كشف الستار عن اسرار الامام المهدى من كلام ابن عربي

Описание к видео كشف الستار عن اسرار الامام المهدى من كلام ابن عربي

[ المقدمة والفصل الأول من كتاب عنقاء مغرب بالصيغة الصحيحة بعد مراجعة عدة مخطوطات]


كنا قد ألّفنا كتاباً روحانياً ، و إنشاءً ربّانياً ، سميناه بــ [ التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية ] _ تكلمنا فيه على أن الإنسان عالمٌ صغير ، مسلوخٌ من العالم الكبير _ فكل ما ظهر في الكون الأكبر ، فهو في هذا العين الأصغر ..
ولم أتكلم في تلك الأوراق ، على مضاهاة الإنسان بالعالم على الإطلاق _ ولكن على ما يقابله به من جهة الخلافة والتدبير ، وبيّنت ما هو الكاتب منه والوزير _ والقاضي العادل والأمناء ، والعاملون على الصدقات والسفراء _ والسبب الذي جعل الحرب بين العقل والهوى ، ورتبت فيه مقابلة الأعداء ومتى يكون اللُقى _ ونصرتهُ نصراً مؤزَّرا ، وكوّنتهُ أميراً مُدبِّرا _ وأنشأت المُلك ، وأقمتُ ببعض عالمه الحياة وببعضهم الهُلك _ وكمُل الغرض ، وأمِن من كان في قلبه مرض.
وكنت نويتُ أن أجعل فيه ، ما أُوضّحهُ تارةً وأخفيه ؛
أين يكون من هذه النسخة الإنسانية والنشأة الروحانية ، مقام الإمام المهدي _ المنسوب إلى بيت النبي المقامي و الطيني ؟؟
وأين يكون أيضاً منها ختم الأولياء وطابع الأصفياء ؟؟
إذ الحاجةُ إلى معرفة هذين المقامين في الإنسان ، آكدُّ من كل مضاهاة أكوان الحدثان ...
لكني خفت من نزعة العدو الشيطان ، أن يصرخ بي في حضرة السلطان _ فيقول عليّ ما لم أنويه ، وأحصل من أجله في بيت التشويه _ فسترت الشاه بالفرزان ، صيانةً لهذا الجُثمان .. ثم رأيت ما أودع الحق من الأسرار لديه، وتوكلت في إبرازه عليه.
فجعلت هذا الكتاب لمعرفة هذين المقامين ، ومتى تكلمت على هذا ، فإنما أذكر العالمين _ ليتبين الأمر للسامع في الكبير الذي يعرفه ويعقله ، ثم أضاهيه بسرّه المودع في الإنسان الذي يُنكره ويجهله ..
فليس غرضي في كل ما أُصنّف في هذا الفن معرفة ما ظهر في الكون ، وإنما الغرض ما وجد في هذا العين الإنساني والشخص الآدمي ..
فحقق نظرك أيها العاقل ، وتنبّه أيها الغافل _ هل ينفعني في الآخرة كون السلطان عادلاً أو جائراً ؟ أو عالماً أو حائراً ؟؟
لا واللّه يا أخي حتى أنظر ذلك السلطان منيّ و إليّ ، وأجعل عقلي إماماً عليّ _ وأطلب منه الآداب الشرعية في باطني وظاهري ، وأبايعه على إصلاح أوّلي وآخري ..
فمتى لم أجعل هذا نظري هلكت ، ومتى أعرضت عن الاشتغال بالناس تمكّنتُ من نجاتي وتملّكت _ إذ و قد قال ﷺ يخاطب جميع أمته ( كلكم راعٍ ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيته ) _ فقد أثبت ﷺ الإمامة لكل إنسان في نفسه ، وجعله مطلوباً بالحق في عالم غيبه وحِسّه _ فإذا كان الأمر على هذا الحد ، ولزمنا الوفاء بالعهد _ فما لنا نفرط في سبيل النجاة ، ونقنع بأحطّ الدرجات ؟؟؟!!! _ ما هذا فِعلُ من قال «إني عاقل» ، ويتجنب هذه المعاقل ..
فمتى ذكرت في كتابي هذا أو في غيره حادثاً من حوادث الأكوان ، فإنما غرضي أن أثبته في سمع السامع وأقابله بمثله في الإنسان _ فنصرف النظر فيه إلى ذاتنا ، الذي هو سبيل نجاتنا _ فأُمشِّيه بكليته في هذه النشأة الإنسانية ، على حسب ما يعطيه المقام إما جسمانية وإما روحانية ..

Join this channel to get access to perks:
   / @taimourelsobky  

Комментарии

Информация по комментариям в разработке