ملا عبود الكرخي ( امير الشعر العامي ) قصص عراقية قناة العراقية.. محمد خليل كيطان

Описание к видео ملا عبود الكرخي ( امير الشعر العامي ) قصص عراقية قناة العراقية.. محمد خليل كيطان

ملا عبود الكرخي ..
أمير الشعر العامي
—————
قصتنا اليوم، تدور حول شخصية عراقية بغدادية مميزة...
الشاعر العامي والتاجر والصحفي ملا عبود الكرخي ، لكن قبل ما نبحث جوانب هاي الشخصية القيمة خلي اسولفكم هاي السالفة.
نهر دجلة .. هو الاب الشرعي لمدينة بغداد.
وطبيعي هذا النهر العظيم شطرها الى صوبين، كرخ ورصافة ، وكانت وما زالت للصوبين خصوصية اجتماعية واقتصادية وسياسية ،تركت انطباعات واثرت في نفوس اهل بغداد ، بغض النظر عن كونهم كرخيين أو رصافيين.
يكولون في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وبداية القرن العشرين بدت تتكون الهوية الوطنية العراقية الحديثة .
بعد أن لملم العثمانيين جوالاتهم استعداداً للرحيل ، ودخلت الشركات العالمية وصار العراق سوك مهمة ومطمح للغرب ، وتولى ادارة النقل والتبادل التجاري شركة لنج اللي يسميها العراقيين "بيت لنج" ، وهي شركة انكليزية تأسست في لندن عام 1860 ، وصار مقرها ببغداد صوب الرصافة بشارع الرشيد تحديدا ،وما زالت بنايتها شاخصة هناك ، وتم بناء مقهى (الشط) بالقرب منها، وصار هذا المقهى خاص بالتجار العراقيين اللي ينتظرون ويتابعون وصول بضائعم المستوردة ، من اوربا وافريقيا وشبه القارة الهندية ، وكانوا يستوردون الاقمشة والمكائن والمعدات والمعلبات ،وقطع الاثاث والربلات وربما السيارات ايضا ، وتحول هذا المقهى الى ملتقى لكبار التجار والبشوات الرأسماليين والمستوردين واصحاب النفوذ .. وكانت سفن بيت لنج من توصل من رحلتها الطويلة، ترسو عند شريعة شارع النهر ( المستنصر سابقاً ) ، هو اول شوارع بغداد ، تأسس حتى قبل شارع الرشيد .
قلنا كانت السفن تفرغ حمولتها المستوردة، وتتحرك بعدها وتدور دورة كاملة بالنهر، وترسو بجانب الكرخ قرب شريعة باب السيف، اللي ما زال اثر سفنها موجودة بالنهر حتى اليوم، والسفن تقوم بتحميل البضائع العراقية المصدرة كالحبوب والجلود والتمور والدهون والاخشاب، والمنسوجات اليدوية وربما الخيول والجمال ايضا .. وبهذا الصوب وبصف جسر الشهداء العتيك صارت مقهى اخرى اسمها "البيروتي" ، مو البيروتي الحالية اللي بالعطيفية والجعيفر لا .. بل كانت تشغل الساحة اللي مقابل مبنى التقاعد اليوم ، وهاي المقهى يلتقي بها تجار آخرين همة "المصدرين" ، اصحاب رؤوس اموال ايضاً ،لكنهم يختلفون عن افكار وطبائع المستوردين اللي كانوا بمقهى الشط بذاك الصوب .
المهم اكو بعض ناس كانت تقارن بين رواد المقهيين. وتوصف رواد مقهى الشط بالعملاء كونهم يتعاملون بالمباشر مع الانكليز والاوربيين ، بينما تصف رواد مقهى البيروتي بالوطنيين لانهم يتعاملون بالسلع الوطنية فقط ، ولو هذا الوصف يجوز حدي ، وبي تعميم وظلم لبعض الشخصيات الوطنية .
وطبيعي صاحبنا ملا عبود الكرخي كان يعيش بهاي الاجواء والصراعات، اللي شهدت بلورة هوية عراقية حديثة وسط اضطرابات انتهاء الاحتلال العثماني وبدء الاحتلال الانكليزي ، وكان يرتاد مقهى البيروتي ويعتبرها مكانه الطبيعي هو واصدقائه اللي يحملون نفس الافكار والتصورات الوطنية، ونادراً ما يروحون لمقهى الشط لانها مو على هواهم وتوجهاتهم السياسية ، وخطهم الرافض لاستبدال احتلال بآخر .
وكانت بداية الكرخي بتجارة الجمال ويه ابوه ،التاجر الثري ، اللي تنحدر اصوله من بابل ومنطقة المحاويل بالضبط .. وتعلم القراءة والكاتبة علي يد ملاية اسمها (زمو) ، كانت تكتب له الحروف على صفيحة من التكنك وتخطها بقطع الفحم ، قبل ما ينتقل الى ملالي اخرين بالكاظمية وبغداد، حتى تعلم القراءة والكتابة، وقرأ القرآن الكريم بطريقة التهجي القديمة المعروفة بالتزبير ، (أليف) زبر إن ، (باء) زبر بن ، (تاء) زبر تن ..
وكان الكرخي يذكر مأساته مع ملايته (زمو) بالقول:
على قطعة تنك دائمي تكتّبني
بفحمة ، وبالمداس الصبح تضربني..!

وكانت ولادة الكرخي عام 1861 ببغداد، بحسب دفتر النفوس العراقية، لكن كثير من الناس كانوا يكولون للكرخي انت بالاصل "حلاوي" .. وكان يرد عليهم بأبيات شعرية تمثل التوجهات الوطنية للعراق الحديث ويقول:

يا عرب واللي أزعجني
إنزعاج بمهجتي كُلي
يعترضون انت بالاصل حلي
عمامك والخوال وأهل والاخوان
والحال انا لا اعرف الحلاوي
ولا البصري ولا انتسب كوتاوي
ولا بغدادي قطعا ولا مصلاوي
ولا من اهل بدرة لا ، ولا جصان
انا اعرف بلاد اجدادي والآباء
من زاخو الى الفاو والى الزوراء
ودجلة والفرات أهلي الى الفيحاء
عراقي عربي من يعرب وقحطان


وأستفاد الكرخي من أسفاره مع والده لسنوات طويلة في تجارة الجمال لصقل موهبته وتوسيع مداركه ، واستطاع التعامل والاحتكاك بالثقافات المختلفة وتعلم التحدث بالعديد من اللغات، منها الالمانية والتركية والفارسية والكردية .
ويبدو أن موهبته اللغوية هاي اضرت بي أكثر مما فادته ، فقد وقع الاختيار عليه للاشتراك بالنفير العام للدولة العثمانية المعروف بأسم ( سفر برلك) ، ابان الحرب العالمية الاولى عام 1914 بحسب الفرمان اللي أصدره السلطان العثماني محمد رشاد ، واللي اعتبر كل شخص ما بين مواليد، (1869 ـ 1882) في أراضي الدولة العثمانية من المسلمين وغير المسلمين، مطلوباً للخدمة العسكرية، ويجب عليه الالتحاق من تلقاء نفسه دون انتظار التبليغات ، واطلق العراقيين على هاي المصيبة "الضيم والهلاك".
وأشترك ملا عبود الكرخي مجبراً بهذا الجيش اللي حلت بيهم كارثة، وما رجع منهم الا القليل ، واحجيلكم بعدين تفاصيل مصيبة "سفر برلك" في حلقة خاصة ،أن شاء الله.
وتزامن بتلك الايام عام 1916 ان اعلن الشريف حسين الثورة العربية الكبرى.. وفر ملا عبود خلسة من الجيش التركي والتحق بالثورة وما عاد الى بغداد حتى وقت اعلان الهدنة وانسحاب العثمانيين من العراق ، لكنه اصطدم بالانكليز هاي المرة واخذ يهاجمهم بقصائده من "جامع الحيدر خانة" ببغداد ، ما أدى إلى معاقبته وانتزاع أراضيه من قبل الحاكم السياسي البريطاني وبقى يردد ويكول:
"سلبوا ثروتي وصفيت انه معتاز 
مفلس ألهث واركض والعشا خباز "

Комментарии

Информация по комментариям в разработке