قصيدة البُردة - حذيفة العرجي - مهرجان البردة الأول - إسطنبول

Описание к видео قصيدة البُردة - حذيفة العرجي - مهرجان البردة الأول - إسطنبول

"البُردَة"
.
ليست معارضةً لقصيدةٍ أخرى، هي طمعٌ أن أُنشدها بينَ يدي سيدي رسول الله ﷺ فيُلبسني بها بُردةً من بُرَدهِ في الجنة، ورجاءٌ أن يُفرّج الله ﷻ بها كربي الذي يعلم، ودعوة لكلّ شاعر أن تكونَ له بُردةٌ من بُرد النبي ﷺ يوم القيامة.
.
.
كنتُ العزيزَ هوىً، والضَّارعينَ هُمُ
نالوا هوايَ.. فلمّا مُكِّنوا، ظَلَموا..
.
ولستُ ذا جَفوةٍ ،لكنْ رُميتُ بها
وبالذي اقتَرَفوا، عوديتُ، واتَّهَموا
.
يا قلبُ ليتكَ لم تخضع.. وما خدَعوا
وليتَ هذا الأسى.. ما كانَ بينَكُمُ
.
رجوتَ منهُم نعيمَ القُربِ لو نَزِراً
فأورثوكَ جحيمَ الشّوقِ بعدَهُمُ
.
وعادةُ الحُبِّ، إنْ تُهمِلهُ تحظَ بهِ
وكالسّرابِ.. إذا حاولتَ يَنعدِمُ
.
زادوكَ وصلاً إلى أن خِلتَهُمْ أملاً
وعشّموكَ بِهِمْ، حتّى عَشِقتَهُمُ
.
يا مَن أتحنا لهُم طوعاً مَقاتِلَنا
خابَ الرّجا فيكمُ والحبُّ والعشَمُ..
.
قالوا الأمانَ، فألقى القلبُ مأمَنَهُ
لم يَصدقوا، لا تُقل: ماذا لوَ انَّهُمُ؟
.
لو لم يبيعوكَ هجراً، بِعتَهمُ مَللاً
كذلكَ الحبُّ جَهلٌ كلُّهُ ودَمُ!
.
أتت عليكَ سنينٌ وانقضت، فمتى
تعودُ فيكَ على ما كانتِ الهِمَمُ؟
.
وما لطيشكَ لا تُغريكَ لذَّتُهُ
ولا تسيرُ إلى هَزْلٍ بكَ القَدَمُ
.
ماذا لقيتَ من البلوى على صِغَرٍ
حتّى تمكنَ من أحلامكَ السَّأمُ
.
في صمتِ عينيكَ شِعرٌ لم يُقلْ، ورؤىً
وأمُنياتُ شبابٍ مَسَّها الهَرَمُ
.
وا لهفتاهُ إلى نفسٍ أمِنتُ بها
من قبل هذي التي بالخوفِ تتَّسِمُ
.
كُنْ ليْ، أكُن لكَ.. قالت ذاتَ ضاحكةٍ
ليَ الحياةُ، فكانَ الجُرحُ والألمُ!
.
وأوهمتني.. إلى أن صرتُ في يَدِها
فجرَّعتني أساها وهْيَ تبتَسمُ!
.
يا لِلتَّحرُّزِ.. لا يُغنيكَ من لَهَبٍ
بل قد يزيدُكَ ناراً حينَ تَلتَهِمُ
.
وهذه الأرضُ ما ذلّت لطالبها
إلا لتظفرَ.. فاصبر حينَ تنهزمُ
.
وسُنّةُ اللهِ أنّ الأمرَ أوَّلُهُ
مَنعٌ، وآخرُهُ الأرزاقُ والقِسَمُ
.
ما زال قولُ أبي رُكناً ألوذُ بهِ:
في اللهِ يا ابني إذا أُدرِكتَ مُعتَصمُ
.
والله لولا أيادي اللهِ ما بقيَت
إلا نِقاطُ العمى في الروحِ، والظُّلَمُ
.
عاماً فعاماً.. وحبلُ اليأسِ يخنُقُني
وما يئستُ، ولا جفَّت بيَ الدِّيَمُ
.
أيقنتُ عند اشتدادِ الكربِ يا أبتي
أنّي أُعدُّ لآتٍ سَفحُهُ القِمَمُ..
.
عسْرٌ وبُسْرٌ وخُسْرٌ.. ثمَّ دائمةٌ
منَ النعيمِ، وعيشٌ طيِّبٌ سَلِمُ
.
ولا أُبالي إذا ما الحقُّ كانَ معي
المجدُ قِسمَةُ مَن عانوا ومَن ظُلِموا
.
لي أُسوةٌ برسولِ اللهِ تُنقذُني
من شرّ نفسي، ولي من دينهِ حَرمُ
.
الباعثُ الصُّبحَ في أبصارِ مَن فُتِنوا
مَن قدَّسوا الليلَ، مَن صُمّوا بهِ وعَموا
.
مُبشِّراً ونذيراً، هادياً وهُدىً
وحاكماً شرعُهُ الأخلاقُ والقِيَمُ
.
وأوَّلُ الرُّسلِ عندَ اللهِ منزلةً
وخاتَمُ الرُّسلِ في الدنيا، وبِشرُهُمُ
.
مشى على الأرضِ.. فاهتزّت بنا ورَبَتْ
وأنبَتت حِكمةً دانَت لها الحِكَمُ
.
ومَنَّ فيهِ علينا الربُّ عافيَةً
من بعدما هدَّ هذا الكوكبَ السَّقَمُ
.
فاقَ الملائكَ إلا أنّهُ بشرٌ
فبعضُ أنوارهِ في الخلقِ، نورُهُمُ
.
وذاكَ أبلغُ في الإعجازِ تبصرةً
للقاصدينَ بطهَ شرَعَ ربّهِمُ
.
ياربِّ صلِّ على الهادي وصُحبَتِهِ
وآلِ بيتٍ رسولُ الله جدُّهُمُ
.
اللهُ نادى جميعَ الرُّسلِ باسمِهِمُ
وبالرسالةِ قد ناداهُ دونَهُمُ
.
لهُ العباقرةُ الأفذاذُ تابعةٌ
كذا الملوكُ ومَن في أمرِهِم خَدَمُ
.
هذا هرقلُ.. ولو لم يخشَ دائرةً
منَ البطارقِ، تُقصيهِ فتنتقمُ
.
تجشمَ الدّربَ حتّى أُكرمَتْ يدُهُ
بغسلِ نعلكَ.. لمّا عزَّتِ القدَمُ
.
يا أفصحَ الثَّقَلينِ الضّادُ شاهدةٌ
بأنَّ شَهْدَكَ لم يَسبِقْ إليهِ فَمُ
.
يا حظّهُ الغارُ، جبريلٌ وأنتَ بهِ
والوحيُ بينكُما.. يا حظَّهُ بِكُمُ!
.
يا حظَّهم فيكَ مَنْ قد آمَنوا، أمِنوا..
والكافرينَ بما أُرسلتَ، ويلَهُمُ
.
ما كذّبوكَ، ولكن كِبْرَةً جحدوا
بالحقِّ منكَ، وخانوا بعدما عَلِموا
.
ترى الخناجرَ في أبصارهم حسَدَاً
فكيفَ تطمعُ أن تُلقى لكَ السَّلَمُ؟
.
أحبَّكَ اللهُ.. ماذا العُرْبُ والعَجَمُ؟
يا رحمةَ اللهِ، يا إحسانَهُ لَهُمُ
.
وزادَ سبحانهُ منّاً كعادتهِ
فاختاركم للهدى، واختارنا لكمُ
.
أتيتَ طيبةَ إلفَاً بعدَ مَنفَرَةٍ
ككلِّ ضائقةٍ في إثرِها نِعَمُ
.
كانت يدُ الثأرِ أفنتْ جمعَهُم زَمناً
وحُفَّلٌ بالدِّماءِ الأشهرُ الحُرُمُ
.
واسيتَ.. آخيتَ.. ثمّ اخترتَ جيرَتَهُم
فقُسِّمَ الدّهرُ.. والأنصارُ ما انقسموا
.
أرثي لمكةَ.. لم تُدفن بتُربتها
لكن يظلُّ بها من طُهركم رَحِمُ
.
مَن هاجروا في سبيل الله يحملُهُم
حبُّ إليكَ.. وعمّا فاتَهُم نَدَمُ
.
سل تُعطَ واشفع لمن جاؤوا على أملٍ
وما رأوكَ.. ولكن نوركَ التزموا
.
يا سيدي منذُ حينٍ لا يطاوعني
فيكَ البيانُ، ولا يسترسلُ القَلَمُ
.
بكيتُ حتّى بكتْ لي كلُّ قافيةٍ
ورقَّ لي خِيفَةً أنْ أهلِكَ الكَلِمُ
.
أستسمحُ العجزَ.. هذا وقتُ موهبتي
لأن أقولَ أمامَ الخلقِ كُلِّهمُ
.
نفسي فداؤكَ، شِعري، زوجتي، عَقِبي
ووالديَّ، وهذا الكونُ.. والأممُ
.
يا سيدي يا أبا الزّهراء.. مُنكسرٌ
وعندكَ الجبرُ للمكسورِ والكرَمُ
.
طرقتُ بابكَ والدُنيا مُغَلِّقَةٌ
عليَّ أبوابَها، والنازلاتُ دَمُ
.
أرجو منَ اللهِ درباً فيهِ يُبلغُني
فوقَ الذي منهُ أرجو.. والمدى عدَمُ
.
يا طِيبَ طَيبَةَ، ما لي غيركم مَدَدٌ
وليسَ عندي سوى أنّي أُحبُّكمُ
.
أستغفرُ اللهَ لم أُشرك بهِ أحداً
لكنْ أُرجّي انقضا كربي بجاهِكُمُ
.
وأسألُ اللهَ إذْ ألقى ملائكَهُ
قلباً سليماً، ووجهاً ثَمَّ يبتسمُ..
.
.
#حذيفة_العرجي‬⁩
22/9/1444 هـ
الموافق: 13/4/2023
رمضان - اسطنبول

Комментарии

Информация по комментариям в разработке