نظام سويفت ما هو وماذا يعني اقصاء دولة منه؟

ببساطة نظام سويفت عبارة عن منظومة مراسلة فورية آمنة للمعاملات المالية تربط بين البنوك عبر العالم
وللتوضيح سويفت نظام لا ينقل الأموال، ولكن ينقل الرسائل لتبادل هذه الأموال
ويرسل تعليمات وأوامر تبلغ المستخدمين بموعد إرسال المدفوعات وتسلمها.

وكلمة سويفت بالانجليزية (SWIFT) اختصار لعبارة "جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك
نشأت فكرتها في نهاية الستينيات مع تطور التجارة العالمية وتأسست في بلجيا عام 1973
يربط النظام بين أكثر من 11 ألف بنك ومؤسسة مالية في نحو 200 دولة حول العالم
ويعتمد على نظام ترقيم مكون من ثمانية أرقام وذلك عندما يدل على الفرع الرئيسي للبنك أو يتألف من إحدى عشرة رمزًا عندما يشير إلى أحد فروع البنك
الخانات الأربع الأولى لرمز المؤسسة المالية، تليها خاناتان لرمز الدولة وخاناتان لاسم المدينة، و الخانات الثلاثة الباقية تشير إلى فرع معين من البنك
في عام 2021 أرسل عبر هذا النظام أكثر من 42 مليون رسالة يومياً بزيادة نسبتها 11.4% عن عام 2020، ويجري من خلاله تعاملات وتحويلات مالية بتريليونات الدولارات بين الشركات والبنوك والحكومات
واهم ما يميز النظام سرعة انجاز الحوالات ووصولها إلى المستفيدين وأقل كلفة بالنسبة للبنك من اساليب التحويل الاخرى ويعمل النظام على مدار 24 ساعة وتوفير عنصر الامان
لكن كيف كانت تتعامل البنوك قبل "سويفت"؟
قبل نظام سويفت كان هناك "تيليكس" كوسيلة وحيدة متاحة لتأكيد المراسلات الدولية، لكن كان به عيوب مثل البطء ومخاوف الأمان، ولم يكن لنظام "تيليكس" نظام موحد من الرموز مثل "سويفت" لتسمية البنوك ووصف المعاملات
وعليه، انطلق نظام "سويفت" بغرض تسهيل المعاملات المالية وتأمينها
تحت إشراف البنك الوطني البلجيكي وبالتعاون مع البنوك المركزية الرئيسية بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، والبنك المركزي الأوروبي، وبنك إنكلترا وبالطبع المركزي الروسي
لكن هل تم إقصاء دولة من "سويفت"وكيف تأثرت؟
في عام 2012 تم طرد إيران من نظام سويفت ضمن حزمة من عقوبات فرضها الغرب عليها بسبب برنامجها النووي
ونتيجة لهذا الإقصاء خسرت إيران نحو نصف عائدات صادراتها النفطية و30% من إيراد تجارتها الخارجية

وفي فبراير من عام 2022 ، وافق القادة في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على إزالة بعض البنوك الروسية من نظام سويفت بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا
وهذه البنوك هي"في.تي.بي"، ثاني أكبر بنوك روسيا، إلى جانب بنوك "أوتكريتيه" و"نوفيكوم" و"برومسفياز" وبنك روسيا و"سوفكوم" و"في.إي.بي
و لم يُدرج "سبير بنك"، أكبر بنك في روسيا، ولا "غازبروم بنك" في القائمة لأنهما يمثلان القناتين الرئيسيتين للمدفوعات مقابل النفط والغاز الروسي، حيث لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تشتريهما

وتحتل روسيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة من حيث عدد المستخدمين لسويفت، مع حوالي 300 بنك ومؤسسات روسية أعضاء في النظام
وببساطة اقصاء روسيا من نظام سويفت قد يفقد الشركات الروسية الدخول للمعاملات السلسة واللحظية التي يوفرها سويفت. وستتأثر المدفوعات الخاصة بمنتجات روسيا المهمة في قطاع الطاقة والزراعة سلبيا بدرجة كبيرة للغاية
وقد تضطر البنوك إلى التعامل مباشرة مع بعضها البعض، مما يضيف التأخير والتكاليف الإضافية
على الجانب الأخر قد تتضرر الشركات التي تزود روسيا بالسلع وتشتري منها
وسيتعين على الشركات الدائنة لروسيا إيجاد طرق بديلة لتحصيل الأموال.
كما أن التهديد بإخراج روسيا من هذا النظام ليس بجديد ، فقد هدد الغرب روسيا به في عام 2014 عندما ضمت شبه جزيرة القرم لكنه لم يفعل
ولأن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك
أسست روسيا نظامها الخاص عام 2014 تحت اسم (SPFS) ويستخدمه حاليا 400 بنك ومؤسسة مالية من مختلف دول العالم، كما تتم 20% من التحويلات المالية المحلية في روسيا عن طريقه

كما أطلقت الصين هي الأخرى نظامها الخاص تحت اسم "CIPS" ويتاح استخدامه من جانب البنوك الروسية، لكن النظامين لا يمثلان بديلا منافساً حقيقياً لنظام "سويفت" العالمي.