الأرواح المتمردة (وردة الهاني): جبران خليل جبران || Rebellious Spirits : Gibran Khalil

Описание к видео الأرواح المتمردة (وردة الهاني): جبران خليل جبران || Rebellious Spirits : Gibran Khalil

قصة "وردة الهاني" لجبران خليل جبران من أوائل الأعمال التي كشفت بجرأة تامة معاناة المرأة في المجتمعات الشرقية التقليدية. وتكمن قوة هذه القصة في التصادم المباشر بين منظورين: نظرة المجتمع التقليدي الذكوري ممثَّلاً برشيد بك، ونظرة المرأة التواقة للحرية والحب الحقيقي التي تجسدها شخصية وردة الهاني.
يفتتح جبران القصة بفقرتين تضعان القارئ أما حالتين متعاكستين تثير التساؤل لدى القارئ:

ما أتعس الرجل الذي يحب صبية من بين الصبايا ويتخذها رفيقة لحياته، ويُهرق على قدميها عرق جبينه ودَمَ قلبه، ويضع بين كَفَّيْهَا ثمار أتعابه وغلة اجتهاده، ثم ينتبه فجأة فيجد قلبها الذي حاول ابتياعه بمجاهدة الأيام وسهر الليالي قد أعطي مجانًا لرجل آخر ليتمتع بمكنوناته ويسعد بسرائر محبته!

وما أتعس المرأة التي تستيقظ من غفلة الشبيبة، فتجد ذاتها في منزل رجل يغمرها بأمواله وعطاياه ويسربلها بالتكريم والمؤانسة، لكنه لا يقدر أن يلامس قلبها بشعلة الحب المحيية، ولا يستطيع أن يشبع روحها من الخمرة السماوية التي يسكبها الله من عيني الرجل في قلب الامرأة!

يرى رشيد بك في زواجه من وردة صفقةً مربحة؛ فهو "أنقذ" امرأةً جميلة من براثن الفقر وأغدق عليها النِعم المادية، وبالنتيجة يتوقع منها الولاء والامتنان الأبديين. إلا أن وردة هاني لم تكن دمية للبيع والشراء. ففي أعماقها امرأةٌ حالمة تبحث عن الحب الذي يحرر الروح ويسمو إلى ما وراء الحسابات المادية والتوقعات الاجتماعية الخانقة.
"ألم يعلم [رشيد بك] بأن القلوب التي تحركها أيدي الذهب جامدة ساكنة؟" تسأل وردة خلال محاكمتها اللاذعة للمجتمع في الجزء الثاني من القصة. لم تحرك هدايا رشيد قلب وردة، فقد كانت سجينته الفارهة، محرومةً من حق اختيار شريك حياتها، ومن حق السعي وراء الارتباط الوجداني الحقيقي.
وتكمن المفارقة الحزينة في تصوير جبران لرشيد بك. في البداية، قد يلتمس القارئ التعاطف معه؛ فهو زوج مخدوع، ضحية امرأة خائنة نذرت نفسها للهوى. لكن حين تتكشف حقيقة وردة وحقيقة المجتمع المحيط بها، يبدأ القارئ في التشكيك في عدالة الأحكام السائدة. فهل تُلام المرأة لرفضها القيود الذهبية؟ وهل نصدق دموع الرجل الذي لم يستطع أن يرى فراغ زواجه لأن بصيرته عمياء عن الحب النقيّ؟
ويتخذ جبران منحى أكثر ثورية حين يضع على لسان وردة الهاني هجوماً حادّاً على الطبقة الاجتماعية الراقية، حيث يكمن النفاق خلف ثياب الحرير والمجالس الباذخة. إنها "كهوف البؤس والشقاء" حيث يُقايض الحب بالمصالح وتُقبر الأحلام الصادقة تحت وطأة الامتثال القسري للأعراف الجائرة.
وفي التفاتة بارعة، يجسد جبران التمرد الداخلي العميق لوردة من خلال تمردها. إنه تمرد من صنع بيئة خانقة لا تترك للمرأة منفذاً آخر غيره.
على الرغم من أن "وردة الهاني" تدور في حقبة زمنية خاصة، إلا أن ثيماتها تظل ذات صلة مُلّحة حتى في مجتمعات القرن الحادي والعشرين. فطالما هناك أعراف تصادر حق المرأة في تقرير مصيرها، وطالما حُوكمت النساء على جرأتهن في اختيار قلوبهن، ستظل قصة وردة صرخة احتجاج مدوية ضد الظلم الاجتماعي، وشهادة حية على أن شرارة البحث عن الحرية الإنسانية لا تنطفئ.

إلا أن جبران يترك ينهي القصة بذات السؤال الذي بدأ التقديم له في بداية القصة ليترك الجواب لهذا السؤال عند القارئ.



Reading:
Nizar Taha Hajj Ahmad
#Gibran_Khalil_Gibran
#جبران_خليل_جبران
#لسان_عربي
#Arabic_Literature
#Audio_book
#الكتاب_المسموع
#أدب_عربي
#Lisan_Arabi
#الشعر_العربي

Комментарии

Информация по комментариям в разработке