تعدد الزوجات حاجة أو ترف ؟ : د. سعيد القرنيّ .

بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، وأصلّي وأسلّم على خير خلقه ؛ محمّدٍ وآله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسانٍ .
كنّا في مزدلفة نحتفي بترقية أخينا أ.د. محمّد بن مسفر القرنيّ عضو هيئة التّدريس بجامعة أمّ القرى قسم الخدمة الاجتماعيّة إلى أستاذ مشارك ، وكان بعضٌ ممّن حضر يدعو أخانا حبيبنا وكيل الجامعة للتّطوير وخدمة المجتمع أ.د. محمّد بن مصلح الثّماليّ ليبارك لي زواجي بأخرى ؛ فسألني الوكيل عن سبب إباحة الزّواج ثانيةً وثالثةً ورابعةً للرّجل دون المرأة ؛ فعقدتُ العزمَ على الجواب عن ذلك السّؤال في محاضرةٍ عامّةٍ في نادي مكّة الثّقافيّ ، ونسّقَ عضو مجلس إدارته أ.د. صالح بن سعيد الزّهرانيّ مع رئيس النّادي معالي مدير جامعة أمّ القرى السّابق د. سهيل قاضي ، وكان قد أُذِنَ للنّساء في حضور محاضرات النّادي ؛ فحضر المكّيّون رجالاً ونساءً ، وكانت ليلةً غابَ عُذّالُها تجيب عن سؤال السّائل : " فيمَ يُعدّد الرّجلُ ولا تُعدّد المرأة ؟ .
وقد عالجت المحاضرة ذلك الموضوع عضويّاً ووظيفيّاً رعايةً لحال السّائلين ؛ فجلّ السّائلين إمّا أنّه أشرِب في قلبه حبّ النّصارى الكاثوليك من حيث يشعر أو لا يشعر ، أو أنّه ممّن غيّبه الإعلام والتّعليم وحال المجتمع الإسلاميّ عن أن يسود فيه زواج الرّجل بغير امرأةٍ مثنى وثُلاث ورُباعَ . وموضوع هذه المحاضرة خطيرٌ في بابه ، وبخاصّةٍ إذا علمنا أنّ كثيراً من النّاس يُسِرّ في الزّواج بأخرى مِسْياراً ومِسفاراً ومِسباراً ، وليُقَسْ ما لم يُقَلْ ! ، وما سُدَّ بابٌ من أبواب الشّرع إلاّ فُتِحَ بابٌ من أبواب الشّرّ ، وأخشى أن يُفضي بابُ سدّ الذّرائع إلى سدّ الشّرائع .
وصدق رسول الله ( صلّى الله عليه وسلّم ! ) القائل : " ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرّجال من النّساء " ، وقد افتنّ شياطينُ بني آدم في زمننا هذا في تسليع المرأة وتسويقها وإخراجها إخراج اللؤلؤ المكنون من أصدافه ، والمقصورات في الخيام من خيامهنّ .
عسى أن تتعهّدوا هذه المادّة بمزيدٍ من النّظر ترجون به رحمة الله وتخشون عذابه ! .