العاصفة - حذيفة العرجي - مهرجان البردة الأول - إسطنبول

Описание к видео العاصفة - حذيفة العرجي - مهرجان البردة الأول - إسطنبول

"العاصفة"
.
.
ساوى انهزامُكَ فيها البُعدَ والقُربا
فاملأ أمانَكَ من أمثالها.. رُعبا
.
لم تتخذكَ سوى لهوٍ وتسليةٍ
وأنتَ تُغضبُ في إرضائها الربّا!؟
.
لا تنتظرها.. ولا تسمح لضحكتها
أن تعبُرَ البالَ، مهما حاولت دربا
.
أعاذَكَ اللهُ من شرّ الحنينِ لمَنْ
لا حاضراً عندها يُرجى، ولا عُقبى!
.
لا أستطيعُ.. وما حاولتُ، إنَّ فمي
من اسمِها في صلاتي، لم يزل رَطبْا
.
عشقتُها غُربةً، منفى، وعاصفةً
منَ الظنونِ، وحُلماً هيّناً صَعبا
.
لم تخلُ بي قطُّ إلا في مُخيَّلَتي
فلم تراود، ولم أخلع لها ثوبا..
.
أُحبُّ حتى احتراقي في محبَّتها
ولا أُريد لهذي النار أن تُخبى
.
فيها منَ السّحرِ أن تأتيكَ مُذنبةً
وأن تَحَمَّلَ عنها العُذرَ والذنبا
.
فيها منَ السّرِ ما يُبقيكَ مُشتعِلاً
ولا يصدُّكَ.. بل يغويكَ أن تصبَا
.
فيها منَ الشِّعرِ ما يُبقيكَ مُنتظراً
سبعينَ دهراً.. فدا عينيهِ إذْ يأبى!
.
عِظني ببيتينِ.. واتركني لدامعتي
ما أسهل القولَ يا مَن لم تَمُت حُبّا..
.
منذُ اختنقتُ بما أخفيتُ، بُحتُ بهِ
لم أُشفَ بعدُ.. وإنْ قلبي بدا صَلْبا
.
لقد ترى بسمةً في دار تعزيةٍ
ولن ترى دمعةً تستأذنُ الهدبا
.
إن مَسَّ يأسٌّ طفيفٌ داخلي عَرَضاً
فإنَّ صبري على التسعينِ قد أربى!
.
أقسى مُصابكَ يا جنباً ومُتَّكأً
إن مالَ فيكَ الأسى.. أن لا تجد جنبا
.
أنا صديقُ المقاهي قبلَ غفوتها
صَحِبتُ فيها الهوى والبُنَّ والكُتبا..
.
ولستُ بالخِبِّ.. لكن حينَ تَخدَعُني
أوهامُ أُمنيةٍ، أستعذبُ الكِذبا
.
وقد أغارُ منَ الخلخالِ في قدَمٍ
لفرطِ رقَّتِها، لم تحتَمِلْ كعبا!
.
قلّ للتي تلعبُ الشّطرنجَ في كبدي
أفنيتِ مُهرينِ، فاستبقي ليَ القلبا!

منذُ اختنقتُ بما أخفيتُهُ.. حفَرَتْ
بيَ المتاهةُ شرقاً يُشبهُ الغربا
.
وحينَ بالوصل من أغريتُها، زَهِدَت
أُردتُ بالهجرِ أن لا أخسرَ الصّحبا
.
فقدتُ عندَ انهياري حبلَ دروَشتي
فلذتُ بالضّيقِ لمّا لم أجد رحبا!
.
أضعتُ يابسَةَ الآمال، أيُّ يدٍ
تُصافحُ الآنَ جُرحي، تُبصرُ الجُبّا
.
وأينَ شعبُكَ، قالَ الموتُ مُبتسماً
فقلتُ فيكَ، ولكن ما قضوا نحبا
.
وأينَ نصرُكَ؟ محبوسٌ بدائرةٍ
منَ الهزائمِ، يستجدي ذوي القُربى
.
البوْسَنيُّ بأعماقي يُحذّرُني:
مهما وثِقتَ بهم، لا تأمنِ الصِّربا!
.
ليلٌ يُعشعشُ في رأسٍ تنَاهَبُهُ
مطامعُ المَجدِ، حتّى طاولَ الشُّهبا
.
دعني أواجهُ أحلامي بواقعها
وبالتجلُّد دعني أفجأُ الكربا
.
لم نطلبِ الأمرَ حِكراً دونَ إخوتِنا
ولم نقُم ثورةً لهواً، ولا لُعبا
.
أينَ الربيعُ؟ أرى الصحراءَ خانقةً
أنفاسَنا، منذُ ولَّت أمرها الضّبا!
.
مُقطَّعونَ.. ترى في كلِّ معركةٍ
شعباً يُسلّمُ راياتِ الأسى شعبا
.
وقانطونَ منَ الأمطارِ، يحملُنا
حُبُّ البقاءِ، على أن نقبلَ الجدبا
.
وكلُّنا يمنيٌّ فاقدٌ عدناً
وكلُّنا مَوصليٌّ يندبُ الحدبا
.
يا للشآمِ.. علَتْ فوقَ الجميعِ بما
وفّتْ، وحين تهاوت.. لم تجد كلبا!
.
عن الشعوبِ التي لم تقترف ذنبا
إلا تبلُّدَها.. مَعْ أنَّها غضبى!
.
عن كلِّ رأيٍ وراءَ الشَّمسِ صاحبُهُ
موتاً فموتاً، ورُعباً باعثاً رُعبا
.
وعن بلادٍ تُسمى الشَّرقَ.. ما بقيت
منها سوى ذكرياتٍ، تُحرقُ الصبّا
.
عن إرثِ خالدَ، عن ما أهدرَت يدُنا
نيابةً عن دمانا.. أُعلنُ الحربا!
.
.
#حذيفة_العرجي
2/11/2023

Комментарии

Информация по комментариям в разработке