اهرب من صاحبك المتذمر

شامخاً بأنفه مليئاً بالكبرياء والفخر المزعوم , يحدثك عن مواهبه وأفكاره ,التي قد تغير وجه الأرض ,ذلك الشخص الذي يرى في نفسه مالايراه الآخرون ,ولا يتورع عن إلصاق التهم بالغير ,كي يبرئ ساحته من أي عيب أو نقص لديه,
فزوجته موهوبة في إجهاض الأحلام ,ومجتمعه أرض خصبة للنصب والفساد ,والبيروقراطية التي تنتهجها الدولة, سبب إحجامه عن تنفيذ أهم وأخطر مشروعاته.
قائمته مليئة بالمبررات ,التي تقف عائقاً أمام تميزه المزعوم, وهذا الصنف من البشر, حمل ثقيل على البشرية ومصدر من مصادر بلائها .
صنف لا ينظر إلى المرآة بتفحص, فيقوم الإعوجاج والعيب الذي فيه, وإنما يلقي تبعة فشله على الدنيا ومن فيها.
فإذا ما ابتلتك الحياة بصديق من هذا الصنف من الناس, فطلقة بالثلاثة طلاقاً لا رجعة فيه .
إنه سيصيب حياتك بالتسمم ,وسيضيق أفق أحلامك وأمانيك, ولن يتركك إلا بعدما تشاركه مأتمه الخالد .
والأهم من ذلك ,أن تنأى بنفسك أن تكون من هذا الصنف, وأن تراجع كلماتك وسلوكك ,كي لا تنجرف إلى هذا الفخ ,حذار أن تتهم الحياة بأنها تطهدك ,أو الأيام بأنها تعبث معك ,أو الكون بأنه يتحداك.
هذا الساخط المتذمر , يلازمه عدم الرضا والشكوى الدائمة ,ستراه يحدثك أنه لولا سوء حظه ,لكان على بعد خطوة من تحقيق إنجازه العظيم ,ويقسم أن هذه الحياة الدنيئة, اقتسمها اللصوص وأصحاب الحيل من سنين,
وما هذا وأمثاله إلا حمقى وأدعياء ,مثلهم كالعصفور الذي يطير خلف النسر, ويظن أن النسر يفر منه.
والعظماء الحقيقيون ,هم صنف لا يبكي أو يولول مهما تعثر أو كبا فرسه ,إنه يجمع شمل نفسه وأحلامه وطموحاته ,ويبدأ من جديد مهما تعثرأوتكرر سقوطه
العظماء الحقيقيون ينظرون إلى أنفسهم , يطالعون المرآة يكاشفون النفس ويعاتبونها, لكنهم أبداً لا يلقون بفشلهم على الحياة أو على غيرهم, يؤمنون أن الحياة ليست سوى سلسلة من التجارب ,وأن الإخفاق في أحدها ,لا يمثل سوى عثرة أو إنكفائة يجب ألا تعطلنا كثيراً, قبل أن نتعافى منها ونكمل المسير.
فكن عظيماً وانظر في المرآة جيداً , ولا تلقي بهمومك ومتاعبك وآلامك على كاهل الحياة
المصادر
كتاب مالم يخبرني به أبي - كريم الشاذلي
فعل كل شئ لكنه لم ينظر إلى المرآه
#بالعلم_نحيا_   / @belelmnahea