إنتصاف شهر رمضان هل نحن على الطريق الصحيح | الدكتور فريد الأنصاري

ثم أما بعد فهان نحن هؤلاء إخوة الإسلام ننتصف مع نصف رمضان مضى نصفه الأول وكما مضى الأول لا شك قطعاً يتبعه الآخر أيام قلائل بعد وتصبح لحظات الخير هذه التي نعيشها الآن من خبر الماضي ومما فات وما كان لما فات أن يولي أبدا إلى مستقبل إلا أن تعود أيام أخرى بابتلاء جديد ومعنى ذلك أن لحظات الخير ونفحات الرحمة في عمر الإنسان معدودة محدودة.
فما يمضي منها ويصبح من الماضي لا يمكنك أن تستدركه بعد أبدا لحظات الخير إذا مضت من عمر الإنسان مستحيل أقول مستحيل أن يستدركها مرة أخرى صحيح ستقول غدي يجي رمضان المقبل بغظ النظر عن ضمان العمر إلى رمضان المقبل بغظ النظر عن هذا رمضان المقبل كي يجي لوظيفة أخرى لأنه بينك وبينه الآن ابتلاء آخر مقبل بينك بين رمضان المقبل ابتلاء. ابتلاء من الحياة المثقلة بالجراح والذنوب والخطايا والفتن ولذلك رمضانك هذا هو لما مضى لا لما يأتي ورمضان المقبل لما يأتي لا لما مضى فلكل نعمة من نعم الله جعل الله لها قدراً في الزمن والمكان والحوادث والخطايا ما بقي منه إذا إلا قليل والمؤمن بما مضى من هذه الأيام الخمسة عشر بهذه الأيام المنتصفة أو الناصفة للشهر كافية لأن يعرف كل إنسان منا أكان لهذا الشهر آثر على قلبه أم لا لأن هذه خمسة عشر يوم كافية باش تكون متحان للإنسان وكافية لتكون مقياساً لما انجزت من صيام وقيام وإقبال على الله جل وعلا أكان على الصدق فعلاً أم لا هل دخلت في قوله عليه الصلاة والسلام الذي كررناه مراراً وتكراراً من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه باش تعرف هل فعلاً صمت إيماناً واحتساباً أم لا الدليل على ذلك قلبك الذي بين جنبيك وهو يحدثك إذا كان لهذه الأيام آثر الروح والريحان على القلب ووجدت فعلاً أنك لا تزداد إلى شوقاً إلى الله جل وعلا وإلى عبادته وشوقاً الترقي بمنازل الإيمان ومدارج القرآن ووجدت القلب تنفتح آذانه وبصائره أكثر وأكثر لما يتنزل عليه من القرآن الكريم تنزلاً إذ تتنزل الآيات في التلاوة وفي القيام والتراويح وما شابه ذلك على القلب بالرحمة والسكينة إن وجت هذا فمعنى ذلك أنك على الطريق وأنك قد استفدت ذوقاً من معنى الإيمان والاحتساب في الصيام والقيام.

#خطب الشيخ فريد الأنصاري
#رحلة اليقين
#بصائر القرآن
#تدبر القرآن
#سلسلة منازل الإيمان
#الاستعداد_لرمضان لصوم شهر رمضان