Скачать или смотреть سورة الكهف -1- فضل السورة | العلامة القائد الشيخ علي قائد المطري (نصره الله)

تدبرات قرآنية في سورة الكهف المباركة (١).
الموضوع :- فضل السورة.
سماحة العلامة الشيخ القائد علي قائد المطري (نصره الله).

البداء.
افتتحت المحاضرة بالإشارة إلى أهمية التدبر كمنهج قرآني أصيل، دعت إليه الآيات الكريمة وحثّت عليه أحاديث النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام. فالتدبر في القرآن لا يعني مجرد التلاوة، بل يعني الفهم العميق للآيات من خلال العلم والمعرفة، واستنادًا إلى قواعد شرعية مستنبطة من نفس القرآن ومن السنة النبوية الشريفة.

تُبيّن المحاضرة أن الله سبحانه وتعالى أمر بفهم القرآن في سياقاته، محذّرًا من تحريف الكلام عن مواضعه، كما ورد في قوله تعالى: **"يحرّفون الكلم عن مواضعه"**. ودعا لفهم القرآن بلغة العرب، حيث قال: **"قرآنا عربيا"**، إضافة إلى الرجوع إلى المبيّنين الحقيقيين للقرآن، وهم النبي وأهل بيته عليهم السلام، حيث ورد: **"ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا"**، و\*\*"لا يمسّه إلا المطهرون"\*\*.

ما هو التدبر؟.
يُعرّف التدبر بأنه النظر في الآية تلو الآية، والتأمل في عواقبها ومآلاتها، لا في ظاهرها فحسب، بل في باطنها ومغزاها العميق. التدبر يقتضي فهم الآية ضمن نسقها الكامل داخل السورة، إذ لا ينبغي اجتزاء الآيات من سياقها أو عزلها عن المنظومة القرآنية التي تنتمي إليها.
كما أن التدبر الحق يستلزم نفسًا مطمئنة، مهذّبة، منفتحة على معاني الوحي، لا تحمل القرآن آراء البشر، ولا تُسقط عليه المسبقات الفكرية، بل تستخرج من الآيات ما يزكّي النفس ويرشدها إلى الهداية والكمال.

---
فضائل سورة الكهف.
ركزت المحاضرة على *سورة الكهف* كنموذج عملي للتدبر، مبيّنة ما ورد في الروايات من **فضائل عظيمة لهذه السورة**:

1. الوقاية من فتنة الدجال
من أبرز خصائص سورة الكهف أنها تقي من فتنة الدجال، والتي تمثّل أخطر الفتن الفكرية والعقائدية. فتنة الدجال اليوم لا تقتصر على شخص، بل تشمل أفكارًا، إعلامًا، وثقافات مادية مضلّلة تضخها ماكينة الغرب المعاصرة لتزييف وعي الإنسان، وتشويه فطرته، وسلب مقدّراته الروحية والمادية. لذا فإن قراءة هذه السورة بتدبر ووعي تمثل *حصانة فكرية وروحية* من هذه الفتنة العظيمة.

2. غفران الذنوب وكفّارة للأسبوع.
ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أن من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، كانت كفّارة لما بين الجمعتين. بشرط أن يكون القارئ متفاعلًا مع الآيات بقلبه وروحه، لا يقرأها بلسانه فقط، بل يعيشها ويستبطن معانيها. وهذا يفتح للإنسان باب النور طوال الأسبوع.

3. نيل مقام الشهادة.
عن الإمام الصادق عليه السلام: **"من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، لم يمت إلا شهيدًا، ويبعثه الله من الشهداء"**. وهذا يدلّ على أن التفاعل مع هذه السورة قد يرقى بالإنسان إلى مقام الشهداء، لما فيها من تربية فكرية وروحية عظيمة.

4. النور بين الجمعتين.
في حديث عن النبي الأكرم ﷺ: **"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، غفر الله له إلى الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام، وأُعطي نورًا يبلغ السماء، ووقي فتنة الدجال"**. هذا النور ليس حسّيًا فقط، بل نور الهداية والوعي والبصيرة الذي يمنح الإنسان قدرة على التمييز في زمن الالتباس.

5. الحفظ من الفتن.
في حديث آخر: "من قرأها فهو معصوم ثمانية أيام من كل فتنة، فإن خرج الدجال في تلك الأيام عصمه الله منه" هذا يؤكد أن التدبر في هذه السورة يزرع في النفس حصانة داخلية تحميها من الوقوع في الضلال والانحراف.

6. عظمة نزولها.
جاء في الروايات أن هذه السورة نزلت مشيّعة بسبعين ألف ملك، مما يعكس عظمتها ومكانتها الرفيعة في القرآن الكريم.

7. النور يوم القيامة.
في حديث عن النبي ﷺ: "من حفظ عشر آيات من سورة الكهف، كانت له نورًا يوم القيامة يسعى بين يديه". وهذا يرمز إلى الهداية الثابتة والثواب العظيم في الآخرة.

---

خاتمة وتوصية عملية.
اختُتمت المحاضرة بالتأكيد على أهمية المواظبة على قراءة سورة الكهف **ليلة الجمعة ويوم الجمعة**، لأنها تمنح في كل قراءة نورًا جديدًا، وهداية متجددة، وتكاملًا روحيًا ومعرفيًا، كما أن القرآن كله **كتاب مبارك**، يتجدد عطاؤه مع كل قراءة.

وأكدت أن التدبر في هذه السورة يُشكّل حماية من الذنوب، ووسيلة لغفران الله، وحصانة من الفتن، وارتقاءً في مدارج الكمال. كما وعدت المحاضرة بالحديث في اللقاء القادم عن **اسم السورة وعلاقته بمضمونها، ومحورها الرئيسي في سياق القرآن الكريم.

📡‏تابع قناة بصائر النور الرسالية في واتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Vauy...
◀️يوتيوب:
   / @basayiralnoor  
🔹تليجرام:
https://t.me/basayiralnoor