عطايا الروح - أحد العنصرة

Описание к видео عطايا الروح - أحد العنصرة

عظة الأب سمعان أبو حيدر في أحد العنصرة
الأحد ٢٣ حزيران ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي - النقاش

عطايا الرّوح

باسم الآب والابن والروح القدس. آمين.
يا أحبّة، يَعدنا يسوع أن «المعزي، الروح القدس، يعلّمكم كل شيء، ويذكّركم بكل ما قلته لكم» (يو ١٤: ٢٦). نتأمل في عيد العنصرة بآية المزمور ١١٨، «علّمني الخير والأدب والمعرفة لأني آمنتُ بوصاياك» (٦٦). نطلب من الروح القدس: الخير والأدب والمعرفة.
١. الخير. أحبّ الآباء الجناس بين كلمتي «كريستوس» أي الخير و«خريستوس» أي المسيح. مثال رسالة بطرس الأولى، في توجّهه الى المسيحيين الجُدد «كأطفال مولودين الآن، اشتهوا اللبن العقلي العديم الغشّ لكي تنموا به» (٢: ٢). يستلهم بطرس المزمور ٣٣ المرتّل، منذ الزمن الرسولي، في القدّاس خلال المناولة الإلهيّة، بترداد اللازمة «ذوقوا وانظروا ما أطيب (كريستوس) الرب (خريستوس)».
ما هو إذًا هذا الخير الذي نطلبه من الروح القدس؟ في مخاطبة الله يقول المرنّم «لقد صنعتَ خيرًا مع عبدك» (١١٨: ٦٥). الخير المطلوب يا أحبّة، هو «صلاح الله». الله مصدر كلّ ما هو خير . تتردّد اشتقاقات هذه الكلمة مرارًا في رسائل بولس. يكتب «ظهر لُطف الله مخلّصنا ومَحبَّتِه للبشر» (تيطس ٣: ٤). كلمة لطف هنا هي كريستوتيس وكلمة محبّته تعني حرفيًا «الصداقة مع البشر». أي، يظهر صلاح الله في صداقته معنا. فهو لا يريدنا مجرّد عبيد له (يو ١٥:١٥) بل أحبَّاء وأصدقاء.
صُمَّت آذاننا يا أحبّة من النّاس المتذمّرين! كثيرون بيننا غارقون في مشاكلهم ولا يرون الخير الذي يغدقه الرب علينا بسخاء. افتح عينيك على «صلاح الله» عليك!
٢-الأدب. نطلب من الرّوح القدس أن يعلمنا الأدب. هل حقًا نطلب تأديبه؟ لكن أصل كلمة الأدب هنا تعني أكثر من مجرّد التّهذيب الشخصي بل أقرب إلى التربية والتعليم. لم يعد الناس يفهمون التربية اليوم. تقليديًا، تدلّ على كامل محتوى الثقافة والحضارة. كان الغرض الأساس من وجود مدرسة هو تعليم الشباب بشكل مركّز الثقافة الكاملة بنقل الإرث الحضاري إليهم.
بالمعنى المسيحي، يشير الأدب إلى منبع الروح والأدب الديني في قلب الكنيسة، أي إرث شعب الله بأكمله. يحدّد الأدب الإطار الشامل لثقافتنا بما في ذلك الأنماط والفنون والفكر. يغذّي الأدب موسيقانا وحتى هندستنا المعمارية. تأتي هذه التعبيرات الثقافية من قلب الكنيسة وليس من خارجها. نحن لا نغيّر أي شيء في الكنيسة لأنّنا نحن من يُغيّر العالم! نطلب من الروح القدس «أدبًا أدّبني الربّ والى الموت لم يسلمني» (١١٧: ١٨).
٣-المعرفة. نطلب من الروح القدس بإلحاح أن يعلّمنا المعرفة. هذه ليست مجرّد أي نوع من المعرفة. لا مجرّد معلومات بل معرفة محدّدة. هي تنبع من داخل حياة الله، «أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك» (يو ١٧: ٣). تأتي المعرفة المسيحية من داخل الله لأن «ليس أحد يعرف الابن إلاَّ الآب، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن» (مت ١١: ٢٧).
التّمييز بين الحكمة الدنيويّة وحكمة الإنجيل هو السّياق الذي يعلن فيه بولس ما هو موضوع اللاهوت (معرفة الله). يكتب «نحن لم نأخذ روح العالم، بل الروح الذي من الله، لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله» (١ كو ٢: ١٢). أي «الأشياء الموهوبة لنا» بالنعمة. نلاحظ أنها بصيغة الجمع، لأنّنا نحصل على عطايا: الإيمان والرجاء والمحبة والنبؤة والكتاب المقدس والشركة والمعمودية وغفران الخطايا ومحبة بعضنا البعض، أي سرّ الكنيسة بأكمله. لأنّنا «نتكلم بها أيضًا، لا بأقوال تُعلِّمها حكمةٌ إنسانية، بل بما يُعلِّمه الرُّوح القدس» (١٣).
هذا يا أحبّة، يعيدنا إلى النقطة الأولى وهي صلاح الله. يكشف لنا صلاح الله هذه المعرفة عن نفسه. وهذه المعرفة، التي هي عطية الروح القدس، تُعطى لجميع الذين هم في المسيح. هذا هو جوهر ما يسميه إرميا «العهد الجديد»-التعبير الذي استعمله يسوع في العشاء الأخير-«أقطع مع شعبي عهدًا جديدًا» (٣١: ٣١). ويؤكّد الله على لسان النبي «هذا هو العهد الذي أقطعه… أجعل شريعتي في داخلهم وأكتبها على قلوبهم، وأكون لهم إلهًا وهم يكونون لي شعبًا» (٣٣). لكن صلاح الله ومعرفة الله لا يقتصران على قلّة، لا يقتصران على أساقفة وكهنة ورهبان. بل يؤكّد الله لإرميا «كلّهم سيعرفونني من صغيرهم إلى كبيرهم، يقول الرب» (٣٤).
تنسكب عطيّة الروح القدس علينا اليوم نحن أبنائه وبناته. كل شعب الله، يقبل نعمة الروح القدس. هذه عطايا الروح نطلبها اليوم: علمني الخير والأدب والمعرفة. آمين.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке