معنى مضغة مخلّقة وغير مخلّقة.قوانين الجدل *قانون المتناقضات*..صراع التطور..الدكتور محمد شحرور.

Описание к видео معنى مضغة مخلّقة وغير مخلّقة.قوانين الجدل *قانون المتناقضات*..صراع التطور..الدكتور محمد شحرور.

الثنائية التلازمية “الجدل الداخلي في الشيء الواحد” “جدل هلاك الشيء”
إن صراع العنصرين المتناقضين داخلياً، الموجودين في كل شيء يؤدي إلى تغير شكل كل شيء باستمرار، ويتجلى في هلاك شكل ذلك الشيء وظهور شكل آخر. وفي هذا الصراع يكمن السر في التطور والتغير المستمرين في هذا الكون ما دام قائماً. هذا هو ما يسمى بالحركة الجدلية الداخلية التي أطلق عليها في بعض الترجمات مصطلح النفي ونفي النفي. وقد أطلق عليها القرآن مصطلح التسبيح: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم} (الإسراء 44).

وقوله: {سبح لله ما في السموات وما في الأرض} (الحشر 1- الصف 1)

وقولنا (سبحان الله) في صلاتنا هو إقرار العاقل بهذا القانون، حيث ورد التسبيح في القرآن في حالتين: حالة تسبيح الوجود، وحالة تسبيح العاقل” أي حالة الإقرار العاقل بقانون التطور” وقد وردت الحالتان في القصص عن يونس {وإن يونس لمن المرسلين * إذ أبق إلى الفلك المشحون * فساهم فكان من المدحضين * فالتقمه الحوت وهو مليم * فلولا أنه كان من المسبحين * للبث في بطنه إلى يوم يبعثون} (الصافات 139-144) هنا وضح بأن قانون تسبيح الوجود عام ينطبق على يونس والحوت كانطباقه على بقية الأشياء. ولو لم ينطبق عليه هذا القانون لانتفت ظاهرة الموت بالنسبة له وبقي إلى يوم يبعثون. وفي تسبيح العاقل عن يونس قال: {وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} (الأنبياء 87).

أما القول بأن “سبحان الله” هو تنزيه الله من النقائص والعيوب فهو قول قد مضى زمانه، إّ أن النقائص والعيوب تحمل معنى معرفيا ًومعنى اجتماعياً إنسانياً فهي تحمل مفهوم النسبية حيث تتغير هذه المفاهيم من مكان لآخر ومن زمن لآخر. إن التسبيح الحقيقي للأِشياء كلها في وجودها منذ خلق الله هذا الكون المادي وهو منزه عن هذه الحركة في ذاته لأنه واحد “أحد صمد” “ليس كمثله شيء” حيث أن هذه الحركة تؤدي إلى هلاك الأشياء “الموت”.لقد عبر القرآن عن قانون صراع المتناقضات الداخلي في الشيء نفسه بصيغة: (مخلق وغير مخلق) و {صنوان وغير صنوان} و {متشابه وغير متشابه} و {معروشات وغير معروشات} في الآيات التالية:

– {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علمٍ شيئاً وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج} (الحج 5).

جاءت هذه الآية لتثبت للناس البعث وتنزع الشكوك بشأن بلوغه الحتمي فبدأت بقوله: {يا أيها الناس إن كنتم في ريبٍ من البعث} فإذا قال قائل: “أنا في ريب من البعث” فما علينا إلا أن نورد له بقية الآية.

ولكن ما علاقة بقية الآية بالبعث؟ إذا نظرنا إليها وجدنا أنها تحتوي على قانون أساسي هو قانون التطور “تغير شكل المادة باستمرار” باتجاه واحد، أي بدأ خلق الإنسان من تراب ثم نطفة “خلية” وبعد اللقاح تجتمع الخلية المنوية مع البويضة “علق شيء بشيء آخر” فتنتج العلقة وبعد ذلك يبدأ النمو والتكاثر الخلوي وتشكل الأعضاء المختلفة وتشعبها في المضغة، وأصل المماضغة في اللسان العربي هو من: “ماضغت فلاناً مماضغة: جاددته القتال والخصومة” “الزمخشري-أساس البلاغة” أي بعد العلقة تبدأ المماضغة وهي تجدد مستمر للقتال “الصراع” والخصومة بين العنصرين المكونين للمضغة نفسها وهما العنصر المُخلَّق والعنصر غير المُخلَّق. وهنا وصف المُخلَّقة وغير المُخلَّقة يعود على المضغة نفسها أي لو كان مضغة مخلقة ومضغة ثانية غير مخلقة لقال “مضغة مخلقة وأخرى غير مخلقة” كقوله: {منه آيات محكمات هن أم الكتاب وآخر متشابهات} (آل عمران 7) ولكن المخلق وغير المخلق يدخل ضمن تركيب المضغة نفسها وهذا يؤدي إلى صراع المتناقضات الداخلي في الشيء نفسه، أي أن هذا الصراع يؤدي إلى نمو المضغة وتطورها وتحولها إلى جنين كامل.

وهذا القانون هو القانون الأساسي للحركة الجدلية للحياة العضوية للإنسان والكائنات الحية. ففي النمو الخلوي صراع بين المخلق وغير المخلق، والمخلق تعني المصمم، حيث أن الخلق يعني التقدير لا الإيجاد كقولنا: خلق الخياط القميص من القماش أي قدره قبل القطع قدره قبل القطع والتفصيل، وعندما تخلق بيتاً تضع له مخططاً تميز فيه الممرات من غرف النوم ومن المطبخ، أي أن الصراع هو بين المصمم المتميز وغير المتميز أي من غرف النوم ومن المطبخ، أي أن الصراع هو بين المصمم المتميز وغير المتميز أي بين التكاثر المقدر “المنتظم” وغير المقدر “الفوضوي”. فكلما كانت الخلايا التي يتألف منها التصميم متميزة ضمن نظام مقدر فهي مخلقة، وهذا ما يسمى (Cell Differentiated)، وكلما بعدت عن التميز كانت غير مخلقة (Cell Undifferentiated).

وهنا يكمن سر النمو العضوي للكائنات الحية في الصراع بين المخلق وغير المخلق في الخلية الواحدة. فعندما ينتصر المخلق تكون الحياة العضوية والنمو سليمين. وكلما بعدنا عن المخلق بعد النمو عن أن يكون سليماً. أي أن الحركة الجدلية بين العنصرين المتناقضين داخلياً في الشيء نفسه هي التي أدت إلى التطور الذي تجلى في تغير الشكل باستمرار “هلاك شكل وظهور شكل آخر في الجمادات وفي الكائنات الحية”، ومن هنا نفهم أن الكائنات الحية قد ظهر بعضها من بعض، وخضعت لقانون التطور والارتقاء.

وعليه نفهم أن البعث هو الطفرة النهائية والارتقاء النهائي لهذا الكون، حيث يتوقف حينئذ في الكون الآخر عمل قانون صراع المتناقضات في الشيء نفسه، وينتفي بالتالي الهلاك المستمر بشكل المادة، لذا لا موت ولا ولادة في الكون الآخر بل الخلود.
.................................................................................الدكتور محمد شحرور.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке