مبايعة الإمام المهدي | قصة الإمام المهدي المنتظر

Описание к видео مبايعة الإمام المهدي | قصة الإمام المهدي المنتظر

ما الذي يجعلُ المهديَّ يَفِرُّ ممن سيُبايعونه عند الكعبة؟ هذا هو السؤال الذي أثار فضولَ العلماءِ والمفكرين على مرِّ العصور. على الرغم من أنَّ المهديَّ يُوصَفُ في الأحاديث النبويةِ بالهدى والتقى والصلاح، فلماذا يختار الهروبَ بدلًا من قبول البيعة التي يعرفُ أنها ستُعقد له؟
الاحتمالات التي قد تُفسِّرُ هذا السلوكَ متعددة. أولًا، يمكن أن يكون المهديُّ، رغمَ توافق أوصافه الجسديةِ والاسميةِ مع ما ورد في الأحاديث، لا يعتقدُ بأنه هو المهديُّ المنتظر. تلك الصفات لا تضمنُ بالضرورة أن يكون للمهديِّ اعتقادٌ راسخ بـ"المهدية"، بل على العكس، قد يدفعه صلاحُه وتقواهُ إلى الابتعادِ عن هذا الموقف. فقد يكونُ دأبُ الصالحين والمصلحين في حياتهم هو النأيُ بالنفس عن التعالي، وعن كل ما قد يُثير العجب في قلوبهم، مما يجعلهم يُقاومون قبول البيعة، حتى لو كانت لهم.
ثانيًا، هناك احتمالٌ آخر بأن المهديَّ لم يكن مطلعًا بشكلٍ دقيقٍ على الأحاديث التي تُبشِّرُ به. عدمُ معرفةِ المهديِّ بهذه الأحاديث أو عدم استحضاره لها، لا يعني بالضرورة نقصًا في إيمانه أو صلاحه. فهو ليس مكلفًا بحفظ هذه الأحاديث، ولا يعتبر ذلك شرطًا لتحقق صلاحه وتقواه.

وأخيرًا، ربما تأخر المهديُّ عن قبول البيعة بسبب خوفه من أن يكون ذلك اختبارًا من الله، فيرجو منه التوفيق والعون قبل أن يقبل هذه المسؤولية الجسيمة. فعن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال لعبد الرحمن بن سمرة: "يا عبدَ الرحمنِ بنَ سمرة، لا تسألِ الإمارة..."، مما يعكس توجيهًا بعدم طلب الولاية، بل انتظار أن تأتيه عن غير مسألة.
ويبقى السؤال مفتوحًا: هل المهديُّ سيعرفُ نفسه من خلال علامات آخر الزمان؟ وهل سيستدلُّ على "مهديته" بالخسف الذي سيقع للجيش المتوجه لمحاربته؟ هذه الأسئلة تظل محاطةً بالغموض، ولكنها تفتح المجال أمام تأملات عديدة في حكمة الله سبحانه، وفي كيفية تحقق الأمور بمقتضى مشيئته وحكمته.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке