جسد المسيح - أحد حاملات الطيب ويوسف الرامي ونيقوديموس

Описание к видео جسد المسيح - أحد حاملات الطيب ويوسف الرامي ونيقوديموس

عظة الأب سمعان أبو حيدر في أحد حاملات الطيب ويوسف الرامي ونيقوديموس
الأحد ١٩ أيّار ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي، النقاش

جسد المسيح
باسم الآب والابن والروح القدس. المسيح قام!
في الأحد الثالث من الفصح، نعود روحيًا إلى الأحداث الكتابية المتعلّقة مباشرة بجسد الرب يسوع. الى الأشخاص الذين جهّزوا جسد المسيح. يوسف ونيقوديموس، بادرا إلى طلب الجسد من بيلاطس لدفنه بلياقة واحترام. «فأخذا جسد يسوع ولفَّاهُ بأكفانٍ مع الأطياب بحسب عادة اليهود» ووضعه يوسف في قبره الخاصّ الجديد المنحوت في الصخر، ودحرج حجرًا على بابه. وكانت نساءٌ قد تبعنه من الجليل ونظرنَ القبرَ وكيف وُضِع جسَدُهُ. وبعد انقضاء السبت، عادت النسوة الى القبر في اليوم الأول من الأسبوع، ليطيبن جسده. لكنّ شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلة بيضاء، زفّ لهنّ خبر قيامة المسيح من بين الأموات…
لمَ تلاوة هذا الإنجيل اليوم؟ لمَ كتب جميع الإنجيليين عن تّفاصيل ترتيبات الدفن؟ نعلم أن تفاصيل كثيرة عن حياة يسوع «لم تُكتب»، حتّى أن يوحنا لم يظن «أنَّ العالم نَفسهُ يسعُ الكُتُب المكتوبة». ما يعني، أن الإنجيليين قرروا إدراج تفاصيل الاهتمام بجسد المسيح، لكي نؤمن «أنَّ يسوع هو المسيح ابنُ اللَّهِ ولكي تكونَ لنا إذا آمنّا حياةٌ باسمهِ» (يو ٢٠: ٣١).
١. هوية يسوع المسيح. أحد أهمّ المسائل الأساسيّة التي شغلت المسيحيين الأوائل، موضوع إعلان هوية يسوع المسيح للعالم. المسيح إله وإنسان معًا. هو إله كامل وإنسان كامل، طبيعتان متّحدتان في شخص الابن الوحيد «من دون انفصال أو امتزاج أو تحوّل».
لكن مجرّد إعلان التعريف اللاهوتي شيء وعيش مفاعيله شيء آخر. في بدايات الكنيسة، تقريبًا لم يكن لاهوت المسيح موضع شكّ، كان واضحًا أنه «خرج من عند الله». تمحور الجدل حول هويته وتركّز على طبيعته البشرية. بالأخصّ الدوستيّة (كلمة يونانية مشتقّة من يبدو/يُشَبَّه له)، الهرطقة التي قالت بأن يسوع، على كون طبيعته إلهيّة، ولكنه كان فقط «يبدو كإنسان». أي هم آمنوا أن ناسوته كان ظاهريًا فقط، أي كنوع من الوهم لمساعدتنا على التواصل معه بشكل أفضل!
لذلك ركّزت هذه الروايات الإنجيليّة. على نشاط يوسف ونيقوديموس في طلب «الجسد»، ولفّ الجسد بالكتان، ودفن الجسد في القبر، وذهاب وحاملات الطيب ليُطيّبن «جسده». كلّها أنشطة جسديّة ترابيّة، حيث قاموا بإعداد جسد المسيح للدفن.
يتّضح من كل هذا أن ناسوت يسوع كامل وتامّ وحقيقي وملموس مثل بشريتنا نحن. هو إنسان كامل، ما يعني أن لديه جسد بشري طبيعي. لقد جاع وعطش وتعب ونام وتألّم ومات ودفن.
لكن، ما أهميّة خبر «القبر الفارغ» لقيامته بالجسد؟ لأن بعض الناس، قد يعتقدون أن يسوع قام من بين الأموات فقط «بالمعنى الروحي»، أي ربّما قامت نفسه بطريقة ما، بينما اختفى جسده البشري من الصورة (شهود يهوه يُلفّقون أن جسده انحلّ الى تراب!!).
٢. جسد المسيح. نقف يا إخوة، مع النسوة أمام القبر المفتوح لأن «الحجر قد دُحرج» وعند دخول القبر نكتشف أن الجسد غير موجود. ذلك الجسد البشري ذاته، جسد الرب يسوع ابن الله، الجسد نفسه الذي توقّف الدم عن الضخ في عروقه، والذي توقف الهواء عن ملء رئتيه، والذي أنطفأ الضوء من عينيه. لقد عاش المسيح في ذلك الجسد وفي ذلك الجسد مات. وفي ذلك الجسد بالذات، قام المسيح من بين الأموات. وعندما صعد إلى السماء، جلس في هذا الجسد نفسه عن يمين الله الآب.
٣. قيامة الأموات. ما أهمّية ذلك لنا؟ نحن جميعًا نقوم «على شبه قيامته». نقوم جميعًا مثله، في نفس هذه الأجساد التي لدينا الآن، لكنّ عيوب أجسادنا وانكساراتها سوف تُشفى. قيامة الرب هي جسدية وبشرية وترابيّة وماديّة. ليست قيامة الرب فقط تجربة روحية وغير جسدية. بل قيامة جسدية. هكذا نحن أيضًا سوف نُقام بأجسادنا المُمجّدة.
ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح، الإله-الإنسان نفسه، لم يعش بيننا كشبح، أو وهم، أو «شُبّه لنا» أنّه «ظهر كإنسان» غير حقيقي. لقد عاش بيننا واتّخذ إنسانيتنا في مِلئها: جسدًا بشريًا وعقلًا بشريًا ونفسًا بشرية ومشاعر بشرية… هذه البشرية هي الآن إنسانية ابن الله نفسه. هذا لم يكن «ترتيبًا مؤقتًا» لن تكون قيامتنا مؤقتة أيضًا. لا، هذا دائم. كما أن قيامتنا ستكون دائمة. وهكذا، الطريقة التي سوف نُقام بها، سواء أإلى الحياة الأبدية أو إلى الدينونة الأبدية، ستكون أيضًا دائمة.
لهذا السبب نُعلن أن المسيح قام. ولهذا السبب يغمرنا الفرح في هذا العيد المجيد. ولهذا نُحيّي بعضنا بعضًا في بيوتنا ومُدننا وفي العالم أجمع، أن يسوع المسيح قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت، وأنَّنا نحن الذين في القبور الروحية ويومًا ما في باطن الأرض، سوف تُشرق علينا الحياة. آمين.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке