حزب الدعوة العراقي من الحظر للسلطة

عقد في عقد في عقد
وصف ينطبق على تاريخ العراق السياسي
ولكن ما يهمنا منه: حزب الدعوة العراقي
لمعرفة كيف وصل للسلطة بعد الحظر؟

#سياسة_لس #منصة_أكثر

عقد في عقد في عقد
وصف ينطبق على تاريخ العراق السياسي
ولكن ما يهمنا منه: حزب الدعوة العراقي
لمعرفة كيف وصل للسلطة بعد الحظر؟
.. لا بد من الرجوع لسقوط الإمبراطورية العثمانية مطلع عشرينات القرن الماضي
وتأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر على يد حسن البنا
وأبرز أفكارهم الحكم بالشريعة وتوحيد الأمة
وصلت أفكار الإخوان للعراق كغيره من الدول
في تلك الفترة كان العراق دولة ملكية
وظل كذلك حتى سقوط
الملك فيصل الثاني بن غازي الهاشمي الذي زال حكمه يوم 14 يوليو
1958 على يد قيادة تنظيم الضباط الوطنيين
في أوج تأثر العراق بالمد الشيوعي والمد القومي
تأثر بمصر وزعيمها جمال عبد الناصر الذي أطاح بالملكية عام 1952
على النقيض
ظهر حزب الدعوة الإسلامية
ومن أشهر مؤسسيه محمد باقر الصدر ومحمد مهدي الحكيم
وأكبر تشبيه لفهمه هو أنه: حزب الإخوان المسلمين
لكن قادته من الطائفة الشيعية
.. في الستينات وصل حزب البعث الاشتراكي للحكم وظل
حتى أطاحت أميركا بآخر قائد للحزب الوحيد القانوني في العراق صدام حسين
الذي وصل للحكم في نفس عام قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979
.. هنا لا بد من وقفة
وجد حزب الدعوة نفسه مقسوما
فإيران شيعية مثله ولكن الحزب لا يعترف بولاية الفقيه
ويريد أن يبقى تحت مظلة الأمة الإسلامية
لكنه لم يستطع
ووقف مع إيران في حربها مع العراق
فعرض الشيعة لحملات سجن وتنكيل
وأعدم صدام محمد باقر الصدر وشقيقته نور الهدى عام 1980
لذلك غادرت كوادره العراق ومارسوا نشاطهم من الخارج
بعدها تمردوا على صدام مرة أخرى لغزوه للكويت
فقتل منهم الآلاف
ثم
حانت اللحظة التي طال انتظارها للوصول للسلطة
حين أطاحت أميركا بحكم صدام عام 2003
إذ رحب حزب الدعوة بالحاكم الأميركي في العراق بول بريمر
ولم يقاوم الاحتلال
وأصبح إبراهيم الجعفري ابن الحزب عام 2005 أول رئيس وزراء منتخب بعد زوال حكم البعث
علما أن لهذا المنصب سلطات واسعة تفوق صلاحيات رئيس الجمهورية في عراق ما بعد صدام
ثم خلفه نوري المالكي بين عامي 2006 و2014 وتوصف حصيلة رئاسته للوزراء بالكارثية
ففي آخر أيام ولايته احتل تنظيم داعش مدينة الموصل وأجزاء واسعة من الأراضي العراقية بسبب الفساد
وحالة الانهيار التي بلغتها القوات الأمنية
ولكن
الحزب لجأ لتأسيس قوة الحشد الشعبي للتصدي لداعش
ومع ذلك
تحول العراق لدولة طائفية
وتغلغل الوجود الإيراني
بل وأصبح العراقيون السنة هدفا للانتقام
وكل هذا موثق بشهادة منظمة العفو الدولية
ناهيك عن أسر نساء أيزيديات وأطفال واستعبادهم
ثم
حل الانشقاق السري بين جناحين في حزب الدعوة بعد تعيين حيدر العبادي رئيسا للوزراء
جناح يقوده نوري المالكي وهو جزء من ائتلاف دولة القانون البرلمانية
والجناح الآخر يقوده العبادي ويعمل ضمن كتلة التحالف الوطني الشيعي في البرلمان
ما أدى لتراجع الحزب السياسي وخسارته منصب رئيس الوزراء عام 2018 لأول مرة
لكن
حزب الدعوة لا يزال متحكما في العراق من خلف ستار حزب يقوده رئيس الوزراء الحالي
محمد شياع السوداني
الذي كان جزء من حزب الدعوة أيضا