مدام تحب بتنكر ليه بصوت محمد القصبجي

Описание к видео مدام تحب بتنكر ليه بصوت محمد القصبجي

مادام تحب بتنكر ليه؟!

في ذكرى رحيل قصب. باقدم التسجيل النادر لأغنية مدام تحب بتنكر ليه بصوت القصبجي اللي غناها في جلسة خاصة في دمشق سنة ١٩٥٥.

أحمد رامي المعذب في حبه حب يشارك المستمع حيرته بسؤال استنكاري و رغم أنه قال بعدها دا اللي يحب يبان في عنيه برضه ما جاوبش على السؤال و علق تفكير المتلقي.

من أجمل ما غنت ام كلثوم، خاصة أن صوتها كان في عنفوانه و قادر على تطويع أي نوع من الغناء.

كلمات الأغنية تعكس حالة حب واحد واثق من نفسه بشكل يتلاءم مع الطابع التجديدي لتجربة رامي - القصبجي - الست، ويفارق بحسم تقاليد العاشق المتبتل، المحب بدون أمل.

احنا هنا قدام عاشقة بتعاتب بدلال محبوبها، و ما بقاش فيه جدوى في إنكار الحب الذي تفضحه عيونه (وهي فكرة تشغل بال أحمد رامي، من ايام قصيدة «الصب تفضحه عيونه» اللي لحنها وغناها أبو العلا محمد ثم غنتها أم كلثوم.

الكلمات مصاغة في قالب الطقطوقة، اللي بيتكون من مذهب و ٣ كوبليهات. رقم ٣ هنا هو الرقم الذهبي لكل الأغنية، فكل كوبليه بيتكون من مثلثين، في كل منهما ٣ شطور موحدة القافية، بعدين يختتم بالرجوع للفكرة الاصيلة للأغنية «واللي يحب يبان في عينيه». هكذا، نجد في الكوبليه الأول مثلًا المثلث الافتتاحي (تصد عني وتهجرني/وأكلمك تهرب مني/وإن غبت يوم تسأل عني)، ثم المثلث الثاني (وأعرف هواك/ساعة لقاك/من طول جفاك) قبل أن يختتم الكوبليه.

وتتكرر اللعبة في الكوبليهين الثاني والثالث، التنوع دا في القوافي في صورة ٦ مثلثات شعرية (٢ لكل كوبليه)، ليس فقط شكلًا حداثيًّا يقدمه أحمد افندي رامي، وإنما يمثل فرصة ذهبية لمحمد أفندي القصبجي ليطلق طاقاته اللحنية التجديدية، و دا بالضبط اللي عمله القصبجي، اللي رد به على مثلثات رامي، بمهرجان نقلات مقامية من العيار الثقيل.

التحليل الموسيقي
-----------------------

فبعد مذهب مبهج من مقام النهاوند، يرسخ مقام الطقطوقة الأساسي في آذاننا، يبدأ القصبجي بهلوانياته اللحنية في الكوبليهات.

ففي الكوبليه الأول يبدأ من البياتي (تصد عني وتهجرني)، بعديه ينتقل للراست (وإن غبت يوم تسأل عني)، ثم نذهب لمقام الكرد، قبل أن نعود مجددًا إلى النهاوند مع القفلة (واللي يحب يبان في عينيه...إلخ).

ويلعب القصبجي نفس اللعبة بتعديل طفيف في الكوبليه الثاني، فنبدأ بالبياتي (لو كنت عايز تراضيني)، و ننتقل لمقام النهاوند (كنت أشتكيلك). وهنا يتحفنا القصبجي بلعبة جديدة، فيعيد تلحين جملة (كنت اشتكيلك..تواسيني) بلحن ثان من مقام البياتي، قبل ما يرجع تاني للقفلة في مقام النهاوند مرورًا بمقام الكرد كما فعل في الكوبليه الأول.

أما في الكوبليه الثالث، القصبجي ما ادناش فرصة نلقط فيها الأنفاس أو توقع ما سيفعل (بأنه يبدأ بالبياتي زي ما عمل في الكوبليهات السابقة)، و لكن يروح لمقام النكريز (لكن فؤادك يهواني)، ومنه إلى النوا أثر (اعرف هواك من وجداني). وهنا المشكلة، فهل يفقدنا هذا الخروج عن البياتي في الكوبليه الثالث وحدة الطقطوقة؟ هل يجعلنا نشعر أن الكوبليه الثالث منبت الصلة بباقي اللحن؟ أبدًا، فالقصبجي يفضل محافظ على وحدة القصيدة بتكرار اللعبة اللي قدمها لنا في الكوبليه الثاني، وتتمثل في نقلة إلى النهاوند جملة ( هو أنت تقدر تسلاني) ثم إعادة تلحين نفس الجملة من البياتي، قبل العودة إلى المذهب مرورًا بالكرد والنهاوند.

يعني ذلك باختصار، أن القصبجي اللي توهنا في بداية الكوبليه الثالث، يرجع بنا بكل سهولة مطلقة، وباستخدام حيلة لحنية استخدمها في الكوبليه الثاني، علشان ما نشعرش ابدا بالغربة بعد مغامرته اللحنية في مضارب مقامات جديدة (النكريز والنوا أثر) في مطلع الكوبليه الثالث.

وكل من داخ من اللفة اللحنية والمقامية الرهيبة، وتاه في مداخلها، له كل العذر، اللي دوخنا فقط في ٦ دقايق هي مدة الأغنية اللي وصلنا فيها لدرجة الاشباع و بعدها ما بتبقاش عاوز تسمع اي حاجة تانية و هو دا القصبجي وما أدراك ما القصبجي!

مادام تحب بتنكر ليه؟

كلمات أحمد رامي
لحن محمد القصبجي
غناء أم كلثوم
سنة ١٩٤٠
مقام النهاوند
تمنياتي بطيب الاستماع 🌹

Комментарии

Информация по комментариям в разработке