الدعوة الى الله وتبليغ دين الله عزوجل مسؤولية ( أمّة محمد ﷺ ) بيان الشيخ/ يونس التونسي

Описание к видео الدعوة الى الله وتبليغ دين الله عزوجل مسؤولية ( أمّة محمد ﷺ ) بيان الشيخ/ يونس التونسي

{ هذا الدين هو حاجتنا ومسئوليتنا }
الدعوة إلى الله أمر الله جل جلاله. وأمر النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
وهي قاعدة الدين الإسلامي التي يبنى عليها . بل هي قاعدة الحضارة الإنسانية .
فلادين ولا علم ولا إنسانية ولا حضارة ولا أمن ولا طمأنينة بدونها .
عزة المسلمين بعزة الإسلام وتمام الإسلام بقيام الدعوة إلى الله جل جلاله .
وهي سبيل النبي صلى الله عليه وسلم و سبيل المؤمنين نصا .
وهي مزكاة من رب العالمين نصا . وهي جهد متكامل من أربعة أعمال .
1ــ دعوة إلى الله جل جلاله . 2ــ وتعليم وتعلم .
3ــ والقيام بالعبادات والذكر . 4ــ والخدمة .
ومعارضتها أو محاربتها حرب على الإسلام وأهله . ودعوة إلى كل ما يناقضه .
إن كثيرا من عالمنا الإسلامى ، اعتقدوا أن الدين صلاة ، وأذكار تتلى من كتاب الله على الأموات ، أو أوراد تقرأ فى أوقات معينة ، وظن الناس بهذه الأعمال أنهم قائمون على الدين ، فاكتفوا بها لأنفسهم ، وتركوا وظيفتهم الأساسية ، ألا وهى الدعوة إلى الله والعمل بما أنزل الله ، وبالتالى عطلوا القسم الأساسى لإحياء الدين فى حياتهم ، وفى حياة الإنسانية فامتنع غير المسلمين عن الدخول فى الإسلام ، وابتعد الكثير من المسلمين عن القيام بالأركان ، واشتغلوا بالمعاصى ، وضعف الإيمان ، عند كثير من المتدينين ، فمالحل إذا ؟ قال تعالى :
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) .
الأمة مبعوثة من الله نيابة عن نبيها صلى الله عليه وسلم ، لإخراج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة ، فقد قال الله عز وجل :
( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) .
فالخير كل الخير هو الإيمان العميق الصادق بالله سبحانه وتعالى وعبادته ، ثم الدعوة إلى الحق ، وهى القيام بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وهذا هو طريق الفلاح ، والسعادة ، فهى الغاية ، التى خلقت الأمة لأجلها ، وبعثت لمصلحتها .
قال تعالى : ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .
فمدار تفضيل هذه الأمة هو الدعوة إلى الخير ، التى يكمن فيها سر خيريتها وسعادتها وفلاحها ، فالله عز وجل أمر هذه الأمة وجعل فيها الإستعداد والصلاحية لتقوم بالدعوة إلى الله ، وإلى ذلك يشير قول النبى صلى الله عليه وسلم : ( إنه لانبى بعدى ) ، وقال أيضا : ( ألا فليبلغ الشاهد الغائب ) . فالنبى صلى الله عليه وسلم بلغ الدين ، وأمر المسلمين ، أن يبلغوه للناس ، فهذا الدين هو حاجتنا ومسئوليتنا ، أى أن كل فرد بحاجة إلى أوامر الله ، وفى الوقت نفسه مسئول لتبليغ ونشر هذا الدين فى العالم كله ، وإلى يوم القيامة ، فبقاء هذه الأمة ببقاء هذه الصفة الدعوية التى حملتها عن نبيها محمد صلى الله عليه وسلم .
فالدعوة إلى الله هى أم الأعمال ، ولأهميتها نجد أن الله تعالى قد فصل ذكرها فى القرآن الكريم فى دعوة الأنبياء لأقوامهم ، وتحملهم وصبرهم والشفقة عليهم ، لإخراجهم من الشرك إلى التوحيد ، ومن الظلمات إلى النور ، وأن التكذيب والمعارضة للأنبياء كان سببها الدعوة إلى الله . فالأنبياء تحملوا الكثير فى تبليغ الدين ونشره وخاصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد كان يتجول بين الناس ويقول : ( من يؤوينى ، من ينصرنى حتى أبلغ رسالة ربى وله الجنة ) . فرسالة النبى صلى الله عليه وسلم هى رسالة عالمية ، وبالتالى دعوته هى دعوة عالمية ، قال تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ) .
وجميع كتب السيرة متفقة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الناس إلى الإسلام وبعدها ، كان يعلمهم الدين ، والقيام بالدعوة إلى الله تعالى ، ونتيجة لذلك كان الله يؤيدهم وينصرهم ويقضى حوائجهم .
فالدعوة إلى الله هى جوهر امتيازى لهذه الأمة ، يضمن لها عزتها ورفعتها ، شريطة أن تكون على منهاج النبوة وأسوة بالصحابة الكرام رضى الله عنهم ، ولكن عندما تراجعت الأمة عن الكثير من مسئولياتها ، وارتضوا أن يقوموا على بعض أمور الدين فقط ، وتراجع عمل الدعوة إلى الله ، دخل غير المسلمين إلى بلادنا ، وسنوا النظم ، والقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية ونحوا الدين عن شئون الحياة ، وأصبح الكثير من الناس لاصلة لهم بالله ، ولا بالأخلاق ، التى هى أساس حياة الأمم ، والتى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) .
فكل من اعتنى بشأن الدين وتمسك به وصدق به ، وعمل على نشره ، وجاهد من أجله ، وضحى بنفسه وماله ، فقد أفلح فى الدنيا والآخرة ، سواء كان أميرا أو فقيرا ، رجلا أو امرأة ، أبيض أو أسود .
ومن أعرض عن دين الله ، واتبع هواه ، وأخلد للدنيا وبخل بالمال والنفس ، فإنه قد خاب وخسر ، وهكذا فى الدنيا والآخرة ، ولو كان ملكا فى وقته ، أو كان ذا مال وبنين ، وهذا قضاء الله إلى يوم القيامة .
إن اكرم العباد عند الله هم الأنبياء ، وخاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولقد كلف النبى صلى الله عليه وسلم بأكرم عمل وهو الدعوة إلى الله لإقامة الدين ، فثبت من هذا أن الدعوة وبذل الجهد ، والتضحية للدين ، احب الأعمال وأغلاها عند الله ، ولو كان هناك عمل أحب إليه من الدعوة إلى الله لأعطاه لعباده المكرمين من الأنبياء .
وهذه الأمة لما كانت تجاهد من أجل الدين فى نشره ، وتبعث البعوث ، وتجهز السرايا لهذا المقصود كانت نصرة الله وبركاته تتنزل عليها من وقت لآخر

Комментарии

Информация по комментариям в разработке