سيناء المكان والمكانة أرض الخير والنماء والبطولة والفداء

Описание к видео سيناء المكان والمكانة أرض الخير والنماء والبطولة والفداء

قصص عن سيناء
سيناء أرض الخير والنماء والتضحية والفداء
حديثنا اليوم عن بقعة طاهرة وأرض مباركة في مصرنا الحبيبة، إنها أرض سيناء، وهي التي تقع في الشمال الشرقي لمصر، وهي الحد الفاصل بين مصر وجاراتها السعودية وفلسطين، وهي تقع بين قارتين: آسيا وأفريقيا، وتقع بين بحرين: الأحمر والمتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 60 ألف كيلو متر يعني 6% من مساحة مصر الإجمالية، ويسكنها ما يقارب المليون ونصف من البشر. ونتحدث حولها من حيث كونها أرض الخير والنماء والتضحية والفداء، وما الواجب علينا تجاه سيناء.
أولا: سيناء أرض الخير والنماء.
1-فهي أرض مباركة أقسم الله بها في القرآن الكريم، فقال: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين" [التين: 1-3] والمراد بالتين والزيتون: أرض فلسطين، أسأل الله أن يحررها من أيدي اليهود الغاصبين، وطور سينين هي أرض سيناء، والبلد الأمين هو البلد الحرام مكة المكرمة. فقد جمع الله في هذه الآيات بين هذه البقاع وأقسم بها ليدلل على فضلها وعظمتها، لأن الله تعالى لا بقسم إلا بعظيم. وقد أعاد الحق سبحانه وتعالى القَسم بها في قوله: "والطور وكتاب مسطور" والمقصود بالطور هو طور سيناء. [الطور: 1-2]
2-كما وصف الحق سبحانه وتعالى سيناء بالمكان المقدس، فقال: "فلما أتَاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى". [طه: 12]
3-كما وصفها بالبقعة المباركة، فقال: "فلما أتَاها نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين". [القصص: 30]
4-وبيّن الحق سبحانه وتعالى أن أرض سيناء تنبت شجرة الزيتون المباركة، فقال: "وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين". [المؤمنون: 20] والدهن هو الزيت الذي يؤكل ويدهن به. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُلوا الزيتَ وادَّهِنُوا بِه؛ فإنَّه من شجرةٍ مُباركةٍ. [الترمذي بسند حسن]
5-وفى أرض سيناء منطقة عيون موسى وهي اثنتي عشرة عينا، تفجرت لبنى إسرائيل حين استبد بهم العطش، وفيها قال تعالى: "وَإِذِ استسقى موسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا". [البقرة: 60]
6-ومما يبين فضل سيناء وبركتها أن الله تعالى تجلى عليها وكلم نبيه موسى فيها تكليما. وفي هذا يقول سبحانه وتعالى: "هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى" [النازعات 15- 16] وقال عز وجل عن سيدنا موسى: "وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا". [مريم: 52]
7-كما أكرم الحق سبحانه وتعالى سيناء بمرور بعض الأنبياء فيها، حيث شهدت سيناء مسيرة الخليل إبراهيم عليه السلام وزواجه من السيدة هاجر المصرية، ورحلة يوسف عليه السلام إلى مصر عبر سيناء، واستقباله أبيه يعقوب وإخوته بعد ذلك وقوله لهم: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين". ومن سيناء عبرت السيدة مريم بسيدنا عيسى المسيح إلى مصر. وقد روي بعض أصحاب السنن وصحح الطبراني في دلائل النبوة وابن حجر العسقلاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ركعتين في سيناء في رحلة الإسراء والمعراج.
8-وقد رحبت سيناء وأهلها بالفتح الإسلامي لها، واستقبلت الصحابة الكرام بقيادة عمرو بن العاص، الذي دخل مصر فاتحا، وقد أتاه كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ففتحه، فإذا فيه: إذا كنت لم تدخل مصر فارجع، وإذا كنت قد دخلتها فامض لوجهك واستعن بالله. وهنا سأل عمرو أصحابه عن المكان الذي هم فيه، فأجابوا أننا في أرض العريش وأنهم قادمون على رفح، فقال عمرو: هذا المساء عيد. وأقاموا ليلتهم في هذا المكان، فسمي هذا المكان من ساعتها: المساعيد. [كتاب موسوعة القبائل العربية]
فهذه سيناء المباركة التي مشى فيها الأنبياء، وتجلى عليها رب الأرض والسماء، وفيها الخير والبركة والنماء.
ثانيا: سيناء أرض التضحية والفداء.
إن ما تميزت به سيناء من خير وبركة، وموقع جغرافي متميز، جعلها محط أنظار الناس جميعا، حتى طمع فيها الأعداء، فكم ضحى المصريون من أجلها بالدماء وكم تناثرت منهم الأشلاء، وما زال العدو يتربص بها الدوائر بغض النظر عن الخسائر.
فاليهود يرون فيها كمال حلمهم الموهوم في إقامة الكيان المزعوم من النيل إلى الفرات، وفي سبيل تحقيق هذا الهدف هاجموا سيناء واحتلوها في عام سبعة وستين من القرن الماضي، لكن الله تعالى سلط عليهم شعب مصر وجنودها الأبطال، فأذاقوهم سوء العذاب وطردوهم شر طردة، بعد احتلالها بخمسة أعوام من احتلالها. حيث قدم المصريون الغالي والنفيس من أجل إعادة الأرض، وتطهيرها من شرهم وغدرهم.
حيث دارت على أرض سيناء في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر عام ألف وتسعمائة وثلاثة وسبعين معركة التحرير الفاصلة التي استطاع المصريون من خلالها تحطيم أساطير اليهود التي زعموا فيها أنهم الجيش الذي لا يُغلَب، وأن حصونهم لا تهدم. وفي ساعات قليلة، عبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون خط بارليف وتوغلت داخل سيناء، تعلن صيحات التكبير التي زلزلت العدو وأرهبته، ففر أمام قوة الإيمان وروعة الانتصار.
وقد قدم المصريون في هذه المعركة أمثلة رائعة في البطولة والفداء على أرض سيناء، حيث سلكوا كل الممرات، ونوعوا في الهجمات، ودمروا الدبابات، واصطادوا الطائرات، وأذاقوا العدو الويلات.
فحق لكل مصري أن يفخر بهذه البقعة من وطنه، وأن يحافظ على هذه الأرض بكل ما يستطيع من قوة. فما الواجب علينا تجاه سيناء الحبيبة؟
ثالثا: واجبنا تجاه سيناء.
إن واجبنا تجاه سيناء يتمثل في أمرين، الأول: البناء. والثاني: الحماية.
أما البناء فيقصد به التنمية بكل أشكالها وصورها، والاستفادة من أرضها وموقعها زراعيا وصناعيا وتجاريا.
وأما الحماية فيجب على كل مصري أن يبذل الغالي والنفيس من أجل صيانتها وعدم تمكين العدو منها.
نسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه وسوء. اللهم آمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке