نُفخ في الصور..نفخة الروح ..الموت ,,الكون الثاني الجنة والنار ..الدكتور محمد شحرور.

Описание к видео نُفخ في الصور..نفخة الروح ..الموت ,,الكون الثاني الجنة والنار ..الدكتور محمد شحرور.

ثالثاً: أقوال في الصور والحساب والجنة والنار
إننا نتبنى النظرية العلمية القائلة بأن ظهور الكون المادي كان نتيجة انفجار هائل أدى إلى تغير طبيعة المادة. ونرى أن انفجاراً هائلاً آخر مماثلاً للانفجار الأول في حجمه سيؤدي حتماً إلى تغير طبيعة المادة وهلاك هذا الكون المادي ليحل محله كون “عالم” مادي آخر. ويعني ذلك أن هذا الكون لم ينشأ “يخلق” من عدم بل من مادة ذات طبيعة أخرى. كما أن هذا الكون سيزول ليحل محله كون آخر من مادة ذات طبيعة مغايرة.
أ – الصور
قلنا أن قانون صراع المتناقضات الداخلي في الشيء نفسه، يؤدي إلى تغير الصيرورة بشكل مستمر وهلاك شيء وظهور شيء آخر. وهذا القانون حتمي لا رد له، ويسير باتجاه واحد فهو لذلك قدر الموجودات كلها الذي يعبر عنه بالتسبيح. فالخلق الأول بدأ بانفجار كوني هائل حيث قال: {والفجر * وليال عشر * والشفع والوتر}. (الفجر 1-2-3) حيث أن الفجر هو الانفجار الكوني الأول، {وليال عشر} معناه أن المادة مرت بشعر مراحل للتطور حتى أصبحت شفافة للضوء، لذا أتبعها قوله: {والشفع والوتر} حيث أن أول عنصر تكون في هذا الوجود وهو الهيدروجين وفيه الشفع في النواة والوتر في المدار، وقد أكد هذا في قوله: {وهو الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} (الأنعام 1).

ويجب أن نميز في خلق الوجود ثلاثة أفعال مختلفة:

{خلق السموات والأرض} (الأنعام 1).
{بديع السموات والأرض} (البقرة 117).
{فاطر السموات والأرض} (فاطر 1).
{قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار} (الرعد 16).
فالخلق هو التصميم ولكن يمكن أن يكون التصميم لشيء له سابقة، أي يمكن لمهندس أن يصمم بيتاً قد سبقه إليه أحد وله سابقة. ولكي يبين أن خلق السموات والأرض ليس له سابق، وأنه لأول مرة قال: {بديع السموات والأرض} ولكي يبين سبحانه وتعالى أن تصميم السموات والأرض وإبداعهما غير قديمين وأنهما كانتا معاً ثم انفصلتا عن بعضهما قال: {فاطر السموات والأرض} وقد أكد أن هذا الفصل حصل بانفجار.

لقد سبق أن ذكرنا أن العرش هو الأمر، ويعني ذلك أن أمر الله كان على أول عنصر تكون في هذا الوجود وهو الهيدروجين “مولد الماء” لذا قال: {وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء} (هود 7) أي كان على العنصر المكون للوجود وهو الهيدروجين.

هذا الوجود منذ الانفجار الكوني بدأ ينطبق عليه قانون التسبيح “صراع المتناقضات الداخلي في الشيء نفسه” أي أن الذي لا يسبح من الأشياء لا وجود له. وصارت الأشياء تتغير من كينونة إلى صيرورة “كان فصار”، وستبقى كذلك إلى أن يحدث تغير مفاجئ في صيرورة المادة الكونية. وهكذا نفهم الآية {كما بدأن أول خلقٍ نعيده} (الأنبياء 104).

فبداية تكون هذا الكون كان بطفرة “الانفجار الأول” حيث تعتبر التغير الأول في الصيرورة المادية “أي من مادة ذات طبيعة غير معروفة”، هذه التغيرات سارية المفعول حتى تحدث طفرة مفاجئة “تغير مفاجئ في الصيرورة الكونية”، طفرة ثانية. وقد أورد القرآن القانون الأول للجدل المادي للبرهان على البعث.

لقد عبر القرآن عن الطفرة المفاجئة بعبارة {ونفخ في الصور} (الزمر 68). و”نفخ” في اللسان العربي أصل صحيح يدل على انتفاخ وعلو، ويقال انتفخ النهار أي علا، ومنه “نفخ في النار” وذلك لكي يسرع في إشعالها وتعلو. ولفظ “الصور” جاءت من “صير” وهو أصل صحيح وتعني المآل والمرجع ومن ذلك صار يصير صيرا وصيرورة، ويقال أنا على صير من أمر أي إشراف على قضائه، وذلك الذي يصار إليه.

فالنفخ في الصور تعني التسارع في تغير الصيرورة “المآل” وهذا ما يسمى بالطفرة. ويوجد نوعان من التسارع في تغير الصيرورة، عبر عنهما بالنفخة الأولى للصور والنفخة الثانية. والنفخة الأولى لها مصطلح خاص هو الساعة. وسميت الساعة لأن هلاك هذا الكون قائم فيها وهي حتمية تقتضيها بنية هذا الكون المادي الثنائي. وقد جاءت الساعة من “سوع” وهو استمرار الشيء “1” ومضيه “1”، “1 و2″ هما العنصران المتناقضات داخلياً في الوجود المادي للكون أي أن يستمر على ما هو عليه أو ينتهي، وانتهاؤه يكون عن النفخة الأولى في الصور”.

فقولنا جاءنا بعد سوعٍ من الليل وسواعٍ أي بعد هدء منه، وذلك أنه شيء يمضي ويستمر. فالساعة تدل على مضي واستمرار معاً، فالمستمر هو الوجود المادي، والمضي هو انتهاء عمل قوانين المادة السائدة في هذا الكون ليحل محلها عمل قوانين جديدة في كون مادي آخر. وبمعنى الهدوء والمضي جاء قوله تعالى: {ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعةٍ} (الروم 55) ومنه نستنتج أن عذاب القبر بالمفهوم السائد لا وجود له. ففي المعنى الأول للساعة يقول {يوم تقوم الساعة}. وهو الانفجار، المضي بعد الهدوء. والمعنى الثاني الهدوء والاستمرار لفترة زمنية في قوله {يقسم المجرمون لما لبثوا غير ساعةٍ}.
وهكذا نفهم الآيات:

{ونفخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون} (الزمر 68).
{يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} (الحج 1).
{إن الساعة لآتية لا ريب فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون} (غافر 59).
{ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد} (الشورى 18).
{ويوم تقوم الساعة يومئذٍ يخسر المبطلون} (الجاثية 27).
{يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السموات والأرض لا يأتيكم إلا بغتةً يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (الأعراف 187).

الكتب والمؤلفات/الكتاب والقرآن - قراءة معاصرة/الباب الثاني: جدل الكون والإنسان/الفصل الأول: قوانين جدل الكون
.................................................................الدكتور محمد شحرور

Комментарии

Информация по комментариям в разработке