بيان بشير الجميل حول حرب زحلة – القوات اللبنانية

Описание к видео بيان بشير الجميل حول حرب زحلة – القوات اللبنانية

منذ أواخر صيف 1980، أصبحت زحلة هدفاً تحت المجهر السوري الذي ارتأى إخضاعها تحسّباً لظروف اقليمية غير طبيعية، فزحلة هي المفتاح إلى الداخل السوري، والبقعة البشرية والإقتصادية والصناعية الأساسية في البقاع التي يعتبرها السوريون منطقة أمنية حساسة.
دخل السوريون إلى البقاع، تحت غطاء قوات الردع العربية، وفي مخيلتهم ألف هدف وغاية، وفي اعتقادهم انهم، بعد احتلال المدن والقرى والتلال والأودية والطرقات، يستطيعون أن يمتلكوا نفوس البقاعيين وأن يبدّلوا تفكيرهم وتطلعاتهم ليضموا على الأقل هذه المنطقة، إذا فشلوا في احتواء لبنان كله… ولكن سرعان ما تبدلت الآية، بعدما لمسوا بأن الزحلاوي هو صعب المراس متشبّث بأرضه وبمعتقداته وحريص على عاداته وتقاليده التي ورثها وعاشها جيلًا بعد جيل.

فخيبة الأمل هذه دفعت السوريين إلى شنّ الحرب ضد الزحلاويين، علّهم بذلك يتمكنون من إذلالهم وقتل روح العنفوان فيهم ومنعهم من السير قدمًا على دروب الحق والحرية. ولأن منطقة البقاع هي منطقة في غاية الدقة، ولأن زحلة هي عاصمة البقاع وقلبه النابض لم يكن مستغربًا أن تهبّ “القوات اللبنانية” للدفاع عنها شبرًا شبرًا مع تصميم أهالي زحلة على تحمّل مسؤولياتهم تجاه مدينتهم، من القطاع الشرقي، إلى وادي العرايش، إلى قاع الريم والقطاع الغربي وحوش الأمراء والمعلقة والبقاع عموماً.

ما أنجزته القوات اللبنانية بقيادة مؤسسها بشير الجميل عام 1981 كان دعم الزحلاويين للبقاء في أرضهم في وقت تتصاعد فيه رائحة البارود وتتوالى التعزيزات العسكرية السورية واليسارية.

عسكرياً كانت مدينة زحلة بالنسبة إلى السوريين منطقة استراتيجية مهمة، إذ اعتبروها شوكة مسيحيّة “عميلة” متداخلة في خغرافية أمنهم “الطبيعي في البقاع اللبناني”، الملاصق لحدودهم، وخوفهم من عملية “التفاف اسرائيلية” عبر زحلة باتجاه العاصمة السورية. إذاً منذ خريف 1980، أضحت زحلة هدفاً تحت المجهر السوري الذي ارتأى إخضاعها تحسبًا للظروف الإقليمية غير الطبيعية. فكما ان اسرائيل تسعى إلى تثبيت أقدامها في الجنوب، إرتأت دمشق تقوية نفوذها على كامل البقاع والإنتهاء من “عائق” زحلة المتواصل مع المناطق الشرقية الحرة عبر الجبال. لذلك، بدأت التحضيرات السورية العملانية، لتضيق الحصار على المدينة الآبية، والعمل على اجتياحها عند أول فرصة سانحة. ومنذ بداية عام 1981 بدأت حلقات الحصار تشتد على خناق زحلة. وأقام السوريون السواتر الترابية والمواقع المحصّنة والحواجز على تخوم المدينة، معززة بأرتال من الدبابات وكتائب “الوحدات الخاصة”، ونشروا مئات الدبابات والعربات المصفّحة بشكل دائري، من تمثال السيدة العذراء حتى كسارة، ومن الكرك إلى حزرتا، ومن جسر زحلة إلى المعلقة إلى خط السكة، وعشرات المواقع الأخرى. وقامت كتائب عديدة من وحداتهم الخاصة بالتموضع على التلال المحيطة بشكل أصبح فيه التحرك في زحلة نهاراً، مكشوفاً ومحفوفاً بالأخطار. عملياً نجح السوريون بتطويق المدينة من جهاتها الأربع، مع بقاء بعض الثغرات والمسارب الصعبة من الجهة الغربية. وفي السهل المترامي قرب زحلة ربض السوريون العشرات من راجماتهم الصاروخية ومدفعيتهم الميدانية.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке