تطهير بيت الثورة السورية: الجزء الاول -- المشكلة

الوصف هنا طويل لانه كامل النص
---------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.

الجزء الاول: مشكلة التطهير
1- التطهير اولا:
نعم تطهير (تنظيف) بيت الثورة السورية من المنافقين والانتهازيين وخونة نظام الأسد هو حماية للامة من الغدر الداخلي، وتمكين الثوار الجدد من رفع ظلم نظام الأسد عنها. نحن جزء من الامة الواسعة. ولا خوف ولا خجل من الاعتزاز بأمتنا، والدفاع عنها كل حسب استطاعته.

قد تبدو دعوة التطهير هذه خيالية ومتأخرة، في عام 2024، بعد ان انهك هؤلاء المنافقين والانتهازيين والخونة الثورة وافشلوها عسكريا وأتاحوا الفرصة لنظام الأسد ليستمر في تدمير ما تبقى من سورية. ولان روح الثورة لاتزال مشتعلة في نفوس الأحرار، فعلى من يتصدر لقيادة الثورة من جديد تطهير نواة لثورة وحاضنتها، بداية، من هؤلاء المنافقين حتى لا يفشلوها ثانية.

2- من سيقوم بالتطهير؟
ودعوة التطهير هذه على خطورتها موجهة الى الاحرار او كل من يتصدر العمل الثوري سرا او علانية، والى كل الاحرار في الفصائل الثورية في الشمال ممن لم يتلوثوا، والى كل حر في الخلايا النائمة في مناطق سيطرة النظام او سيطرة الاكراد.

3- لا بديل عن الانتصار على نظام الاسد:
لا بديل عن الانتصار على نظام الاسد طال الزمن او قصر، لأنه لا يمكن ولا يجوز لاي اقلية ان تحكم سورية بل تحكم فقط بالديمقراطية والحرية لكل السوريين بدون تمييز. ولن تنتصر الثورة السورية بوجود هذا الكم من المنافقين فيها. والانتصار على الاسد هو الخيار الوحيد امام الثوار السوريين، لأن المعركة ضد نظام الاسد لم تعد خيارا سياسيا او فكريا، وانما خيار وجودي. والخسارة ثانية هي الابادة التامة جسديا ومعنويا للعرب المسلمين بعد ان اظهر النظام وجهه الوحشي الطائفي الذي أخفاه طويلا تحت عباءة التقية والتصدي ضد إسرائيل، ثم اصبح مجرد دمية للاحتلال الإيراني. لذا وجب رحيله اليوم اكثر مما كان عام ٢٠١١.
ما نقوله هذا ليس بسبب خصومتنا السياسية مع نظام الأسد، وهي معلنة، وانما أيضا بسبب ما قام ويقوم به على أرض الواقع من قتل وتدمير وتهجير لم يتوقف. وحتى بعد انتهاء المعركة الحربية بسنين لايزال يرفض عودة أي لاجئ سوري حتى ولو كان محايدا، مادام هذا اللاجئ سنيا. هذه ليست رواية تخمين وإنما واقع، واسألوا حلفائه اللبنانيين الذين توسلوا إليه للتخلص من اللاجئين السوريين في لبنان.

4- ما هو التطهير؟
ان أي تفكير بإعادة تفعيل الجيش الحر بدون تنظيف البيت الداخلي للثورة هي وصفة لخسارة ثانية فادحة. وبعد عدة سنوات من الخداع الذاتي، بدأت تظهر بعض الحقائق المرة عن مدى اهتراء ممن تصدروا الصفوف الثورية وباعوا انفسهم واهلهم بثمن بخس. ووجود هؤلاء هو سبب محتم للخسارة كم وصفهم الله سبحانه وتعالى المنافقين في القران الكريم بقوله:
لو خَرَجُوا۟ فِیكُم مَّا زَادُوكُمۡ إِلَّا خَبَالࣰا وَلَأَوۡضَعُوا۟ خِلَـٰلَكُمۡ یَبۡغُونَكُمُ ٱلۡفِتۡنَةَ وَفِیكُمۡ سَمَّـٰعُونَ لَهُمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمُۢ بِٱلظَّـٰلِمِین.
للتذكير:
- لقد تم خداعنا من قبل كثير من الأشخاص عندما أطالوا لحاهم الدينية واكثروا من الكلمات القرآنية، ولكنهم كانوا منافقين وبعضهم خونة للنظام، أو عناصر تابعة لداعش او النصرة. بئس القوم.
- لقد خدعنا كثير من المنافقين عندما كانت اصواتهم عالية ويكثرون من شتائم نظام الاسد على قنوات الاعلام وفيما بعد عرفنا انهم مجرد ادعياء ولصوص سرقوا الدعم المالي للثورة
- لقد خدعنا كثير من الاشخاص عندما ابتسموا لنا كأنهم الاصدقاء، ولكنهم كانوا العدو بلباس الصديق. وهؤلاء بعضهم سوريين، ومنهم عرب واجانب..
- لقد خدعنا الكثير من قادة الفصائل الثورية بمظاهرهم الحماسية، ولكنهم لم يكونا سوى أعوان للنظام اشتراهم وباعوا اهلهم. ثم أصبحوا من أثرياء الحرب في اسواق تركيا بعد أن ركبوا الحافلات الخضر إلى الأمان المصطنع.
- لقد خدعنا كثير من المثقفين المتحمسين واكتشفنا انهم لم يكونوا سوى خونة. والقسم الاخر منهم مجرد انتهازيين يقاسمونك الغنيمة عند النصر وأول من يهرب عند المعركة.
- وغيرهم كثيرون.
يتبع في الجزء الثاني