ماهي اسرار البكاء ؟..وما هي اهم انواعه.. وماهو ثواب البكاء على الامام الحسين ؏ ..الشيخ علي المياحي

Описание к видео ماهي اسرار البكاء ؟..وما هي اهم انواعه.. وماهو ثواب البكاء على الامام الحسين ؏ ..الشيخ علي المياحي

البكاء، هو سيلان الدموع من العين، وذلك لأسباب مختلفة كالحزن والفرح، وقد ذكر الله تعالى البكاء في القرآن الكريم بصيغ مختلفة، كما أنّ للبكاء مكانته في السنة النبوية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام.

ومن أبرز الأخبار الواردة في هذا المقام هو مصيبة الإمام الحسين عليه السلام والحث على البكاء عليه، فضلاً عن بكاء الكون عليه عند الفريقين من السنة والشيعة.
إنّ للبكاء شأن عظيم في الشريعية الأسلامية، وقد حثَّ عليها الإسلام في القرآن والسنة.

البكاء في القرآن
إنّ الله تبارك وتعالى في آيات متعددة ذكر البكاء بأشكال شتى ولأسباب مختلفة، فمن ذلك:

﴿وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾.[5]
﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.[6]
﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إلى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾.[7]
﴿وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾.[8]
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إلى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾.[9]
فهي كما تقدّم في بعض الآيات المذكورة صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين، أو الإفراط بالبكاء كبكاء يعقوب عليه السلام في فراق يوسف عليه السلام حيث أمسى أعمى:

﴿وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ﴾.[10]
البكاء في السنة
فقد اعتنت السنة النبوية على هذا الجانب وكذلك الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام والصحابة مما يبين مكانة البكاء في الشريعة الإسلامية، وقد اختص للبكاء بعض الأبواب في كتب الحديث، كما هناك تأليفات في هذا المجال منها: كتاب الرقة والبكاء لابن أبي الدنيا، والبكاء من خشية الله لأبي الفرج المصري، والبكاء عند قراءة القرآن لعبدالله اللحدان، .....ومنها:

البكاء من خشية الله
فمن الروايات الواردة في البكاء من خشية الله، هي:

قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله..)، وذكر منهم: (ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه).[11]
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم".[12]
عن أنس بن مالك قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم عينان لا تمسهما النار أبداً عين باتت تكلا المسلمين في سبيل الله وعين بكت من خشية الله.[13]
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم ليس شيء أحب إلى الله من قطرتين وأثرين قطرة دموع من خشية الله وقطرة دم تهرق في سبيل الله وأما الأثران فأثر في سبيل الله وأثر في فريضة من فرائض الله.[14]
البكاء في المصيبة
من سنن الله بين عباده هو نزول المصائب والبلايا، ولا يمكن لأحد أن يفر ويخرج من هذه الدائرة، وهي من مسببات البكاء، وقد أشير إلى هذا الأمر في الذكر الحكيم: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.[15] فالله سبحانه وتعالى أمرنا بالصبر والاسترجاع.
وللمسلمين في النبي صلی الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[16]، وقد أمرهم الله بالامتثال لما أمر والإنتهاء عما نهى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾[17]، فهذه بعض مواقفه صلی الله عليه وآله وسلم في المصائب:

محمد بن عقيل عن جابر قال لما سمع النبي صلی الله عليه وآله وسلم ما فعل بحمزة شهق، فلما رأى ما فعل به صعق، ولما عاد النبي صلی الله عليه وآله وسلم إلى المدينة سمع النوح على قتلى الأنصار قال: لكن حمزة لا بواكي له، فسمع الأنصار، فأمروا نساءهم أن يندبن حمزة قبل قتلاهم، ففعلن ذلك.[18]
لما مات إبراهيم ابن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم قال النبي: حزنَّا عليك يا إبراهيم وإنا لصابرون. يحزن القلب، وتدمع العين، ولا نقول ما يسخط الرب.
عن الصادق عليه السلام: إن النبي صلی الله عليه وآله وسلم حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جداً، ويقول: كانا يحدثاني، ويؤانساني، فذهبا جميعاً.
فبناء على ما تقدّم لم تكن البكاء مما يلام أو يعاب عليه بالأخص إذا كان هنالك ما يبرر له: كالبكاء من خشية الله، أو عند نزول النوائب كفقد الأحبة وما شاكلها...

Комментарии

Информация по комментариям в разработке