27 حركة التوابين روح الحياة في الكوفة

Описание к видео 27 حركة التوابين روح الحياة في الكوفة

حركة التوابين روح الحياة في الكوفة

كتابة الفاضلة أم سيد رضا

هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : https://bit.ly/38Dp7Uf

حديثنا يتناول بإذن الله تعالى موضوع ثورة التوابين الذين نهضوا للأخذ بثأر الحسين عليه السلام، وهذه النهضة والحركة هي من الآثار التي خلَّفتها نهضة الحسين عليه السلام وولَّدها الشعور بالإثم على أثر خذلان الحسين عليه السلام، فمن المعروف أن أهل الكوفة قد كتبوا إلى الإمام الحسين عليه السلام بداية من شهر رمضان سنة 60 للهجرة عندما وصلت إلى الإمام الحسين عليه السلام كتب أهل الكوفة ورسائلهم بأعداد كبيرة وهو لا يزال في مكة المكرمة، وبعض هذه الكتب فيها أشخاص متعددين ويعلنون فيها ولائهم للحسين عليه السلام وانتظارهم لمقدمه ويوقع فيها أحياناً عشرون شخصاً أو ثلاثون شخصاً من أعيان القبائل في الكوفة، وقد اجتمع للإمام الحسين عليه السلام أعداد كبيرة من هذه الرسائل، ومن جملة من كتب للإمام الحسين عليه السلام هم: سليمان بن صرد الخزاعي، المسيب بن نجبة الفزاري، رفاعة بن شداد، عبد الله بن وال التيمي وعبد الله بن سعد الأزدي وآخرون، وهم يعتبرون بأنهم رؤوس نهضة التوابين كما سيحصل فيما بعد، وقد كتبوا للإمام الحسين عليه السلام كتاباً مشتركاً مما يجعلنا نفهم أنه كان بينهم تنسيق قبل كتابة هذه الرسالة، وبالفعل وصلت هذه الرسائل للإمام الحسين عليه السلام على أثر ذلك أصبحت وجهة الكوفة هي الوجهة الأقرب، وهذا يعني أن رسائل أهل الكوفة ليست هي الأساس في نهضة الحسين عليه السلام، فنهضته لها منطلقاتها الخاصة وبواعثها الخاصة، لكن رسائل أهل الكوفة إنما حددت إتجاه حركة الحسين الجغرافية، أي أنه كان من المحتمل أن يبقى الإمام الحسين في مكة أو ربما يذهب لليمن أو يرجع للمدينة أو يذهب للبصرة، فكل هذه المناطق لم يكن فيها ترجيحات كما هو الحال في الكوفة لأنها كانت معروفة بأنها شيعية الهوى ولو على المستوى النفسي والقلبي، وكما نعلم أنه كان فيها عدداً معتد به شهداء النهضة الحسينية، إضافة إلى ذلك أن أهل الكوفة وأعيانها وأشرافها دعوا الإمام الحسين عليه السلام برسائل خطية ولذلك كانت الكوفة أرجح من غيرها.

جاء الإمام الحسين عليه السلام بإتجاه العراق حتى يقصد الكوفة وتحركت السلطة الأموية بسرعة وقام يزيد وجعل عبيد الله بن زياد على الكوفة لأن يعلم إن وصل الحسين عليه السلام إلى الكوفة فستتغير المعادلة بالكامل، فوصل ابن زياد إلى الكوفة مبكراً وسيطر عليها وعزل واليها النعمان بن بشير الذي كان لديه نوع من المسالمة والملاينة، وفي هذه الأثناء شنَّ حملة اعتقالات واسعة في صفوف شيعة أهل البيت عليهم السلام، فعدة مئات تم اعتقالهم وسجنهم والقسم الآخر أخفوا أنفسهم لأنهم رؤوا أنهم لو ظهروا سوف يُعتقلوا وربما يقُتلون ومنهم حبيب بن مظاهر وأشباهه، وتشير القرائن إلى أن هذه النخبة كسليمان بن صرد وأشباهه قد أخفوا أنفسهم لكيلا يصيبهم مكروه من ابن زياد.

عندما انتهت قضي كربلاء واستُشهِد الإمام الحسين عليه السلام، خرج القسم الأكبر ممن كانوا في السجن ومنهم المختار الثقفي وميثم التمار وغيرهم، ومنهم من شارك في ثورة التوابين فيما بعد، عندما خرج هؤلاء من السجن وسمعوا بأخبار الفاجعة والمأساة بتفاصيلها التي نقلتها السيدة زينب وأم كلثوم والإمام زين العابدين وفاطمة بنت الحسين عليهم السلام، ونقلها أيضاً من كانوا في المعسكر الأموي كحميد بن مسلم الأزدي وهو أشبه بمراسل صحفي في جيش بني أمية وليس من أصحاب الإمام السجاد عليه السلام كما يقول البعض ومنهم شيخ الطائفة الطوسي رضوان الله عليه الذي كتب في كتابه (الرجال) أن حميد بن مسلم من أصحاب الإمام علي بن الحسين، ولكن هذه الكلمة (من أصحاب) إذا استُعمِلت في الرجال تختلف عما إذا استُعمِلت في العقائد والتاريخ، فإذا استُعمِلت في الرجال يقال فلان من أصحاب الإمام أي أنه ممن عاصره كما كتبوا بأن أبو جعفر المنصور العباسي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ينما هو الذي قتله فكيف يكون من أصحابه، لكن هذا التعبير ( من أصحاب فلان ) في علم الرجال يُقصَد به أنه عاصره في زمنه، وبالتالي فإن حميد بن مسلم هو مراسل صحفي في جيش بني أمية وإن لم يقتل أحداً لكنه كثَّر على الإمام الحسين عليه السلام وهو محاسَب ومسؤول في هذا الجانب، يأتي السؤال هنا أنه لماذا يأخذون بأقواله إذاً؟ الجواب هو لأنه عليه قرائن الصحة وأقرب إلى نقل الواقع.

فتموجت أخبار المأساة والجرائم والفظائع وأنه أطفال قُتِلَت ونساء سُبِيَت وأجساد رُضَت، فعظم ذلك على شيعة أهل البيت في الكوفة، وكانوا درجات في التأثر فقسم منهم لم يجدوا أنفسهم معنيين الأمر ومارسوا حياتهم طبيعية، وقسم آخر حزنوا على مقتل الإمام الحسين عليه السلام، وقسم آخر كالتوابين ومعنى تواب هي صيغة مبالغة من تاب – يتوب – توَّاباً على وزن فعَّال أي يتوب مرة بعد مرة ويشتد اتجاه التوبة فيه، فنرى البعض مثلاً يرتكب ذنباً ولا يبالي والبعض الآخر عندما يرتكب ذنباً يظل هذا الذنب حاضراً عنده دائماً ويأرق مضجعه ويوقظ ضميره أي يكون في حالة توبة دائمة وتوبيخ دائم مما ينتج شخصاً توَّاباً.

عندما وصلت الأخبار لهؤلاء التوابين تفاعلوا معها بأعظم درجاتها كسليمان بن صرد الذي استشهد وعمره 93 عاماً وهو صحابي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد كان اسمه يسار فغير النبي اسمه وسماه سليمان بن صرد الخزاعي، وخزاعة هي قبيلة يمنية معروفة بولائها لأمير المؤمنين عليه السلام ومنها دعبل الخزاعي وأمثالهم، فقد كان سليمان من أكثر المتفاعلين في القضية الحسينية وخطب لفي جماعته خطبة طويلة بليغة حاصلها: (أنه ماذا صنعنا بابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، دعوناه إلى مصرنا ووعدناه أن ننصره حتى إذا جاء أسلمناه، فقُتِل وسبيت نساؤه، والله لا عذر لنا عند الله ولا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن نقتل قتلته أو أن نُقتَل دون ذلك)، فكما نعلم أنه حين كانت واقعة كربلاء كان مسجوناً وهذا يعطيه عذراً لعدم ....

Комментарии

Информация по комментариям в разработке