خوف أم سالم هكذا يختفي أمام مفترسات صغارها - تفسير استعراض طير بري يطرب له أبناء البادية والحاضرة!

السلوك الذي تراه في أول مشهد يكشف الخوف والهلع الذي أصاب ذلك الطير البري الصغير على أفراخه وعشه لكن العجيب أنه خوف يدفعه إلى المجازفة باتجاه مشاغلة ناقة ضخمة بالقياس إلى حجمه وحجمها وأيضا يشتت بحركاته انتباه المفترسات كالثعابين والزواحف والقطط البرية والثعالب من أجل الدفاع عن عشه وأفراخه. وستجد معلومات وحقائق تفسّر ذلك الاستعراض الجميل الذي يقوم به أيضا هذا الطير الذي له اسم محلي عامي في السعودية هو اسم أم سالم بينما يُعرف في المعاجم باسم المُكَّاءُ، فقد قيل أن المُكَّاءُ: طائر من القنابر له تصعيد في الجوّ وهبوط، ولهُ صفيرٌ حسنٌ.
وتضع بعض الكتب المتخصصة في الطيور اسما مترجما هو القبرة الهدهدية.
Greater Hoopoe-lark
واسمه العلمي
‏Alaemon alaudipes
يهتم الفيديو بالنتيجة التي نفهم منها الحقائق عن هذا الطير كواحد من المخلوقات الجميلة وذات القيمة في السلسلة الغذائية في الطبيعة والحياة البرية..ويشير أيضا إلى رسالة ذات قيمة بيئية تتعلق بأهمية ترك الطيور البرية إلى حال سبيلها وعدم إزعاجها أو مضايقتها خاصة خلال موسم التزاوج والتعشيش والتزاوج.
تشاهد في هذا الفيديو طير أم سالم يستعرض مع صفير أو غناء رقيق يأتي به بالتزامن مع ارتفاعه ونزوله بشكل عمودي سريع وفي منظر بديع، وتفسير ذلك أنه يمارس طقوس الغزل حتى يجذب إليه أنثى للتزاوج، كما أن الاستعراض "الذي صوّرته في عدة أوضاع" يعتبر بمثابة اعلان سيطرة من ذكر واحد ورسالة إلى الذكور الأخرى معناها أنه في منطقة نفوذه الخاصة.
وهذا الاستعراض مع الغناء كان يطرب له كثيرون من أبناء وسكان البادية والحاضرة في السعودية ممن لهم علاقة بالطبيعة البرية ويعتبرونه من مظاهر الاستمتاع في فصل الربيع. وقد وصف ذلك بعض الشعراء قديما، وحتى حديثا يتناول بعض الشعراء الاستعراض كأحد مظاهر جمال فصل الربيع ويربطون بينه وبين الاستمتاع بالطبيعة والإقامة في البرية والابتعاد عن صخب المدن والمشاغل الروتينية.
يقدم الفيديو أيضا مشاهد حية صوّرتها لحركات فزع وخوف هذا الطير على أفراخه وعشه إذا اقتربت مفترسات منها، فيبدأ بحركات للفت الانتباه متظاهرا بالضعف أو أنه مكسورة الجناح حتى يستدرج مصدر الخطر أو الذي يقترب من أفراخه ليشتت بصره عنها كل هذا حماية ودفاعا عن الأفراخ. وسبق أن رُصد طير أم سالم يمثل أنه سيهجم على ناقة حتى يجبرها على تغيير اتجاه سيرها فلا تطأ بأخفافها العش والأفراخ. وقد يجازف هذا الطير في مهاجمة الزواحف والمفترسات إذا أقبلت على الأفراخ.
وتنتمي أم سالم أو المكاء إلى نفس فئة الطيور التي تنتمي إليها قبرة الصحراء أو حُمّرة الصحراء. وقد رُوي أن صحابة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم أخذوا أفراخ قبرة الصحراء ففزعت، وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: "من فجَعَ هذه بولدها.. ردّوا ولدها إليها".
هذا فيديو مصور في الصمان.
قناة محمد اليوسفي