دلمون : الأرض الطهور

Описание к видео دلمون : الأرض الطهور

العصرُ البرونزي في البحرين

لا يكاد المرء أن يحصل على فكرة واضحة للبحرين في العصر الديلموني، فهي صورةٌ مشوشةٌ ومرتبطةٌ بعصورٍ تالية وبفتراتٍ مختلفة، لكن من الممكن العثور على صورة ولو تقريبية لذلك الزمن إستناداً إلى المعطيات الأثرية وقد ترك لنا المستكشفون العديدَ من الموادِ الأثريةِ والاستنتاجاتِ المفيدة التي تحتاج إلى بحوث متتالية من أجل إستكمالها وإعطاء صورة مدرسية للطلبة بمختلف المراحل لكي يكون لهم تصور عن تاريخنا الوطني.
تعطينا طبيعةُ المعابدِ والقلاع في الجهة الشمالية من جزيرة البحرين الرئيسية ملاحظةً أساسية بإنها هي البؤرة شبه الوحيدة في هذه الجزيرة في لحظة الظهور التاريخي، ونجد لدينا مادةً وفيرةً من أدوات العمل التي إشتغل بها الصيادون والزراع. فالمعابدُ الشمالية والآثار المختلفة لأدوات العمل والقبور كلها تمثل مجتمعاً متتابعاً من الشمال إلى الجنوب.
(وتشير الاكتشافات إلى القسم الجنوبي من الصحراء قد شهدَ إستيطاناً لمجموعة من الفلاحين، أو مغارسي البساتين. والأدوات الزراعية المستخدمة كقطع الصوان الصغيرة التي شُذبت من نهاياتها وحُفرت جوانبها كأسنان المنشار والتي تآكلتْ اثناء حصد المحاصيل)، (البحرين: البعثات الدنماركية في دلمون القديمة، ب، ف. غلوب، ط1 سنة 2003).
وحسب الكتاب فإن جميع الأنصال والرؤوس المُكتشَّفة من موقع ورشةِ عملٍ ومن مختلفِ الأنواع تعودُ إلى نفس النوع الذي عُرف بشرياً خلال جميع الحضارات الزراعية المعروفة في بلاد وادي الرافدين ومصر ويُعتبر من (أفضل النبال المُكتشفة في العالم)، ص 28.
ومن شمال جزيرة البحرين حتى منتصفها كان هو المجتمع الدلموني حيث القمة أو البوابة أو الواجهة الشمالية ويظهر المعبد ويمثل القيادة الروحية للمجتمع ثم يأتي وجود السكان فينزل المجتمعُ الزراعي حتى منطقة عالي الحالية، هناك حيث القبور ثم الصحراء.
لقد كان المناخُ معتدلاً والمياه أكثر بكثير مما هي عليه الآن مما يسمح بزراعة واسعة كذلك توفر منتجات البحر وفرةً أخرى من المواد الغذائية والجمالية السلعية خاصة اللؤلؤ.
ووفرة كسارةُ الحصى موادَ البناء (ويمكن العثور عليها على شكل طبقة سمكها متر واحد تحت رمال الصحراء بلون واحد)، (وقد ترسبتْ في قاع البحر لملايين السنين، لكنها خرجتْ عندما وثب قاعُ البحر كدرع هائل فوق سطح الماء)، ص41.
استمرت القبور ثلاثة آلاف سنة حين تم العثور عليها وإكتشافها مع البعثة الدنماركية في خمسينيات القرن العشرين، وقد كشفتْ بعضَ الأفكارِ عن العبادات، ولكن الهام هو تكوينُ صورةٍ عن هذا المجتمع الدلموني الذي يبدو إضافةً إلى إنتاجه الزراعي وصيده الحيواني، إنه كان مقدساً يحرس أكبر مقبرة في المنطقة، كأنه دليل يقود الموتى إلى أعماق الأرض، حيث تلتقي في تصوراتهم السحرية تلك الأعماق مع منابع النهرين المقدسين (دجلة والفرات).
تعطينا ملحمة جلجامش صورة أخرى عن هذا التصور حيث يقوم البطل بالتوجه إلى دلمون فيخطفُ الثعبانُ منه الخلود!
إنها مهنة هائلة لهذه المستعمرات السكانية التي تنامت من صيادي بحر وحيوان حتى إستوطنت هذه الأرض وحولتها لمجتمع، فيما الجزر الأخرى خاوية، بسبب خلوها من الزراعة.
وهنا يمكن عبر دراسة تاريخ تلك المرحلة متابعة تكون المعبودات والآثار المختلفة التي توضح طبيعة النمو التاريخي البطيء بين المصدر في الحضارات النهرية الشمالية ومقبرتها المتحولة لمجتمع حضاري منفصل مضى بسياقه الخاص.
وبطبيعة الحال فإن إرتباط المستعمرات السكانية بصناعة الخلود هذه، قد جعلها مرتبطة بالمفردات الأسطورية للحضارات العراقية القديمة، وحين إنهارت تلك الحضارات فإن مقبرة دلمون الهائلة تراكمت عليها الرمال، ويقدم الكتابُ الآنف الذكر دراسةً كاملةً عن القبور وطرق بنائها ولكن ليس ثمة ربطٌ عميقٌ بين ثقافة القبور المُستنتَّجة والمجتمع الدلموني.
ويظهر كذلك في القبور الحالة الاجتماعية للموتى في ذلك الزمن، حيث ثمة قلة متنعمة ذات قبور واسعة وهناك بقية الناس العاديين المتزاحمين.
ويعطي تكونُ الطبقاتِ المتعددة للمعبد في الشمال فكرةً أن القيادة الروحية السياسية للمجتمع لم تتواصل أو لم تصمدْ خلال هذا التاريخ، فهي تتحول وربما تستبدل.
في حين إن التكوينات الاجتماعية والسياسية الأخرى توجهت لأعماق الريف أو الصحراء كبديل عن الوجود المكشوف في الشمال، وتلك لحظات تاريخية أخرى بطبيعة الحال.
رابط المقالة أدناه:
https://isaalbuflasablog.wordpress.co...

Комментарии

Информация по комментариям в разработке