مقابلة المعلمَين السعوديَين المحرَرين من الخطف في اليمن - الجزء الأول

مقابلة أجراها سعد المطرفي في الرياض /


الضيف الأول: سالم الغامدي ، مدرّس سعودي ومختطَف سابق في اليمن

الضيف الثاني: عبد المرضي الشراري، مدرّس سعودي ومختطَف سابق في اليمن

أجوبة في اللقاء /

وصلنا في رحلة الخطوط اليمنية المسائية في طريقنا إلى جزر القمر

مطار صنعاء أُغلق بعد وصولنا إلى فندق خاص بالخطوط اليمنية

"عاصفة الحزم" بدأت بعد ساعاتٍ من وصولنا إلى الفندق في صنعاء

أبلغنا الجهة المسؤولة عنّا التي حرصت على وصولنا إلى فندق آمن

الفندق الذي انتقلنا إليه كان يستخدمه موظّفو الأمم المتحدة في صنعاء

زوّدتنا الرياض برقم موظّف أممياستقبلنا فور وصولنا إلى الفندق

دخل المسلّحون إلى غرفتي وطلبوا منا الذهاب معهم من دون إي مقدّمات

أخبرونا بنيتهم سؤالنا بعض الأسئلة في بهو الفندق ونعود بعدها

منطقة الاستقبال كانت فارغة علماً أنها كانت تمتلئ بالناس عند وصولنا

طلبتُ من المسلحين الاتصال بالجهات المسؤولة عنا قبل الذهاب معهم فرفضوا

سحبوا مني هاتفي الجوال بعد محاولتي الاتصال بالجهة المسؤولة عنا

صوّبوا السلاح علينا وأمرونا بالتحرك بعد محاولتنا التملّص منهم

حشرونا بين مسلحين في مركبة دفع رباعي وموكب من المسلحين كان خلفنا

أحسستُ أن نهايتي قد حانت بعدما تأكدت أننا وقعتنا بأيدي الحوثيّين

عصبوا أعيننا وأنطلقوا بنا وبعد وصولنا كان السؤال الأول: هل أنت مطوّع؟

ربطوا أيدينا خلف ظهرنا واستخدموا أسلوب الترهيب النفسي ضدنا


انطلقت بنا السيارة بسرعة كأنها في سباق على طريق خالية وغير معبدة

أعتقدتُ أنهم يأخذونا إلى مكان في البرية لتصفيتنا على الفور

بعض الخاطفين كانوا في ملابس مدنية وآخرون في الزيّ العسكري

عندما لامست قدماي الأرض تأكّدت أننا في الصحراء لأننا كنا حفاة

كنت استودع الحياة لحظة طلب مني رفع رجلي للصعود على درج

أخذوا أغراضنا الشخصية وأدخلونا غرفة جاهزة الصنع ولم أرَ سالم بعدها


طلبوا مني الجلوس على ركبتَي وسمعت صوت سحب سلاح فاعتقدت أنها النهاية

رفعوا العصبة عن عيني وطلب مني التوقيع على الأغراض التي صادروها

وضعوني في زنزانة مع شخصين من "القاعدة" أحدهما كان يافعا

التحقيق معي كان يبدأ بعد العشاء ولا ينتهي قبل منتصف الليل

لم يسمح لي بالجلوس طيلة وقت التحقيق الذي كان يستمر لأكثر من 4 ساعات

طلبتُ من المحقّق أن يسمح لنا بالاتصال بأهلنا فكان يجيبنا بأننا في حمايتهم

المحقق قال لي إننا في حمايتهم لأن دولتنا لن تقصف المكان بسبب وجودنا فيه

سجانونا كانوا مطمئنين إلى أن القصف لن يطاولهم بسبب وجودنا معهم

كنا 3 أشخاص في زنزانة مساحتهامتران بمترين ونصف

كنا نتوضأ ونصلي ونأكل قربالحمّام والماء يجري تحت فراشنا

الطعام كان يقدم لنا في صحون وسخة ولا يصلح للبشر

لم نرَ طبيباً طيلة طيلة فترة اعتقالنا وكانوا لا يجلبون لنا العلاج الذي نحتاج إليه