بدلاً من الاستسلام لمصيره ليبقى عاجزاً نجح الشاب نجاحاً باهراً في حياته فتحول من إنسان عادي لمخترع

حقق كل أحلامه دون مغادرة السرير
في أحد الأيام الصيفية ذهب الشاب السوري خلدون سنجاب في رحلة إلى البحر
مستمتعاً باليوم الجميل قرر خلدون القفز في المياه
لكن رأسه ارتطم بالحجارة، وكسرت رقبته، وأصيب بشلل رباعي أفقده الحركة وألقاه طريح الفراش
بدلاً من الاستسلام لمصيره ليبقى عاجزاً وعالة على أهله
نجح الشاب نجاحاً باهراً في حياته فتحول من إنسان عادي لإنسان متميز
تابع قصة المبرمج السوري خلدون لتعرف المعنى الحقيقي للعزيمة
كان خلدون شغوفاً بالحاسوب
وخشي أن الحادث الذي أصابه قد قتل حلمه.. لكنه أصر على الاستمرار
المشكلة الوحيدة أنه لا يستطيع تحريك يديه، فكيف سيستخدم أدوات الحاسوب؟
وجاء الحل بمساعدة أحد أصدقائه
قام صديقه بتعديل فأرة الحاسوب ليتمكن خلدون من تحريكها بلسانه
وعلقت الشاشة أعلى رأسه على السق ليستطيع رؤيتها وهو مستلقي على الفراش
وبدأ خلدون يمارس عمله كمبرمج
فبرع بتصميم المواقع الإلكترونية والبرمجيات وحده، وهو راقد في فراشه، مستخدماً لسانه فقط للكلام
كوّن خلدون من خلال العالم الافتراضي صداقات عديدة في مختلف أنحاء العالم
وحصل من خلالها على أول عمل له “عن بُعد” في شركة Tiger Production وهي شركة إعلامية ترفيهية وتعليمية للأطفال
وصمم موقعاً إلكترونياً خاصاً به يزوره الالاف الزوار بشكل يومي، ويربح فيه من خلال الإعلانات
ليس هذا فحسب فخلدون نجح في تصميم مكتبة برمجية تستخدم لتصنيع تطبيقات رسوميات ثلاثية الأبعاد
وبرمجته تطبيق لالتقاط حركة الشخصيات وتطبيق لتعليم الصلوات الإسلامية
وألعاب ثنائية وثلاثية الأبعاد ومكتبة برمجية تستخدم لحساب مواقيت الصلاة وغيرها الكثير
لم يكن خلدون بعد الحادث الذي تعرض له يتكلم
بل كان يكتفي بتحريك لسانه على الماوس ليتواصل مع الآخرين
ولكن جهازاً حديثاً مكنه من الكلام، وسماع صوته جيداً
وقد استعاد نطقه جيداً بعد إجراء العملية، وانتزاع أنبوب التنفس
ليصبح صوته أفضل وكلامه مفهوماً وهذا ما أسعد الأسرة بكاملها
مرت الأيام ولم يحقق خلدون الاكتفاء المادي فحسب
بل ووجد امرأة أرملة أحبته رغم إعاقته وتزوجها
وبعد مدة أنجب طفلة أيضاً
القدر السيء حضّر مفاجأة سيئة لخلدون كما كُل السوريين
ففي العام 2011 اندلعت الحرب في سوريا
واضطر للجوء مع عائلته للبنان
وهناك عانى ظروفاً صعبة
ففي أحد الأيام انقطعت الكهرباء وتعطل جهاز التنفس، وهو ما كاد يودي بحياته
فقامت زوجته وأفراد أسرته بإبقاء حياً على جهاز تنفس يدوي لمدة 18 ساعة
من حسن حظ خلدون أن الإمارات تعاطفت مع حالته
فأمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بإرسال طائرة خاصة لنقل خلدون من لبنان إلى الإمارات
وعلاجه في أفضل المستشفيات بأبوظبي
ولأول مرة في حياة خلدون ينتزع جهاز التنفس
في الإمارات سعى خلدون لتحقيق حلمه والالتحاق بالجامعة
فالتحق بجامعة الشارقة
وتخرج منها لينال البكالوريوس في علم الحاسوب من جامعة الشارقة، بمرتبة الشرف وبدرجة الامتياز
وكانت تلك قصة خلدون الذي قهر كل الصعاب
واستطاع العمل والزواج وتحقيق أحلامٍ عجز الأصحاء عن تحقيقها