Скачать или смотреть اكتشاف المستعر الأعظم ورحلة الأرض عبر سحب دخان المستعرات الأعظمية وإشارات القرآن

{فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين*يغشى الناس هذا عذاب أليم}
القرآن العظيم يخبرنا بوجود ظاهرة كونية تمر على الكرة الأرضية كل حقبة من الدهر، وهي غشيان الأرض بدخان فضائي، وقد كشفت دراسة نشرت في دورية "بروسيدنجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز": [أن الأرض كانت تسافر منذ 33 ألف عام عبر سحابة من الغبار المشع الخافت، حيث درس الباحثون العديد من رواسب أعماق البحار من موقعين مختلفين يعود تاريخهما إلى 33 ألف عام باستخدام الحساسية الشديدة لمقياس الطيف الكتلي الخاص (HIAF) ووجدوا آثارا واضحة لنظير الحديد -60، الذي يتكون عندما تموت النجوم في انفجار "سوبرنوفا".
ويعتبر الحديد -60 مشعا، ويتحلل تماما في غضون 15 مليون عام، مما يعني أن أي حديد -60 الموجود على الأرض يجب أن يكون قد تشكل في وقت متأخر جدا عن بقية الأرض، التي يبلغ عمرها 4.6 مليارات عام، ووصل إلى هنا من المستعرات العظمى القريبة قبل أن يستقر في قاع المحيط].
فهذه الدراسة وغيرها تثبت صدق ما ورد في القرآن وأنه صادر من علام الغيوب وأن عنصر الحديد نزل على الأرض من الفضاء الخارجي من بقايا أشلاء سوبرنوفا {وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد} وأن نظامنا الشمسي في أحقاب من الزمان كان يتحرك عبر سحابة كثيفة من الغاز والغبار تُعرف باسم السحابة البين نجمية المحلية وأن الآثار الموجودة من الحديد -60 منذ نحو 2.6 مليون سنة، وربما أخرى منذ نحو 6 ملايين سنة، تشير إلى أن الأرض عبرت السحب المتساقطة من المستعرات الأعظمية القريبة لفترات متباينة ، فالقرآن يخبرنا أن الأرض في رحلتها مع المجموعة الشمسية حول درب التبانة في قادم الزمان ستعبر في سحابة من الغاز {فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين} يقول الإيجي في تفسيره:[ هو الدخان الموعود، الذي هو من علامة قرب القيامة البين الواضح، الذي يراه كل أحد]
وإذا تأملنا سورة الدخان نجد بدايتها تحدثت عن تموضع الكرة الأرضية تموضعًا هندسيًا بين الأجرام السماوية وصفه القرآن بالتموضع المبارك {حم*والكتاب المبين*إنا أنزلناه في ليلة مباركة} وفي سورة أخرى وصفه بأنه {خير من ألف شهر} وهذا التموضع توقيته غير محدد على وجه الدقة كما في الحديث (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) وتوجد فيها آية عجيبة تتحدث عن علاقة وجدانية بين الإنسان والسماء والأرض {فما بكت عليهم السماء والأرض} وماهية هذه العلاقة ربما يدرك الإنسان مع التقدم العلمي شيئًا من آثارها إذا شاء العلي القدير كما شاء في قصة الجذع فقد(كان النبي "ص" يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ تحول فحن الجذع، فاحتضنه فسكن . فقال: لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة) كما أن في السورة آية تخبرنا أن خلق الكون مبني على نواميس وقوانين كونية﴿ وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين* ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون ﴾وأن حكمة الله اقتضت أن تكون لغة القرآن هي اللغة العربية لمرونة مفرداتها ودقة معانيها وأن في القرآن أسرار كونية تكشف منها وسيتكشف باقيها في قادم الزمان وأن على كل إنسان الترقب في كل ما يخبر به القرآن باللغة العربية {فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون *فارتقب إنهم مرتقبون}
فالسورة تتحدث عن قضايا فلكية في بدايتها وثناياها وتطلب من الإنسان الترقب في قضية فلكية مصيرية وفي نهاية السورة تربط ما بين اللغة العربية وارتقاب كل ما أخبر به القرآن وإذا تأملنا عدد حروف كلمات سورة الدخان 1481 حرفًا، ففي هذا العدد 1481 إشارة إلى أن الإنسان سيتطور بعد أكثر من 1400 من نزول القرآن وسيكتشف الدخان الذي يذكره القرآن ففي 2008م أعلن فلكيون أنهم التقطوا وللمرة الأولى على الكاميرا مستعراً أعظم ينفجر لتوّه. وبالمصادفة، لوحظ سيل من الأشعة السينية أثناء مراقبة مجرة إن جي سي 2770، التي تبعد 88 مليون سنة ضوئية عن الأرض، وفي الحال وجَّه الفلكيون عددًا من المقارب في ذلك الاتجاه ليشهدوا بذلك ميلاد المستعر الأعظم 2008 دي، مما ربط بين سيل الأشعة السينية وميلاد المستعر الأعظم.
فالقرآن يخبرنا أن العلماء في زمان حدوث أية الدخان ستكون لهم قدرة على توقع لحظة اقتراب غشيان الكرة الأرضية بذلك الدخان {يغشى الناس هذا عذاب أليم} يقول الجرجاني صاحب النظم: [هذا إشارة إليه – أي إلى الدخان-وإخبار عن دُنُوِّه واقترابه] فتأمل أخي القارئ عظمة هذا الكتاب {وإنه لكتاب عزيز*لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنـزيل من حكيم}.