Скачать или смотреть "أوشوايا" مدينة نهاية العالم

بنيت على أنقاض سجن سيئ السمعة وتحولت إلى وجهة سياحية في أقصى جنوب الأرض.. قصة "#أوشوايا" مدينة نهاية العالم

#سياسة_لس #الأرجنتين

"أوشوايا".. مدينة نهاية العالم

تقع في أقصى بقاع الأرض
وتعد بوابة القارة القطبية الجنوبية
ولدت من رحم سجن سيئ السمعة
ساهم نزلاؤه في بنائها
على ضفاف قناة بيغل
محاطة بجبال الأنديز
أصبحت "أوشوايا" اليوم
وجهة سياحية عالمية بارزة
ولكن..
خلف جمالها البارد
تختبئ قصة مثيرة..
منذ آلاف السنين
بدأ الوجود البشري في أوشوايا
مع قبائل "السلكنام" و "اليامانا"
وهم السكان الأصليون
ل "أرض النار"، أو
أرخبيل "تييرا ديل فويغو"
وفي القرن التاسع عشر
مع قدوم الأوروبيين،
بدأ الاستيطان المنظم
في المنطقة بدوافع
سياسية وعسكرية

وخوفا من الأطماع البريطانية
في الجنوب، قررت الأرجنتين
تثبيت وجودها هناك في أعقاب
معاهدة مع تشيلي، قسمت
المنطقة المأهولة بالسكان الأصليين
والمبشرين الإنجليز بين البلدين
وذلك عبر إنشاء مستعمرة عقابية
في ذلك المكان المعزول
فتم إنشاء سجن أوشوايا الوطني
في عام 1902 للمدانين بالجرائم
بهدف الحفاظ على
وجود دائم لسكان الأرجنتين
في أقصى جنوب القارة
والسيطرة على الأراضي
كدفاع رمزي ضد الطموحات
البريطانية تجاه أرخبيل أرض النار

وفي ثلاثينيات القرن العشرين
وصل ما يسمى ب"السجناء السياسيين"
مع أخطر المجرمين العتاة
من الأرجنتين لقضاء عقوبتهم
في أوشوايا..
المثير في الأمر أن الدولة
لم تكتف بعزل هؤلاء السجناء
في سجن "نهاية العالم"
بل أصبحوا جزءا لا يتجزأ من بناء
المدينة نفسها، فشيدوا المنازل
وزودوا المدينة بالحطب
والخبز والكهرباء، كما شيدوا
الطرقات وحتى خطوط
السكك الحديدية بأيديهم
كل ذلك تحت ظروف
مناخية قاسية وبإشراف
عسكري صارم
كأداة لإعادة تأهيل السجناء
لكن ظروف الاحتجاز
كانت قاسية والانتهاكات
كانت متكررة
فتوفي عدد غير معلوم منهم
إما من البرد أو الإهمال أو التعذيب
وفي أعقاب الشكاوى المستمرة
من قسوة النظام، والضغوط الإعلامية
أعلن الرئيس خوان بيرون إغلاق السجن
نهائيا في عام 1947
واستخدم المبنى بعد ذلك للبحرية
بدأت أوشوايا تنمو كمدينة
لعبت دورا استراتيجيا
خلال الحرب العالمية الثانية
نظرا لقربها من قناة بيغل
في عام 1997 تحول
مبنى السجن إلى متحف
كما تحولت المدينة
على مر العقود، بفضل موقعها
الجغرافي الفريد وثرواتها
الطبيعية الاستثنائية إلى وجهة
سياحية تجذب الزوار
من جميع أنحاء العالم
لكن تاريخها الآسر لم يمح
ففي شوارعها، ما زالت تتردد
أصداء المستكشفين وحكايات
سكانها الأصليين، وما زالت
قصص العزل والإعمار القسري
تروى بين جدران
السجن الذي ساهم
في بناء مدينة نهاية العالم