مقاصد الأسرة في الإسلام - د. محمد خير الشعال

تَعرِض الخُطبة للحديث عن مقاصد الأسرة في الإسلام.

خطبة: مقاصد الأسرة في الإسلام
من سلسلة: الحياة الأسرية
بتاريخ: 2024/04/26
للشيخ الطبيب محمد خير الشعال
في مسجد: أنس بن مالك

لمتابعة الخطبة على:
• الساوندكلاود:   / 6d61  

00:00:00 مقدمة الخطبة
00:02:56 بداية الخطبة
00:05:06 عنوان الخطبة: مقاصد الأسرة في الإسلام
00:08:08 المقصد الأول : حفظ الجنس البشري
00:16:05 النكاح في الجاهلية
00:21:50 المقصد الثاني: تحقيق السكن والمودة والرحمة
00:23:33 خبر أسمهان وزوجها المهندس بسام
00:26:22 المقصد الثالث: حفظ النسب
00:29:04 المقصد الرابع: الإحصان
00:31:40 المقصد الخامس: حفظ التدين في الأسرة
00:34:00 وصايا الخطبة وختامها

مختصر خطبة صلاة الجمعة 26/ 4/ 2024 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال، في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي
(مقاصد الأسرة في الإسلام)
مقاصد الأسرة هي الأهداف والغايات التي تسعى نصوص الشريعة الإسلامية وأحكامُها إلى تحقيقها في حياة المكلفين، وإنّ وراء كلّ حكمٍ شرعه الله لعباده حكمٌ جليلة علمها من علمها وجهلها من جهلها، وإن معرفة هذه الحكم والمقاصد يصحح سيرنا ويقوي أسرنا. يمكننا القول: إنّ مقاصد الأسرة في الإسلام خمسة:
المقصد الأول: حفظ الجنس البشري: أو ما يقال له حفظ النسل، وذلك تعميراً للأرض وتواصلاً بين الأجيال، ﴿‌هُوَ ‌أَنْشَأَكُمْ ‌مِنَ ‌الْأَرْضِ ‌وَاسْتَعْمَرَكُمْ ‌فِيهَا﴾ ﴿‌يَاأَيُّهَا ‌النَّاسُ ‌إِنَّا ‌خَلَقْنَاكُمْ ‌مِنْ ‌ذَكَرٍ ‌وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾.
وقد فطرَ اللهُ عز وجل الرغبة الجنسية في الأبدان لكونها الوسيلة الطبيعية للإنجاب المشروع وليست غاية في ذاتها، وتحقيقاً لهذا المقصد قصر الإسلام الزواج المشروع على ما يكون بين ذكر وأنثى، وحرم كل صور اللقاء خارج الزواج المشروع، كما حرم العلاقات الشاذة التي لا تؤذي إلى الإنجاب، وقل مثل ذلك في تحريم الإسلام تحديد النسل وإجازته تنظيم النسل برضا الزوجين، وإنّ شريعة الله عز وجل جاءت لتحفظ الجنس البشري وتحفظ على الناس أعراضهم ونسلهم، بينما يريد أهل الشهوات والفجور فناء الأرض بمن عليها ﴿‌وَاللَّهُ ‌يُرِيدُ ‌أَنْ ‌يَتُوبَ ‌عَلَيْكُمْ ‌وَيُرِيدُ ‌الَّذِينَ ‌يَتَّبِعُونَ ‌الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (٢٧) يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾.
المقصد الثاني: تحقيق السكن والمودة والرحمة: فحتى لا تنحصر العلاقة بين الزوجين في صورة جسدية بحتة نبهت الشريعة إلى أنّ من مقاصد هذه العلاقة أن يسكن كل من الزوجين إلى الآخر، وأن تتحقق بينهما المودة والرحمة، وبذلك تؤمِّن الشريعة لكل أفراد الأسرة حياة اجتماعية هانئة وسعيدة قِوامها المودة والحب والتراحم والتعاون في السراء والضراء وتحقق الاستقرار والسكن النفسي والثقة المتبادلة، وشرعت لتحقيق هذا المقصد أحكاماً وآداباً للمعاشرة بالمعروف بين الزوجين، وغيرَ ذلك من الأحكام التي توفر الجو العائلي المملوء دفئاً وحناناً ومشاعر راقية.
المقصد الثالث: حفظ النسب: فانتساب الإنسان إلى أصله الشرعي ونقاء الأنساب وصيانتها من الاختلاط مقصد للشريعة مستقل عن مقصد حفظ النسل، أخرج أبو داود عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنِ ادَّعى إلى غير أبيه، فعليه لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة» [أخرجه أبو داود]. ولأجل تحقيق هذا المقصد حرّم الإسلام الزنا والتبني، وشرعت أحكام خاصة بالعدة وعدم كتم ما في الأرحام وإثبات النسب وجحده، وغيره.
المقصد الرابع: الإحصان: يوفّر الزواج صونَ العفاف ويحقق الإحصان ويحفظ الأعراض ويسد ذرائع الفساد الجنسي بالقضاء على فوضى الإباحية والانحلال، ومن هنا فالجميع مدعو إلى دعم الزواج وتيسير أسبابه وفتح أبوابه على مصارعها، ومدعو إلى مخالفة النفس والهوى لإغلاق باب الرذيلة والفجور والمجون والفحشاء.
المقصد الخامس: حفظ التدين في الأسرة: فالأسرة هي محضن الأفراد، برعاية أجسادهم من جهة وبتنمية عقولهم من جهة ثانية، وبغرس القيم الدينية والخُلُقية في نفوسهم من جهة ثالثة.
وتبدأ مسؤولية الأسرة في هذا المجال قبل تكوين الجنين بحسن اختيار كل من الزوجين الآخر وأولوية المعيار الديني والخُلُقي في الاختيار، وتستمر هذه المسؤولية بتعليم العقيدة الصحيحة والعبادة المشروعة والأخلاق الحميدة لأفرد الأسرة وتدريبهم على ممارستها.
والحمد لله رب العالمين

الحسابات الرسمية:
• الموقع: https://dr-shaal.com
• اليوتيوب:    / drshaaltube  
• الفيسبوك: https://FB.com/DrShaal
• التلجرام: https://t.me/drshaal

#محمد #خير #الشعال