لماذا تغرق الصين المغرب بإستثمارات التكنولوجيا المعقدة وما هي آثار ذلك على الاقتصاد المغربي؟

الصين تغرق المغرب بإستثمارات ضخمة و إستثنائية خاصة
وأن العرض الاقتصادي المغربي يغري الاستثمارات الصينية وهذا ظاهر جليا بعد منتدى التعاون الصيني-الإفريقي والذي بموجبه تم الإعلان عن عدة استثمارات صينية وازنة في الإقتصاد المغربي .
مرحبا أعزائي المشاهدين من المحيط الي الخليج في برنامجكم عرب شو في قمة “منتدى التعاون الصيني-الإفريقي 2024” (التي نُظمت في بكين بين 4 و6 شتنبر ا ) لم يبصم المغرب فقط على حضور دبلوماسي وازن، كبلد رائد قارياً، بل حضرَ أيضاً، بقوة، “العرض المغربي” في مجالات اقتصادية واعدة للتعاون بين الرباط وبكين، خاصة في قطاعات السيارات و والطاقات و الرقائق الإلكترونية النانومترية التي تفتح “شهيّة التنين” نحو مزيد من الاستثمارات بالمملكة.
وبناء عليه ماهي أهم الشركات الصينية التى قررت الإستثمار في المغرب ؟
ر الجرس لتصلكم حلقتنا أولا بأول و نعود لموضوع حلقتنا حيث شاهدة منتدي التعاون الصيني الإفريقي في بيكين إعلان شركة "SMIC" الصينية المختصة في تصنع اشباه الموصلات و التي تمكنت مؤخرا من انتاج رقاقات الكترونية بحجم 7 نانومتر و التى تعتبر الاكثر تقدما و بفضلها نجحت هذه الشركة في كسر الحظر الأمريكي لتصدير هذه الرقائق الي الصين بانها ستفتتح مصنعا لها في طنجة لمواكبة الاستثمارات الصناعية الصينية في المغرب و افريقيا عموما ،
خصوصا و ان استثمارات شركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية بدأة تنتشر في العالم و من المرجح ان تكون المغرب احد وجهات هذه الشركة لتصنيع سيارتها الكهربائية في المغرب مع العلم تمكنت شركة byd من ان تكون اكبر مصنع لسيارات الكهربائية في العالم و تحاوزت شركة تيسلا الأمريكية في هذا المجال خلال النصف الأول من سنة 2024.
و تعتبر شركة SMIC واحدة كذالك من عملاقة مصنعي الرقاقات و أشباه الموصلات. و اعلنت مؤخرا انها استثمرت 12 مليار دولار لتشييد مصنع لها في شنغهاي و هو الأكثر تطورا من حيث تقنيات التصنيع في العالم بأسره و حجم أصول هذه الشركة لسنة 2023 قارب 48 مليار دولار، والإيراداتها السنوية تفوق 6 مليار دولار. ما يفوق ايرادات دولة مثل موريتانيا.
و من منيزات شركة Smic أنها تعمل في قطاع حساس للغاية تخيلو معي ان السفن و الكائرات و السيارات و الهواتف و الحواسيب وغيرها من المعدات الإلكترونية تعمل بادرقائق أشباه الموصات و كلما كانت هذه الرقات اصغر كما كانت اكثر تطور و فاعلية و جلبها للمغرب سينعش صناعة السيارات و الطائرات و الإلكترونيات عموما
.
جدير بالذكر أن الشركة الفرنسية “Egis Rail” فازت قبل أسابيع بعقد المناقصة الذي أطلقه المكتب الوطني للسكك الحديدية، الخاص بالدعم الفني لإدارة مشروع تمديد خط القطار السريع بين القنيطرة ومراكش، وذلك في إطار شراكة تجمع بين شركة إيجيس، وسيسترا الفرنسية، والمكتب المغربي نوفك.
وحسب ما أوضحته مجلة “أفريكا إنتلجنس” الفرنسية فإن القيمة المالية لهذه الصفقة بلغت قيمتها 1,385 مليار درهـم، “ONCF” على حساب مـُـنافـسـه الإسباني اينيكو الـذي قـدم .
و فوز هذه الشركة الصينية يأتي ضمن تطور غير مسبوق لنمو المعاملات التجارية بين الصين والمغرب التى وصلت إلى 7 مليارات ومائتين مليون دولار، مع كما أن الصين تعتبر، اليوم، الشريك التجاري الثالث على المستوى العالمي للمغرب فالصادرات المغربية بين سنتيْ 2021 و2022 كانت قد ارتفعت بنسبة وصلت إلى 52 بالمائة، لكن تصريحات المسؤولين المغاربة الذين شكلوا الوفد المغربي في ‘قمة فوكاك’، خاصة ما أدلى به الوزير المكلف بالاستثمار، تفتح آفاقا لتضخم هذه المعملات بشكل سريع .
و هذا سيخلق أكثر من 13000 فرصة عمل دائمة، مع إنشاء مركز متكامل لإنتاج البطاريات، لتلبية 30 في المئة من متطلبات الأسواق المغربية والأوروبية والأمريكية.
و في 29 مارس 2024 -، تم التوقيع، على اتفاقية استثمار بقيمة 3 مليارات درهم بين الحكومة المغربية وشركة “BTR New Material Group”. التى تهدف إلى إقامة وحدة صناعية لإنتاج الأقطاب الكهربائية السالبة (cathodes)، او لتي تعتبر مكونا أساسيا لبطاريات السيارات الكهربائية، حيث يرتقب أن يساهم هذا المشروع الاستراتيجي في خلق حوالي 2500 فرصة عمل”.
وهنالك عشرات المشاريع الأخري التى تقوم الشركات الصينية الأن بإنجازها في المملكة و التى من المرتقب ان تشغل عشرات الألاف من المغاربة .
و بما ان المملكة المغربية لديها 54 اتفاقية تجارة حرة تُتيح لمنتجاتها الوصول إلى أسواق يُقدّر إجمالي عدد مستهلكيها بأكثر من مليار نسمة خاصة الاتحاد الأوروبي و امريكا ، فاهذا عامل مهم في دعم تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومن ضمنها الصينية، بحسب علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، الهيئة الحكومية المعنية بجذب الاستثمار إلى البلاد
أبرز اتفاقية تبادل حر لدى المغرب هي تلك الموقعة مع الولايات المتحدة الأميركية، والتي وصفها تورستن لارس، الرئيس التنفيذي لشركة "CNGR Europe"، لصحيفة "فايننشال تايمز" في سبتمبر، بأنها تمثل "نقطة جذب للمنتجين الصينيين الراغبين بالتصدير إلى الولايات المتحدة وأوروبا في ظل السياسات الحمائية الجديدة".
حيث تمكّنت صناعة السيارات في المغرب من بناء منظومة متكاملة تضم أكثر من 260 مصنعاً، مع اتجاهٍ مطّرد نحو السيارات الكهربائية حيث يتمّ حالياً إنتاج حوالي 50 ألف سيارة كهربائية سنوياً.

كما يمثل السوق الصيني سوق ضخمة للفاعلين المغاربة في في قطاع السياحة حيث يسافر اكثر من 100 مليون صيني سنويا حول العالم بغرض السياحة و هو اضخم سوق سياحية في العالم و اذا استهدف المغرب 2% من هذه السوق سيحضي بإستقبال اكثر من 2مليون صيني و هذا سيساهم في تحقيق بلوغ رقم 20 مليون سائح بحلول 2030 للمملكة المغربية.