والجحيم: الطمع).[11]
وقال النيسابوري: (وقال آخرون: النعيم: القناعة والتوكل).[12]

قال تعالى (في سورة النحل):  مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  .
عن محمد بن كعب في قوله تعالى: "وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، قال: القناعة.[13]
وفسَّرها علي بن أبي طالب  أيضًا بالقناعة.[14]

ذكر القناعة في السنةعدل

وقال ﷺ: (( اللهمَّ اجعل رزق آل محمدٍ قُوتًا )).[15]


قال ابن حجر: (أي: اكفهم من القوت بما لا يرهقهم إلى ذلِّ المسألة، ولا يكون فيه فضولٌ تبعث على الترفُّه والتبسُّط في الدنيا. وفيه حجةٌ لمن فضَّل الكفاف؛ لأنَّه إنما يدعو لنفسه وآله بأفضل الأحوال).[16]
وقال النووي: (قال أهل اللغة العربية: القُوت ما يسدُّ الرَّمَق، وفيه فضيلة التقلل من الدنيا، والاقتصار على القوت منها، والدعاء بذلك).[17]

وعن أبي هريرة  قال رسول الله ﷺ: ((مَن يأخذ عني هؤلاء الكلمات فيعمل بهنَّ، أو يعلم من يعمل بهنَّ؟ قلت: أنا يا رسول الله! فأخذ يدي فعدَّ خمسًا، فقال: اتَّقِ المحارم تكن أعبد الناس، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلمًا ولا تكثر الضحك؛ فإنَّ كثرة الضحك تميت القلب)).[18]

قال المناوي: (وارضَ بما قسم الله لك) أي: أعطاك (تكن أغنى الناس) فإنَّ من قنع بما قسم له، ولم يطمع فيما في أيدي الناس استغنى عنهم .

عن عبد الله بن عمرو ، أن رسول الله ﷺ قال: (( قد أفلح من أسلم، ورُزق كفافًا، وقنَّعه الله )).[19]

قال ابن حجر: (ومعنى الحديث: أن من اتصف بتلك الصفات حصل على مطلوبه، وظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة).[20]
وقال المناوي: (رُزق كفافًا، وقنَّعه الله بالكفاف، فلم يطلب الزيادة).[21]
وقال المباركفوري: (... ((كفافًا)). أي: ما يكف من الحاجات، ويدفع الضرورات. ((وقنَّعه الله)). أي: جعله قانعًا بما آتاه).[22]
وقال القرطبي: (أنَّ من فعل تلك الأمور واتصف بها فقد حصل على مطلوبه، وظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة) .

عن أبي هريرة : ((أنَّ النبي ﷺ كان يومًا يحدث-وعنده رجلٌ من أهل البادية- أنَّ رجلًا من أهل الجنة استأذن ربه في الزرع، فقال له: ألست فيما شئت؟ قال: بلى، ولكني أحبُّ أن أزرع، قال: فبذر، فبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده، فكان أمثال الجبال، فيقول الله عزَّ وجلَّ: دونك يا ابن آدم، فإنَّه لا يشبعك شيءٌ. فقال الأعرابي: والله لا نجده إلا قرشيًّا، أو أنصاريًّا، فإنهم أصحاب زرعٍ، وأما نحن فلسنا بأصحاب زرعٍ. فضحك النبي ﷺ)).[23]

Комментарии

Информация по комментариям в разработке