الشاعر محمد الحرزي | لا زلت شيعيًا على دين جدتي | منها أبيات غير مقروءة

Описание к видео الشاعر محمد الحرزي | لا زلت شيعيًا على دين جدتي | منها أبيات غير مقروءة

"كعادتها بين الإبا والتعنّت"

كعادتها بين الإبا والتعنّتِ
إذا لم تمُتْ شوقاً إليكَ تمنّتِ

أضرَّ بها طولُ الفراقِ فأنعشتْ
على غيرِ قصدٍ في هواكَ وأرْدَتِ

ولم أدرِ قبلَ البُعدِ عنكَ بأنّها
هي البُعدُ لكنْ في تُرابٍ تجلَّتِ

عليها من العزّ القديمِ بقيّةٌ
و لولا تعاطيها الغرامَ لرثّتِ

لها كلَّ يومٍ في نواكَ بليَّةٌ
إذا لم يُزلها الصبرُ بالدمعِ زلَّتِ

عليها بأنْ تلقى الخطوبَ شجيعةً
فإن سَلِمَتْ عادَتْ وإلّا فطُلَّتِ

ولم أدعُها روحاً وإنّ محِلَّةً
أقمتَ بها يوماً على الخُلدِ أرْبَتِ

حنانيكَ لا نادتْ بتلبيثك الوغى
فلستُ بمُرجٍ في أعاديكَ سطوتي

و لا قنعت بالحلمِ نفسُك زينةً
إذا لم تُقِمْ بالبيضِ طيشَ الفتوّةِ

فما ضرّت الأيّامُ حُرّاً بجورها
و لكن إذا أمسى بعيد المنيَّةِ

وقد بدّلتْ غيري الخطوبُ على النوى
وما بُدِّلتْ يا بن الزكيّ هُويّتي

وإنّي لألوي الضيم بعدك بالردى
وإن اللتيا تتقى اليوم بالتي

فراقك أم حزني؟ أم الغيظ والعدا؟
وأفدحُ منهم في وِلاكَ تقيّتي

وختلُ الرزايا؟ أم جمالك والهوى؟
ولم أدرِ فيمن لو شكوتُ رزيّتي

أجرني رعاكَ اللهُ من كلِّ شدّةٍ
وحسبُك أن أضحت بوصلكَ شدّتي

ولستُ الذي ترضى الشقاوةَ نفسُهُ
ولكن إذا حاشاكَ ترضى بشِقوتي

لغيري أن تلتذّ بالعيشِ أمُّهُ
وأن لا تعي أهلوه طعم المعرّةِ

ولي أن تريق الدمعَ أمّي مروعةً
وقد عاينت بين الخميسين جثّتي

أنا ابن قديم الدهر ملكاً وسؤدداً
وجدّ جديديه الفدا والحميَّةِ

وأجرأ من في الأرض قلباً على الأسى
وقد سُبيت أهلي ولم تبقَ عُصبتي

وإنّي لأولى الناس في الناس إمرةً
لو الأمرُ شورى كان بين الأسنّةِ

ولكن إذا الدنيا على المرء أقبلتْ
إليه أعارت حُسن من عنه ولّتِ

ولو ثمّ من يُرجى من القومِ نصرُهُ
رجوتُ، ولكن حيُّ قومٍ كميّتِ

وكيف يُرجّى نصرُ قومٍ إذا رأتْ
كرامُهم العفَّ الفقيرَ اشمأزّتِ؟!

يصان لدى كلٍّ من المالِ وفرُهُ
لعرضٍ له بين الرجال مشتّتِ

وكلٌّ يُنادى بالأصالةِ والتُقى
وما هو إلّا من عبيدِ الفِرِنْجةِ !

كأنّهمُ الجدرانُ تُرجى لظلّها
ومثلُ قفاها وجهُها حيثُ حُطَّتِ

يكادون من أكل الربا لو رأتْهمُ
نسورُ الربى عن أكلهم لاستعفّتِ

عباديدُ لا يُبكى على الميْت منهم
و ليس يُهنّى حيُّهم بالأبوّةِ

وإنّي لأهجوهم على غير رغبةٍ
و لكنّني في الكلبِ جرّبت صعدتي !

فلا هم لي الأعداء تُخشى سيوفهم
ولا هم لي الأصحاب يوم المبرّةِ

ولا هُمْ هُمُ لكن هُمُ غير أنّني
جديدة عهدٍ بالتماثيلِ مُقلتي

وقد شتّت الأهواءُ كلٌّ ودينُه
ولا زلتُ شيعياً على دين جدتي

أوالي عليّاً لستُ أعبأ بعدها
على أيّ جنبيها البلادُ استقرّتٍ

أواليه لا كرهاً ولستُ بطائعٍ
ولكن وجدتُ الدينَ بعد المروّةِ

وإنّي لأهواه وإنّي لعبدُهُ
و إنّي لديني في الغرام و ملّتي

ولستُ الفقيهَ الحبرَ في المُنتمى له
ولكن على ما ساءَ آلَ اُميّةِ

وليست تعي ما الضيف نارُك والقرى
و قد أرشدتْ رغم الظلام و أقرتِ

هو الشطر من طه وجوهره الذي
به الأنبياءُ المرسلونَ تبدّتِ

وإنهُ من قد خُصَّ يومَ غديرها
بفرض الوِلا من بعدِ فرض المودّةِ

وقل لي من لولاه شادَ ومن هدى
أرهط ابن حربٍ ؟ أم جدود ابن شعبةِ ؟

ومن قال لي كانت أميّة سادة
ورايتها الحمراء في بطن مكّة !

بنو هاشمٍ بين الرِفادة والسِّقا
وهم بين هندٍ في البِغى وسُميّةِ

وحسبُ ذراري شيبة الحمد أنهم
على أيّ حالٍ غيرُ أبناءِ عُتبةِ

تهالكت الأقوام، قومٌ على العُلى
وقومٌ على نيل الدُنا والدنيّةِ

لذلك يُبكى الميت من آل هاشمٍ
وميتُ بني صخرٍ إذا مات سُرّتِ

وليس شريف القوم من جاد أو سطا
ولكنّ من أبكى شريف البريّةِ

ألم تر أنّا بعد يوم محمّدٍ
بُلينا بدعوى أنّنا أهلُ رِدّةِ

وأنّا حلالٌ مالُنا ودماؤنا
إذا لم ندن للخالفين ببيعةِ

وأنّا رفضنا المسلمين جماعةً
ولم نكُ من طه بأهلٍ وصحبةِ

فهبْ أنّنا أهل الضلال كما ادّعوا
وهبْ أننا لا شيء بل أهل بدعةِ

وهبْ أنّنا أعداءُ جلّ جلالُه
فهل أولياءُ الله آلُ عُليّةِ ؟

وهل أمناءُ الله عُبّادُ غيره؟
أم الوحيُ تؤتاه الملوك بأجرةِ ؟

وهل بالعمام العقل كان وباللحى
إذا احولّت العينان عند التثبّتِ

بكوفانَ من أردى رُشَيْداً وميثماً؟
ولِمْ كذّبتْ صِفّينُ صدق خُزيمةِ؟

ومن قتل الكنديَّ حِجراً وصحبه
على مرج عذرا ؟ سل فديتُك أمّتي !

أم الأشتر ابتزّ الخلافةَ أهلَها
حفاظاً على الإسلام من كلّ فتنة

إلى أن غدا أمرُ الخلافة فلتةً
فأرداه سُمُّ النحل في غيرِ فلتة !

وهل أن عمّاراً قضى حتف أنفه؟
أم الكلّ أردتهم دِبابُ الثنِيَّةِ ؟

تركنا حقوقَ الله ثم حقوقنا
و رمنا وئاماً بين هندٍ وحمزةِ

وقلنا بنو الإسلام نحنُ وغيرُنا
ولكننا يا قوم أبناء عَلّةِ

فلم يبرح السلطان عجل بن مرّة
وما نحن إلّا مالكُ ابن نويرةِ

بلى عادت العزى إلهاً على الورى
ولكن بأثواب الملوك تزيّتِ

وشحّت رجال الله حتى استعاضهم
بكلّ سجاح في البلادِ نبيةِ

وعاد بعيراً فيل أبرهةٍ فلم
يُطق هدم بيت الله إلّا ببغلة

وهذي بنو الدنيا على همّ عيشها
تحاول أمراً بين عارٍ و عورةِ

سوامٌ بلا راعٍ وإن رعيت غدت
رعاعاً على أعقاب كلّ مطيّة

فلا الذُلّ مخز لا ولا حُمد الغنى
لديها ولا بالفقر لو هي عفّتِ

و دهرٌ به الأمّات شيباً تبرّجتْ
عليه المخازي سلّمتْ ثم صلّتِ

تديّنت الأعجاز فهي معاجزٌ
رويدك بل فوق الكواهلِ عَلّتِ

و إن ذيول الخيل خُرسٌ وإن زهت
و لكن إذا شُدّت على العود غنّتِ

أدرها سمام الكاس تُردي بيَ الصبا
و قل لي بأن الموت فقد الأحبّةِ

و عللني بعد البين بالشعر والبكا
و حسبك هذا الرسم سقمي و وحشتي

و هبني حياة الذكرياتِ و وجدَها
فما المرءُ إلّا لوعةٌ بعد صبوةِ

جمال الفتى في العيش وصلُ أحبةٍ
و حُسن شبابٍ بين نُبلٍ و همّةِ

فإن فقدا فالمرءُ آثارُ غابرٍ
و غربة حيٍّ و انتظار منيّةِ

فعدّد فداك النفس و اذكر لي النوى
و نُحني على ما فات من عهد إلفة

و ودع بي الآمال من أوبة الهوى
فقد ضلّ ذاك الودّ بين الأزمّةِ

غداة سروا من بعد علم لديهم
بأنهم داري المنيع وبلدتي

Комментарии

Информация по комментариям в разработке