المسيحيّ والشّك - الأحد التّاسع بعد العنصرة

Описание к видео المسيحيّ والشّك - الأحد التّاسع بعد العنصرة

عظة الأب سمعان أبو حيدر في الأحد التّاسع بعد العنصرة
الأحد ٢٥ آب ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي - النقّاش

المسيحيّ والشكّ
باسم الآب والابن والروح القدس. آمين
يا أحبّة، يدور موضوع إنجيل اليوم إلى حدّ كبير حول الشكّ. كانت السفينة في وسط البحر تكُدُّها الأمواج. في وقت متأخّر من الليل مضى يسوع إلى التلاميذ ماشيًا على الماء. شكّوا به فقالوا «إنه شبح!». ثم قرّر بطرس اختباره: «يا ربّ إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتي إليك على المياه» فمشى على المياه. ثم رأى شدّة الريح فخاف وبدأ يغرَق. كادت شكوك بطرس تغرّقه.
نعرف أن الشكوك تأتي على كل حال. فهل من مجال للشك في الحياة المسيحية؟ يمكن للشك أن يشلّنا. قد يؤدّي الشك لابتعاد الناس عن الصلاة مع الجماعة أو حتّى التخلّي عن الكنيسة تمامًا. عندما نختبر الشكّ في حياتنا في المسيح، نبدأ بالغرق إذ نفقد رؤية الرب موضوع إيماننا. يمكننا، التحدّث عن نوعين من الشك:
١. النوع الأول من الشك، «يطرح أسئلة» لأنه لا يعرف الحقيقة. يقول التلاميذ «إنه شبح!» لأنهم يجهلون حقيقة ما يرون. شكّهم هو النوع الذي يثير التساؤلات. هل مقبول طرح الأسئلة كمسيحي، أو التشكيك في تعاليم وممارسات الكنيسة؟ نعم هذا أمر مقبول، ولكن فقط لقطع الشك باليقين فلا نحتاج بعد إلى مزيد من الأسئلة. كيف نتعلّم ما لم نطرح الأسئلة؟ ما لم يكن الإيمان ناضجًا، فإن الإيمان دون طرح أسئلة يكون مجرّد تزمُّت. والتعصّب لدِينٍ ما يمكن أن يتحوّل بسهولة إلى تعصّب ضدّ الدين بمجرد مواجهة سؤال دون إجابة. مسيحيّون كثر غادروا الكنيسة لأن أسئلتهم لم تَلق جوابًا أو أنهم لم يقبلوا جوابها.
لذلك، نوع الشك الذي يقودنا إلى طرح أسئلة لكي نفهم يمكن أن يكون «شكًا جميلًا» (شكّ توما الرسول). أي شكّ هو أساس الحكمة. يسمح الله بالشك لكي نستكشف حضوره بشكل أكبر وأفضل حتّى نفهم تعاليمه. نلاحظ جواب يسوع للتلاميذ: «ثقوا أنا هو لا تخافوا». لقد كشف لهم هويّته ودعاهم إلى معرفته، وعدم الخوف. لا يجب أن نخاف من هذه الشكوك لو كانت تحفّزنا على الاستكشاف وتوسيع إيماننا واتّصالنا بالحقيقة.
٢. النوع الثاني من الشك. عبَّر عنه بطرس عندما رأى الريح وخاف وبدأ يغرق. هذا النوع من الشكّ ليس من النوع الذي يقود إلى أسئلة هدفها التعلُّم. بل هو الشكّ الذي يأتي من الاهتمام بهموم العالم بدلًا من الله. عندما يتشتت انتباهنا، نصير فريسة الشك بالله: «لا خلاص لك وما جدوى صلواتك؟…». عندما نُصغي لهذه الهمسات نبدأ بالغرق. هذا النوع من الشكّ لا يملك أسئلة تبحث عن إجابات.
هذا النوع من الشكّ يُدعى «هوى». بحسب الروحانية الأرثوذكسية «الهوى» هو الشغف الذي يسبب الإدمان الذي يبعدنا عن الله. وقد نفكر في أهواء الشهوة أو الكسل أو الغضب…. هذا النوع من الشك يغذي نفسه وهو هوىً شديد الإدمان.
٣. التصدّي لهوى الشكّ. الاستراتيجية الأساسية للتعامل مع الأهواء هي بتر ما يغذيها حتى تموت جوعًا، وتغذية الفضيلة المعاكسة لها حتى تنمو. ما يغذّي هوى الشكّ؟ تركيز انتباهنا على هموم هذا العالم. عندما نركّز على رياح الحياة وأمواجها نرفع أعيننا عن الرب يسوع. هكذا نغذّي «هوى الشكّ» ونجوّع «فضيلة الإيمان». لكن عندما نعيد تركيز أعيننا على يسوع بالصلاة والخدمة والعطاء فإننا نغذي فضيلة الإيمان ونميت هوى الشكّ.
عندما شكّ التلاميذ بحقيقة مَن هو يسوع هو بادر وعلّمهم وشجّعهم. وعندما شكّ بطرس ويبدأ يغرق وصرخ مُصليًا «يا ربُّ نجّني!». خلّصه يسوع وقال له «يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ؟» لاحظوا، لم يقل له «بلا إيمان» بل «قليل» الإيمان. لذلك، عندما نقع فريسة هوى الشك، لا يجب أن نصدّق كذب الشرير الذي يوهمنا أنّنا فقدنا الإيمان، لكن ببساطة يكون قد قلّ إيماننا. بهذا الإيمان القليل يمكننا طلب معونة الله، هذا بدوره، يعيد توجيه انتباهنا إلى يسوع، وبالتالي يتشدّد إيماننا من جديد.
في آخر الإنجيل، انضمّا يسوع وبطرس إلى التلاميذ في السفينة، وسكنت الريح. بعد معالجة كل من نوعي الشكّ، كانت استجابة الجميع أنهم «سجدوا له».
هل لديك شكوك تساؤلات؟ لا تَخف من طَرح أسئلتك. في الاستكشاف، سوف تنمو. هل لديك شكوك أهواء تهاجمك؟ اكتشف ما يصرف انتباهك واسع الى صلاة خاصة مع يسوع وادعمها بصلوات الشركة مع الجماعة. اطلب الارشاد الكنسي والاعتراف. هذا يساعدك على صرف اهتمامك عن رياح العالم ويعيد تركيزك على يسوع الذي يمشي للقائك. ثبّت نظرك عليه. جوِّع شكّ الهوى وغذِّ فضيلة الإيمان. ثم اسجد له كما فعل التلاميذ، قائلًا له، «بالحقيقة أنت ابنُ الله». آمين.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке