دير السيّدة الديمان، المقرّ الصيفيّ للكرسيّ البطريركيّ منذ ١٨٢٣

Описание к видео دير السيّدة الديمان، المقرّ الصيفيّ للكرسيّ البطريركيّ منذ ١٨٢٣

تاريخياً اشتُهِرت الديمان بِحيّ كفرصارون الذي هَدَمَه المَماليك في العام 1283 أثناء حَملتهم على الجِبّة. و"الديمان" تعني الشبه والكمال، وهي تَحتَوي على مغارة الجَماجم، ونبع الفرّاعة في جرودها.

وقبل بكركي والديمان لم يَكُن هناك مَقرٌّ بطريركيّ شتويّ وآخر صيفيّ، بل كان المقرُّ واحداً، وغالباً في الأنحاء الجبلية حيث الإصطياف مؤمَّن تلقائياً، أمّا في الشتاء فكان إتقاء العدوان والإضطِهاد في الأماكن النائية أهَمّ من إتقاء البرد والمطر، وهذا دون أن يَمنَع من وجود مَقرّات بطريركية ساحلية في بَعض الفَتَرات، كدير مار جرجس علما في بلدة ساحل علما القائمة على كَتف جونية، او الأديار النائية في الأماكن الوسطى التي تَصلُح مَشتىً وَمَصيفاً على السواء، كبلدة غوسطا التي تَضُمّ دير مار شلّيطا مقبس ودير مار يوسف الحصن ودير سيّدة نِسبيه، أو تلك الوِهدَة ما بين درعون وعين الريحانة التي تَحتَضِن دير مار يوحنّا حراش...


ولكنَّ المقرَّ المزدوج بدأ مع البطريرك يوسف حبيش (1823-1845)، الذي بَنى مقرَّاً مُتواضعاً له في مَنطقة الديمان، وكان يُقيم فيه أحياناً، وأحياناً في دير بكركي الذي قام بإصلاحه، كما في دير مار جِرجَس علما الذي ألمحنا اليه، والذي هو وقف عائلته آل حبيش.. وقائم في مَسقط رأسه ساحل علما.


ولكن إذا كان البطريرك حبيش (1823-1845) هو أول مَن انتقل إلى ناحية الديمان، فإن البطريرك أنطون عريضة (1932-1955)، إبن بشرّي، هو الذي قام بتَوسيع وتَرميم الصَرح الحاليّ وبناء كنيسته التي تَولّى الفنّان صليبا الدويهي رَسم أيقوناتها وجِدرانياتها الداخلية، وذلك بعد ان كان قد بدأ ببنائه البطريرك إلياس الحويّك (1899-1931). وقد أراد البطريرك أنطون عريضة (1932-1955) من بناء هذه الكنيسة أن تَحِلّ مَحلّ الكنيسة القديمة التي هي على اسم مار إلياس.. كونها كانت صغيرة ومُتواضعة لا تُناسب مَقرّاً بطريركياً، كما أوعز بتأسيس "حديقة البطاركة" إلى جانب الصرح.. مُشرفةً على وادي قنّوبين.


وقد استعان من أجل التوسعة والترميم بِمُساعَدَة مالية من شَقيقه المُغترب رشيد عريضة، وتؤرخ هذه الهِبة كتابة على البلاط الأرضي، قٌبالة المَذبح، جاء فيها :

" تبرَّع بِنِفِقَة هذه الكنيسة السيّد رشيد عريضة 1938".
وهناك أيضاً لوحة رخامية مُثبَتة على جِدار الكنيسة نَصَّت على ما يلي:

"تأسَّس هذا المَعبَد بأيام السعيد الذكر البطريرك إلياس الحويك، وتَرَمَّمَ بأيام البطريرك أنطون عريضة وبِعنايته على نَفَقَة أخيه السيّد رشيد عريضة خارجاً وداخلاً، وبَلَغَ مَجموع ما تبرَّع به السيّد (فراغ، لم يُذكر المبلغ)، وكان النِجاز من هذا العمل سنة 1938".

وعِبارة "تأسَّسَ" تُشير إلى كَون البطريرك إلياس الحويك (1899-1931) هو مَن بدأ ببناء الدير الحاليّ. وكان المُعلِّم المِعماري سِمعان يعقوب الحكَيّم أحد الذين ساهموا في هذا العمل، وهو الذي خَلّد ذِكرهُ الفنّان داوود القرم بِلَوحة زيتية من ريشته.. كما وَرَد في كتاب نادين محاسب عن داوود القرم.

وكان لِبناء دير الديمان مُقدَّمات، إذ عندما أصبحت المَنطقة الشمالية أكثر أماناً اتجهت أفكار البطاركة إلى الانتقال من دير قنّوبين، الذي كان شِبه مَلجأ لَهُم في أيام الشِدَّة، إلى مَقَرّ أحدث وأكثر توفيراً لشروط الإقامة. ولكن بانتظار جهوز الدير الجديد سَكن البطريرك حبيش أولاً بيتاً لأحد الشُركاء، أي العاملين في أرزاق البطريركية، قائماً غربيَّ البلدة ويُشرف على الوادي. ثم بَنى البطريرك يوحنا الحاج (1890-1898) الكرسيَّ القَديم في وسط البلدة سنة 1890، وبنى إلى جانبه كنيسة مار يوحنّا مارون وهي اليوم كنيسة الرعائية، وما يزال هذا الكرسيُّ القديم ماثلاً للعيان.

كنيسة هذا الصرح مَبنيَّة على الطِراز اللبنانيّ العَريق، وتُزيّنها، كما ذَكرنا، جِداريات الفنان اللبناني العالميّ صليبا الدويهي، وهي من أجمَل ما يُمكن ان تراه العين، وعَلَت مَذبَحها عبارة: "مجد لبنان أُعطي له" باللغة السريانية.

وُلد هذا الفنان في اهدن عام 1909، ومنذ صِغَره كان يَنسُخ الرسوم عن كتبه المدرسية.. دلالةً على مَوهَبتِه الباكرة في اتقان فن الرسم. وقد تَطَورَت ريشته بِسُرعة لافتة، بِحَيث حَمَّله البطريرك الحويك (1998-1931) رسالة توصية إلى الفنّان حبيب سرور الذي اختبره وأُعجِبَ به، فبدأ يُعلَّمَه الرَسمَ في العام 1928. وبعد أربع سنواتٍ من ذلك، حَصَل على مِنحَة دِراسية في أحد مَعاهِد فرنسا الفنّية، وبعدها انتقل إلى إيطاليا إتماماً لتَحصيله في ميدان الرَسم.

أثناء تَشييد هذه الكنيسة، استُدْعِيَ صليبا من قِبَل البطريرك أنطون عريضة (1932-1955) لتَزيينها برُسومِه الفنّية، فَنَفّذ ذلك خِلال أربع سنوات، وكان عَمَلَه مزيجاً من الإنطباعية والكلاسيكية. في تلك المَرحَلة كان الدويهي مُشْبَعاً بأعمال كبار الفنانين الكلاسيكيين، مِثل مايكل آنج ودافنتشي، لذلك جاءت جميع رسومه وِفقَ الأصول الكلاسيكية المَعروفة مع فارق تجديدي وحيد هو أنه إستعمل نماذج من الوجوه القرويّة اللبنانية، ومن الناس العاديين، عِوَضاً عن النَماذج الكلاسيكية الايطالية، ومن هنا أتَت ميزة رسوم هذه الكنيسة إن أشخاصها هم قريون لبنانيون شرقيون (مثل لوحة الرُعاة، ولوحة رَجم شَهيد بَسري، والخَلفية في لوحة العماد، والعذراء في لوحة البِشارة، ولوحة القديسة مارينا).
.


و
تعاقب على الكرسيّ البطريركيّ الصيفي في الديمان لتاريخه عشرة بطاركة هم:
يوسف حبيش من ساحل علما (1823-1845)
يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845-1854)
بولس مَسعد من عَشقوت (1954-1890)
يوحنا الحاج من دلبتا (1890-1898)
إلياس الحويّك من حِلتا (1899-1931)
أنطون عريضه من بشرّي (1932-1955)
بولس المعوشي من جِزّين (1955-1975)
أنطونيوس خريش من عين ابل (1975-1986)
نصرالله صفير من ريفون (1986-2011)
بشارة الراعي من حملايا (2011، انتُخب بطريركاً في 15/3/2011).



وهؤلاء البَطارِكَة هم أنفُسِهم الذين سَكَنوا شِتاءً في المَقرّ البطريركيّ الشتوي في بكركي.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке