أقصبي: الإصلاح الضريبي في المغرب يسير في اتجاه معاكس لأهدافه المعلنة

يرى المحلل الاقتصادي نجيب أقصبي أن ما يسمى بالإصلاح الضريبي في المغرب، والذي بدأ تطبيقه منذ عام 2019، يسير في اتجاه معاكس لأهدافه المعلنة في تقليص الفوارق الاجتماعية.

ويؤكد أقصبي أن هذا الإصلاح، الذي تبلور عبر القانون الإطار لسنة 2021، يمر بثلاث مراحل رئيسية، كل منها تعمق الفوارق الاجتماعية بدلاً من تقليصها.

في المرحلة الأولى من الإصلاح، تم رفع الضريبة على المقاولات الصغرى والمتوسطة من 10% إلى 20%، بينما تم تخفيض الضريبة على الشركات الكبرى التي تتجاوز أرباحها مليون درهم من 31% إلى 20%. وهو ما اعتبره أقصبي إجراءً يكرس الفوارق ويهدد استمرارية المقاولات الصغرى، مشيراً إلى التناقض بين الخطاب الرسمي الذي يدعي دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة وبين الإجراءات العملية التي تسير في الاتجاه المعاكس.

أما المرحلة الثانية من الإصلاح في 2024، فقد شملت تعديلات على الضريبة على القيمة المضافة، حيث يتم العمل على تقليص عدد النسب الضريبية من خمس نسب (0%، 7%، 10%، 14%، 20%) إلى نسبتين فقط (10% و20%) بحلول عام 2026. وأوضح أقصبي أن هذا التوجه سيؤدي إلى رفع الضرائب على المواد الأساسية التي كانت تخضع لنسب منخفضة، مما سيؤثر سلباً على القدرة الشرائية للمواطنين.


وفي تحليله لضريبة الدخل، كشف أقصبي عن غياب العدالة الضريبية، موضحاً أن نفس مستوى الدخل قد يخضع لنسب ضريبية مختلفة حسب مصدره. فالأجور قد تصل نسبة الضريبة عليها إلى 37%، بينما تخضع الأرباح في البورصة لنسبة 15% فقط، في حين يتمتع القطاع الفلاحي بإعفاء ضريبي كامل.

وقدم أقصبي أمثلة رقمية توضح تأثير الإصلاحات على مختلف الشرائح الاجتماعية. فذوو الدخل المحدود الذين يتقاضون 3000 درهم شهرياً لن يوفروا سوى 50 درهماً، بينما سيوفر أصحاب الدخل المتوسط (4000 درهم) مبلغ 166 درهماً. أما أصحاب الدخل المرتفع (500 ألف درهم) فسيستفيدون من وفر ضريبي يصل إلى 5250 درهم.

وختم أقصبي تحليله بالتأكيد على أن الإصلاح الحقيقي المطلوب هو توحيد قواعد احتساب الضريبة على جميع أنواع المداخيل وتطبيق مبدأ التصاعدية بشكل عادل. واعتبر أن الإجراءات الحالية ليست سوى "إصلاحات مضادة تكرس الحيف الضريبي"، مشدداً على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الضريبية بشكل شامل يحقق العدالة والإنصاف الضريبي.





“فبراير.كم” إنه صوت الجميع. إنه عنوان الحقيقة كما هي بدون رتوش. الرأي والرأي الآخر.
تابعونا على:
Official Website | http://www.Febrayer.com
Facebook |   / febrayer  
instagram:   / febrayer  
#بارطاجي_الحقيقة