هل تقرأ الاستعاذة مرتلة على صفة قراءة القرآن | الشيخ صالح العصيمي

Описание к видео هل تقرأ الاستعاذة مرتلة على صفة قراءة القرآن | الشيخ صالح العصيمي

فالأحكام قد تنقل بالقرآن، وقد تنقل بالإجماع، وقد تنقل باستفاضة العمل الذي يغني عن تنصيص على إجماع فيه، فمتى ثبت الحكم بطريق معتد به صار شرعة، ومن جملة الدين، ولا يفتقر فيه إلى دليل خاص.
وما صار عليه بعض الناس من الجراءة على تزييف الأحكام بدعوى عدم الدليل نشأ من غلطهم في معرفة الدليل؛ كدعوى عدم قراءة الاستعاذة كصفة قراءة القرآن، وإنما تقرأ بصفة الكلام المعتادة، قالوا: للإجماع على أن الاستعاذة ليست من القرآن.
وهذا صحيح؛ فالاستعاذة ليست من القرآن، لكن نقلة القرآن إلينا متفقون على نقل صفة قراءة الاستعاذة كصفة تلاوة القرآن، فالأصل اتباع هذا، وإحداث قول جديد هو الذي يحتاج إلى الدليل.
فتارة يتنصل بعض الناس من الشرعة بهذه الطرائق التي لا يأثرونها عن فقيه معتمد، وإنما تقع في أذهانهم فيقولون بمثل هذه الأقوال.
فحقيق بمن يريد أن يصحح دينه لله - عبودية وتقوى - أن يكون في ابتغائه العلم متينا، حريصا على اقتفاء من سبق، وتعظيم أقوالهم، غير متسارع إلى أي لائحة تلوح له من البوارق، فيظن نفسه يحقق وهو يخرق!
فإن مثل هذا القول ضعيف المنزع، واهن المأخذ، يدل على وهائه: جريان العمل بخلافه، وأن الجاري في نقل القرآن في طبقات الأمة طبقة بعد طبقة هو هذه الصفة.
وباب نقل القرآن فيه جملة من الأحكام الشرعية التي لا توجد فيها أدلة خاصة، لا من آيات القرآن ولا من الأحاديث النبوية، لكن هذا النقل القرآني مأخوذ عن النبي ﷺ؛ فصفة قراءة القرآن التي حفظت فيما يسمى بـ (علم التجويد والقراءات) منقولة عن النبي ﷺ ؛ هذا هو الأصل الكلي فيها؛ وإن كان من تأخر من أهل الأداء زادوا أشياء استحسانا؛ فتلك الأشياء تميز وتعرف، لكن يبقى الأصل الكلي أن هذا باب من الدين منقول إلينا بطريق الأخذ والتلقي عن النبي ﷺ.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке