قصيدة يوسف الكمالي أمام السلطان هيثم

Описание к видео قصيدة يوسف الكمالي أمام السلطان هيثم

ندبة الشموس والجبال
(بمناسبة زيارة السلطان هيثم إلى محافظة مسندم)
..

هبني .. ابتسامتَك الرضيّةَ مِنبرا
واغفر لشاعرِك الصغير أن انبرى

إن كانتِ الدنيا .. مجرّدَ مَعبرٍ
فعُمانُ في عينيكَ ليستْ مَعبرا

قدرُ المدائن أن تشيخَ على المدى
ووعدتَّها ألا تشيخَ.. وتكبرا

..

وأنا الشمالي الذي لبِسَ النّسيمَ
وباللبانِ "الحوجريّ" تبخّرا

قالوا: مسندم ساحلٌ، وأقول: بلْ
جبلٌ تطوف بهِ السواحلُ والقُرى

والنادبون، الرازفون أخالهم
قد أمسكوا يُمناكَ سَيفًا، خِنجرَا

قبضوا على جمرِ الولاءِ عقيدةً
كالقابضين على المصاحِفِ والعُرى

حتّى إذا انتصبتْ مسندمُ مِقبضا
في رأسِ خنجرِها .. تحزّمتِ الذُّرى

..

يا حاديًا بعصاهُ ألفَ غمامةٍ
أتلومنا مولايَ أن نستبشِرا؟

فكأنّها ليست عصاك، وإنما
بَرقٌ يهشُّ على الغمامِ ليمطرا

فاخلع نِعالكَ في مياهِ مسندمٍ
فلَجًا من الشّوقِ القديمِ تفجّرا
..

يا من مشى في الناسِ: إني هيثمٌ
ما كنتُ لا كِسرى، ولستُ بقَيصرا

لكنني رجلٌ أحبَّ بلادَه
حتّى أراقَ لها اللذيذَ من الكرى

من لا يحبُّ عُمانَهُ؟ ومحمّدٌ
بين الصّحابةِ عن هواها أخبرا!

وجعلتَ ميزانَ المُواطنِ كفَّهُ
أما اسمُه فمِن الثّرى وإلى الثّرى

يا من يرى في الطّيرِ منطقَ حِكمةٍ
ما كانَ منطقُهُ: أُريكم ما أرى!

..

مَلكٌ رأى سبعًا شدادًا، بعدها
عام يغاثُ الناسُ فيهِ، فأقترا

أما رؤاكَ فغيثُها يا سيّدي
من قبلِ تأويل الرياحِ تشجّرا!

قد جِئتَ بالرؤيا، وجئتُك يوسفًا
آمنت بالرؤيا .. ولستُ معبّرا

وذكرتُ في "العهدِ السعيد" نبوءتي
عن فارسٍ سيعودُ من بعدِ السُّرى
..


الفارسُ عادَ، وقدْ فرَسا
مَيْدانَ السّبقِ صباحَ مَسا

مَنْ أسرَج رؤيَتهُ فرَسا
ورسا ببلادٍ ونُفوسِ
..

فأضاءَ الوطنُ مدينتَهُ
واحتضنَ الشطُّ سفينتَهُ

والفرَسُ تعشّمَ زينتَهُ
سُلطانًا في يومِ جُلوسِ
..

إذ يربطُ بالخنجرِ شالَه
أو يربطُ بالخيلِ حِبالَه

يربطُ أحْداقًا خَيّالة
بطلائعِ ذاكَ الناموسِ
..

فرُؤاكَ .. خُيولٌ تهديها
شَريانُ البرقِ سرى فيها

وبياضُك فوقَ نواصيها:
جَوهرة في تاجِ عَروسِ
..

أعظِمْ برياحِكَ مِن سفَر
لِبلادِ العِزّةِ والظّفَرِ

كجَناحٍ يهزأُ بالحُفَرِ
ويطيرُ بزَهوِ الطاووسِ
..

عيناكَ: الساحةُ، والأفقُ
وذراعُك موجٌ يصطفقُ

وخُطاكَ.. جِيادٌ تستبقُ
في كل وِهادٍ وضَروسِ
..

يا صهوة تاريخِ عُمانِ
يا حصنًا من فوقِ حصانِ

يا ملهب قلقِ الفرسانِ
يا ظل الشّعبِ المشموسِ
..

يأبى جلالُك أن تجيء وتذهبا
الشّعرُ جاءَ إلى مسندمَ.. والنّبا

وعيونُ حرّاس المضيقِ تزاحمتْ
عَطشًا لأنْ ترِدَ الشّروقَ الأعذَبا

ما جئت لا. بل عُدتَّ، فاسمُك لم يزل
يرعى مجالسَنا ظَليلاً صيّبا

..

فكأنما "خصَبٌ" فؤادٌ مقفرٌ
قدْ زرتهُ يا ابن الغمامِ فأخصبا

ورياحُك الولْهى وموكبُها الذي
نحَتَ الرّواسي من "بُخا" حتّى "دبا"

ما كانَ "مَدحًا" مَوسميًّا، بل هَوًى
متدفّقًا مثلَ البراءةِ في الصّبا

..

يا سيّدي نحن الذين احتلّنا
حبُّ الكرامِ الطيّبين.. وأطرَبا

الساكنينَ مع المزارعِ والقُرى
هذا المحيَّا الهيثميَّ الأرحبا

بين الزوارقِ والبنادقِ لم نزل
نصطادُ مَرماك: البعيدَ .. توثّبا

ولنا أيادٍ من حَديدٍ: بيشكٌ،
جِرزٌ، وسيفٌ في التحدّي ما نبا

فاشحذَ على كفّيكَ سيفَ مسندمٍ
واندب له من كلِّ مَجدٍ مَضربا

..

هذا صباحُ العيدِ .. قد وفد الأُلى
ليصافحوا الشّيخَ المربي والأبا

وفَدوكَ بالأرواحِ، أنّكَ هيثمٌ
وأبوا سِواكَ، لأنهم أهلُ الإبا

أشرقتَ فينَا يا مليك، وأقسمتْ
عيناكَ أنّ مسندمًا لن تغرُبا!

Комментарии

Информация по комментариям в разработке