Скачать или смотреть استراتيجية الصين الصامتة للصعود إلى قمة النظام العالمي

لاعب مختلف يبني ببطء ودون حروب خارجية.. استراتيجية #الصين الصامتة للصعود إلى قمة النظام العالمي

#سياسة_لس

كيف حققت الصين
انتصاراتها دون قتال؟
في عالم يزداد انقساما
بين قوى مستنزفة بالحروب
وأخرى تبحث عن
موقع لها وسط الأزمات
تظهر الصين كلاعب مختلف
يبني ببطء لكن بثبات وصمت
فبلا حروب خارجية
ولا طموحات على أراض أجنبية
جيشها يتطور، اقتصادها ينمو،
وتكنولوجياتها تزدهر

منذ عقود طويلة
تبنت الصين إستراتيجية
صعود مختلفة تماما
ففي الوقت الذي تورطت فيه
الولايات المتحدة بحروب استنزاف
في الشرق الأوسط وأفغانستان
وانغمست روسيا
في الصراع الجيوسياسي
والحرب الأوكرانية،
بينما انشغلت أوروبا
بأزمات أمنية واقتصادية متلاحقة
فضلت بكين أن تخوض
معركة من نوع آخر
بعيدا عن ميادين الحرب المباشرة
وهي معركتها الخاصة
في التنمية والتحديث
هذا النهج منح الصين
ميزة استراتيجية كبرى
فبينما أهدرت القوى المنافسة
تريليونات الدولارات في حروب
استنزفت طاقاتها،
استثمرت بكين ملياراتها
في التكنولوجيا المتقدمة
كالذكاء الاصطناعي،
الطاقة النظيفة، والبحث العلمي
كما أشار تقرير البنتاغون الأخير
بوضوح إلى أن الصين
باتت تمتلك أكبر أسطول
بحري في العالم من حيث
العدد مع تقدم نوعي في مجال
الصواريخ فرط الصوتية
والطائرات بدون طيار
ما يجعل جيشها في مسار
تحديث شامل وغير مسبوق
أما اقتصاديا فكانت مبادرة
"صنع في الصين 2025"
الأساس لتحويل البلاد إلى
قوة صناعية وتكنولوجية عظمى
فلم تكتف بكين بتصدير
السلع الرخيصة كما في الماضي
بل ركزت على
صناعة المستقبل مثل الروبوتات
والسيارات الكهربائية
والطاقة الشمسية وبذلك أصبحت
منافسا مباشرا للولايات المتحدة
في القطاعات الأكثر حساسية
للاقتصاد العالمي
لكن الصعود الصيني لا يقتصر
على الداخل، فعبر مبادرة
"الحزام والطريق" مدت الصين
شبكات نفوذ اقتصادي
وجيوسياسي من آسيا إلى
أفريقيا وأوروبا وحتى
أميركا اللاتينية واضعة أكثر من
مئة وأربعين دولة ضمن منظومة
تعتمد بشكل متزايد على التمويل
الصيني والبنية التحتية التي
تقودها بكين، من دون مدافع
أو دبابات، بل استراتيجية
تستخدم الاقتصاد كسلاح
أشد فاعلية وكفاءة واللافت،
أن الصين لم تدخل حربا كبرى
منذ أكثر من أربعة عقود
هذا الغياب عن النزاعات المسلحة
منحها استقرارا داخليا
واستمرارية في التخطيط الاستراتيجي
مكنها من توجيه مواردها
نحو التطوير وهو ما جعل
خبراء صندوق النقد الدولي
يتوقعون أن تتجاوز الصين
الولايات المتحدة في الناتج
المحلي الإجمالي بالقيمة
خلال العقد القادم وهي بالفعل

الأولى عالميا وفق معيار القوة الشرائية!
ومع كل خطوة جديدة
يقترب التنين الآسيوي أكثر
من اعتلاء قمة النظام العالمي
لا بالسلاح بل بالتنمية والابتكار
حيث تصنع بكين مستقبلها
بصمت بعيدا عن ضجيج الحروب