قراءة كتاب الذخائر والأعلاق في شرح ديوان ترجمان الأشواق للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي القصيدة 1

Описание к видео قراءة كتاب الذخائر والأعلاق في شرح ديوان ترجمان الأشواق للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي القصيدة 1

   • The Four Principles of Quantum Relati...      / @ibn_arabi   - http://www.ibnalarabi.com/video * لكي يصلك ما هو جديد -- * الاشتراك في القناة
إعجاب👍 Like🌹مشاركة Share 💝تفعيل جرس🔔التنبيهات الجزء الثاني من المقدمة مع قراءة وشرح القصيدة الافتتاحية
بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الحسن الفِعال، الجميل الذي يحبُّ الجمال، خلق العالم في أكمل صورة وزيَّنه، وأدرج فيه حكمته الغيبية عندما كَوَّنه، وأشار إلى موضع السرّ منه وعيَّنَه، وفصَّل للعارفين مجمله منه وبيَّنه. جعل ما على أرض الأجسام زينة لها، وأفنى العارفين في مشاهدة تلك الزينة وجداً ووَلها.
وصلَّى الله على المتجلَّى إليه في أحسن صورة، والمبعوث في أكمل شريعة وأحسن سيرة، محمد بن عبد الله المكلَّم بالمقام العليِّ، والمخصوص بالكمال الكلِّيِّ والتنزيل الوفيِّ، وعلى آله وصحبه وسلم.
قدومه مكة ولقاؤه بالشيخ زاهر بن رستم الأصفهاني
أما بعد، فإني لَمَّا نزلت مكة سنة خمسمائة وثمان وتسعين ألفيت بها جماعة من الفضلاء، وعصابة من الأكابر الأدباء والصلحاء بين رجال خضارمة ونساء، ولم أر فيهم - مع فضلهم - مشغولا بنفسه، مشغوفا بالنظر فيما بين يومه وأمسه، مثل الشيخ العالم الإمام، بمقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، نزيل مكة، البلد الأمين: مكين الدين، أبي شجاع زاهر بن رستم بن أبي الرجاء الأصفهاني (توفي سنة 609 ه، ومرت ترجمته أعلاه)، رحمه الله تعالى، وأخته المسنة العالمة، شيخة الحجاز، فخر النساء، بنت رستم. فأما الشيخ فسمعنا عليه كتاب أبي عيسى الترمذي في الحديث وكثيرا من الأجزاء، في جماعة من الفضلاء، كان يغلب عليهم الأدب؛ فكأن جليسه في بستان، وكان رحمه الله تعالى ظريف المحاورة، برَّ المجاورة، لطيف المؤانسة، ظريف المجالسة، يمتع الجليس، ويؤانس الأنيس. وكان له، رضي الله عنه، من أمره شأن يغنيه، فلا يتكلم إلا فيما يعنيه.
وأما فخر النساء أخته، بل فخر الرجال والعلماء، فبعثت إليها، لأسمع عليها، وذلك لعلوّ روايتها، فقالت: «فني الأمل، واقترب الأجل، وشغلني عما تطلبه مني من الرواية الحثّ على العمل، فكأني بالموت قد هجم، فأقرع سنّ الندم.» فعندما بلغني كلامها كتبت إليها أقول شعراً:
حالي وحالك في الرواية واحد
ما القصد إلا العلم واستعماله

فأذنت لأخيها أن يكتب لنا نيابة عنها إجازة عنها في جميع روايتها، فكتب رضي الله عنه وعنها ذلك ودفعه لنا، وكتب لنا بجميع مسموعاته عليه إجازة عامة. وكتبتُ إليه من قصيدة عملتها فيه أقول شعراً:
سمعت الترمذي على المكين
إمام الناس في البلد الأمين

حديثه عن نظام
وكان لهذا الشيخ، رضي الله عنه، بنت عذراء، طَفلة هيفاء، تقيِّد النواظِر، وتزيِّن المَحاضِر، وتسرُّ المُحاضر، وتحيّر الناظر؛ تُسمى بالنظام، وتُلقَّب بعين الشمس والبهاء. من العابدات العالمات السائحات الزاهدات، شيخة الحرمين، وتربية البلد الأمين، الأعظم بلا مَين . ساحرة الطرف، عراقية الظّرف، إن أسهبت أتعبت ، وإن أوجزت أعجزت، وإن أفصحت أوضحت. إن نطقت خرس قسّ بن ساعدة، وإن كرمت خنس معن بن زائدة، وإن وفّت قصّر السموأل خطاه، واغرورى بظهر الغَرَر وامتطاه (أي هرب مسرعاً).
ولولا النفوس الضعيفة السريعة الأمراض، السيئة الأغراض، لأخذْتُ في شرح ما أودع الله تعالى في خَلقها من الحُسن، وفي خُلقها الذي هو روضة المزن؛ شمسٌ بين العلماء، بستانٌ بين الأدباء، حُقَّة مختومة، واسطة عقد منظومة، يتيمة دهرها، كريمة عصرها، سابغة الكرم، عالية الهِمم، سيِّدة والدِيها، شريفة نادِيها، مسكنها أجياد ، وبيتها من العين السواد، ومن الصدر الفؤاد، أشرقت بها تِهامة، وفتح الروض لمجاورتها أكمامه، فنمت أعراف أزهار المعارف، بما تحمله من الرقائق واللطائف. عِلمُها عَملها، عليها مَسحة ملَك وهمَّة ملِك.
فراعينا في صحبتها كريم ذاتها، مع ما انضاف إلى ذلك من صحبة العمَّة والوالد، فقلَّدْناها من نظمنا في هذا الكتاب أحسن القلائد، بلسان النّسيبِ الرّائق (وهو الغزل الرقيق)، وعبارات الغزل اللائق، ولم أبلُغ في ذلك بعض ما تجده النفس، ويثيره الأنس، من كريم وُدّها، وقديم عهدها، ولطافة معناها، وطهارة مغناها؛ إذ هي السؤل والمأمول، والعذراء البتول، ولكن نظمْنا فيها بعض خاطر الاشتياق، من تلك الذخائر والأعلاق؛ فأعربْتُ عن نفس توّاقة، ونبَّهْتُ على ما عندنا من العلاقة، اهتماما بالأمر القديم، وإيثاراً بالمجلس الكريم.
فكلُّ اسم أذكره في هذا الجزء فعنها أكنّي، وكلُّ دارٍ أندبها فدارَها أعني، ولم أزل فيما نظمته في هذا الجزء على الإيماء إلى الواردات الإلهية، والتنزّلات الروحانية، والمناسبات العلوية، جرياً على طريقتنا المثلى، فإنَّ الآخرة خيرٌ لنا من الأولى، ولعلمها - رضي الله تعالى عنها - بما إليه أشير، ولا ينبئْكَ مثلُ خبير؛ والله يعصم قارئ هذا الجزء وسائر الديوان من سبق خاطره إلى ما لا يليق بالنفوس الأبيّة، والهِمم العليَّة، المتعلقة بالأمور السماوية، آمين، بعزة من لا ربَّ غيره، ﴿وَاللهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهو يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب: 4].

Комментарии

Информация по комментариям в разработке