(2557) السلاح النووي بين الصبي الصغير والرجل السمين أي قنبلة هيروشيما وقنبلة ناغازاكي

Описание к видео (2557) السلاح النووي بين الصبي الصغير والرجل السمين أي قنبلة هيروشيما وقنبلة ناغازاكي

هيروشيما وناغازاكي: الولد الصغير والرجل السمين
خالص جلبي
يمر التاريخ بهدوء مثل صفحة ماء المحيط، ثم يرعد ويبرق في لحظات فيتحول إلى أمواج كالجبال، وكذلك أحداث التاريخ؛ فيرتج العالم رجا، فيكون هباء منبثا.
وصدق من أخرج الفيلم عشرة أيام هزت العالم، أو اثنا عشر يوما هزت العالم، فأما الأول فكان حول أزمة كوبا وانزلاق العالم إلى شفير حافة حرب نووية، وأما الثاني فكانت من مذكرات صحفي أمريكا عاش أيام اندلاع الثورة البلشفية، وكان يساري النزعة فشارك في الحرب الأهلية بين البلاشفة البيض والحمر، ورأى مصائر ومصارع القوم، فأما القلة الحمراء فسيطرت، وأما الأكثرية البيضاء فهاجرت.
كذلك فإن قدر التاريخ غلف مصائر شعوب كثيرة كتب عليها العبودية أو الهجرة الجماعية أو الإبادة! فقد دلفت فارس إلى العبودية بعد معركة جواجاميلا، وبلاد الغال بعد هزيمة فرسيجيانوس، وهاجر شعب الوبيخ من قفقاسيا فخسر الوطن والأرض إلى الأبد وما زال حنين شراكسة الدياسبورا إلى الوطن قائما يحيوه في حمص وقرى الجولان برقصة الجكو، وأما قرطاجنة فقد مسحت من الوجود مسحا قتلا وذبحا وحرقا، وإنكم لتمرون عليهم في تونس مصبحين وبالليل أفلا تعقلون.
وفي القرآن من آخر سورة البقرة آية عجيبة في ترميزها وغموضها عن قوم فروا على وجوههم خوف الموت فقال لهم الله موتوا. «ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتو»ا!! فهل كان هذا هربا من اجتياح عسكري أو طاعون جائح أو زلزال مدمر أو بركان انفجر وقذف باللافا؟
والجواب أنهم ماتوا من جديد!!
فهل كان موتا معنويا بالانقطاع عن الوطن، كما يحصل مع المغتربين، فيعيشون فيزيولوجيا ويموتون اجتماعيا.
أم كان تدميرا جديدا؟ كما هو في الآية عمن يهرب من الموت فهو ملاقيه من حيث لا يحتسب، وما تدري نفس بأي أرض أو مرض تموت؟
ومن هذه الأيام الخالدات معارك وتجارب وفتوحات علمية وإلهامات عبقرية في ليال لا يمحوها الزمن.
ولعل يوم في السادس والتاسع من آب (أغسطس) ـ من عام 1945م هي من الأيام الخالدات في تاريخ الإنسان، وهذا يعني أن مرور كل صيف من أيام أوجست اللاهب تعيد إلى الذكرى يوم هيروشيما حين استخدم السلاح النووي لأول مرة في تاريخ الإنسان، ومعه انشطرت الذرة، بعد أن بقي حلم ديموقريطس لألفي سنة.
ولم يكن انشطارها بدون طاقة محررة، بل كانت وردة كالدهان فبأي آلاء ربكما تكذبان.
في كل من يومي 6 و 9 آب (أغسطس) تم إنزال حمولة متفردة في تاريخ الحروب والإنسان، من قنبلتين على شقاء مدينتين يابانيتين، هما هيروشيما وناغازاكي، ولم يكن العالم ليسمع باسم هيروشيما، أو تخلد في التاريخ مثل ارتباطها باستخدام هذا السلاح فوق رؤوس أهليها المنكوبين.
ونحن اليوم نعلم عن طبيعة المناقشة التي دارت حول اختيار مصائر المدن، كما جاء في الآية عن الذين خرجوا من ديارهم حذر الموت، كذلك الحال في قسم من أهالي هيروشيما الذين هربوا من الموت، إلى هذه المدينة الساحلية غير المشهورة حذر الموت؛ فجاءهم الموت الناقع هابطا من السماء بقنبلة الولد الصغير (Little Boy) وكانت قنبلة اليورانيوم 235 المخصب، وأخذت اسم الولد الصغير بسبب حجمها الصغير، أما قنبلة ناغازاكي فكان نصيبها مع الرجل السمين (Fat Man)،وهي قنبلة البلوتونيوم 239.
في ذلك اليوم من هجير الصيف اللافح لم يفهم أهل المدينة المحترقة أي نوع من الأسلحة استخدم، بل ذهب البعض إلى أنه يوم القيامة، فلم يعهدوا موتا جماعيا بهذه الصورة وبهذه السرعة، وهناك من الأقوال التي صدرت للسطح أن ناغازاكي ضربت بقنبلتين واحدة لم تتفجر حملها اليابانيون إلى الروس. بل وهناك من المعلومات عن النظام النازي أنه كان يجرب استخدام السلاح النووي، بل زعم أوبنهايمر صاحب كتاب سجناء العالم الذري أن القنابل التي ضرب بها اليابانيون كانت صناعة نازية!! فقد وصل النازيون للسلاح النووي، ولكنهم لم يتمكنوا من استخدامه، فكان غنيمة بيد الخلفاء الذين استخدموه ولم يكن له مبرر كبير فقد كانت اليابان على وشك الاستسلام. ولذا فقد كان استخدامه ترويعا وردعا للروس الذين كانوا يزحفون في منشوريا بعد الفراغ الياباني.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке