مدائح أنصارية - الرسول بشر للمادح عابدين عبدالقادر

المادح زين العابدين أحمد عبد القادر:
المادح عابدين من أوفر الشعراء والمداح إنتاجا في الطور الثالث. ولكن أدبه وفنه لم يجد كغيره من أدب وفن الأنصار الانتباه اللازم، وبالرغم من ذلك فقد تمت محاولة من قبل لبحث أدب ومديح الشاعر عابدين كانت قد بدأتها الأخت نون عمر نور الدائم في منتصف تسعينيات القرن المنصرم، كان البحث موجها لمدائح الأنصار بعامتها، ولكنها وجدت من الشاعر والمادح عابدين ورفيق دربه المرحوم بشير الحاج النور مادة ثرية وقد سجلت منهما الكثير، كما عقدت لهما ندوة بقسم الفولكلور بمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية وكل تلك المادة مقيدة لدى المعهد، ولكن للأسف ولظروف خاصة بالباحثة لم يتم إكمال رصد وتحليل مدائح الأنصار بما فيها مدائح شاعرنا عابدين.
وفي أبريل 2002م تكونت لجنة لتكريم الشاعر عابدين بذلت جهدا مقدرا في جمع مدائحه، وقامت بعدة مناشط توثيقية بتصوير وتسجيل روائع الشاعر المادح زين العابدين.
ولد زين العابدين أحمد عبد القادر عام 1942 بقرية كرتوب محافظة المناقل ولاية الجزيرة ونشأ فيها. تلقى العلم في خلوة الفكي محمد محمد علي ثم واصل في فصول محو الأمية، وعمل مزارعا، في نفس الوقت الذي يعتبر فيه النجم الأول لمواسم الأنصار الدينية واحتفالاتهم كافة.
بدأ حياته الفنية بإنشاد الدوبيت ثم ترديد أغاني الحقيبة ثم كتابة الشعر الغزلي على نهج الحقيبة وعلى النهج الغنائي الحديث (وذلك في الفترة ما بين 1961-1968م) وبعد ذلك، وبدءا بالعام 1969م بدأ الشاعر المادح بكتابة المدائح النبوية والمهدوية وما يسميه بالصحوية، مشيرا للمدائح التي تعبر عن الفكر الصحوي الذي أعلنته المهدية في طورها الثالث.
ومن أهم ما يمكن أن يقال عن عابدين هو شهرته وشهرة نتاجه بين الأنصار، فلا أحد يكابر أن عابدين هو أشهر مداح/ شعراء الأنصار المعاصرين وأنه يعد يحق خليفة ود سعد بلا منازع. حتى أن مدائحه سرت في الكيان مسرى النار في الهشيم فلا تكاد توجد منطقة (خاصة في وسط وشمال السودان) بعيدة عن مدائحه وترديدها في المناسبات والاحتفالات الدينية والوطنية أسوة بمدائح ود سعد وود أب شريعة وود التويم الباقية منذ الطور الأول للمهدية. وقد كنا في المنافي نلتقي من غير سابق معرفة من جهات مختلفة في السودان لا يوجد ما يوحد بيننا في ثقافاتنا سوى قصائد عابدين، لكأنما تلقيناها مجتمعين.
وصار للشاعر الكثير من الرواة والراويات المنتشرين في البقاع، وربما كان للأخت فيحاء محمد علي فضل أن استطاعت تسجيل بعض مدائح عابدين النبوية في التلفزيون القومي وفي قناة النيل الأزرق مؤخرا.
عابدين المادح
قلنا أن للشاعر عابدين رواة وراويات كثر وكثيرات لمدائحه، ويعد هو أول الرواة وأكثرهم شعبية. وقد كان المادح المرحوم بشير توأما روحيا للشاعر ومن أهم رواة مدائحه، كما كان يتميز بصوت روي وبأداء رائع رحمه الله وأحسن إليه. وكانت العلاقة بينهما علاقة عجيبة لكأن كل منهما يكمّل الآخر في حلقة المديح.