الشاهد الذي رأى

Описание к видео الشاهد الذي رأى

بودكاست خيط يقدّم لكم أولى حلقاته🎧
لأفضل تجربة استمع باستخدام "سماعات".

غ.ز.ة، حكايات من قلب المعاناة...💔

"أُضرِمَت النيرانُ وأُطبِقَت البيوتُ على قاطنيها ، وسُلِبَت ضَحِكاتٌ.. وقد أَضحَت صرخاتٌ مدوية تُنافِس أصواتَ القذائف..
كُسرت حصَّالتُها التي كانت على شكل حمامةٍ بيضاء، وانتُشِلَت بعد أن كانت تحت الحطام، وبيدها ما بقيَ لها
من أمها.. في حين أن أمها قد رحلت دون رجعة!

وبعد صراعٍ مع الأيامِ ومحاولاتِ الإتيان بالسكينة؛ للتعايش تَخرَّصا... حاولت الطفلة سرد غُمَّة مَنْ اِسْتُرْسلت أرواحُهم من سَطْوَةٍ وتخضبت في حُمرةٍ، لم يكن ثوبُها النفاق، واعتلى الاستجداءُ مُحياها للنفسِ الأخير كي ترى السلام.. وإذ بالخذلان طُرًّا يدفعها إلى العدم!

وفصلُ الخطاب بقلبٍ ينزف.. وروحٍ تشهدُ أرواحًا تُزَّف إلى بارئها، وبعد..

تجلسُ على الأكَمَةِ؛ ترى كلَّ حلمٍ أرادَته، ينتزعه منها دائمًا هذا المُعتدٍ الأثيم، علمًا بأنه لا حق له فيه ألبتة!
وترى بيتَ أحلامِها الذي طالما حلِمت به في خيالها وهو تأكله النيران، ولمحَت أخيها ويدَه التي كان يُربت بها على رأسِها؛ مواساةً لها في حزنِها تحت الركام.. لكنها لم تستطع إنقاذه.. ولا حتى مد أناملها الصغيرة له! وانزَوَت عنه عُنوَةً.. يدوسُ عليها الذاهبُ والآيب، لكن.. حتى هم.. مذعورون أيضًا ويفرون هاربين؛ ليلوذوا بمكانٍ يحميهم.. ويستر أرواحًا صغيرةً معهم؛ أرواحًا لا يريدون لها أن تُقتل كما قُتلت غيرها من قبل.. بسبب انعدام الرحمة من قلب بشر هم أقرب للحيوانات في أفعالهم!

وما زالت طفلتنا مثبتة عينيها، تنظر من حولها، فمرة ترى شابةً جميلة تحمل ورودًا ملطخةً بدمِ حبيبها وزوجها وأبي جنينها الذي لم يولَد ولم يرَ النورَ بعد أن أودَت بروحِه رصاصاتهم.. مُكْفَهرة الوجهِ حزينة، تلوذ بإدّعاء أنه مجردُ كابوس وسينتهي سريعًا.. لا أكثر.. واحزناه على الشباب وريعانِه، الكابوس لديهم أهون على قلوبهم وأجمل من حالِهم!

ومرة ترى أُمًا مع وليدتِها الحنون في المطبخ يعدون الطاولة من خلالِ نافذةٍ مُحاطة بالوردِ الأبيضِ والزهري والخضرة اليانعة، تزامنًا مع قدومِ أبيها الذي فتح له الباب طفلاه الصغيران واستقبلاه، وإذ فجأة بضربة صاروخ أبادتهم جميعًا، وما هي إلا لحظات وانكشفت الطامة، وإذ بالأم التي تدمي من كل حدبٍ وصوب، تجمع أشلاءَ فلذاتِ كبدها بصرخاتٍ تبُكي الصخر، ونحيبٍ يشقُ السماء!

ومرة ثالثة.. ترى أخًا ينتظر أخيه الصغير وصاحبه وهما يخرجان من مدرستهما، تراهُ وهو ممسكًا يديهما وعلى ثغره ابتسامة بشوشة، ولكن.. هل انتهى المشهد بسعادة؟ بل انتهى بوابلٍ من الرصاصاتِ التي اخترقت جسدَ الأخ الصغير، وتناثرت معه أوراقه المدرسية، وعندما حاول أخوه الكبير مساعدته خرَّ الطفل الآخر صريعًا ميتًا، فأخذ الكبير لحظاتٍ لاستيعاب شدة البلية التي نزلت به! ولم ينبس ببنت شفة.. ولما أفاق.. أخذ يثور غضبًا وحرقة.. لكن لم يستغرق الأمر طويلًا حتى طالته البندقية.. ولحق بغلاميه!

كان كل ذلك على مرأى الطفلة الصغيرة.. ذات الربيع الثامن، التي جمعت خسراتها لأسرتِها تفاصيلًا من كل قصة رأتها بعينيها... الطفلة التي تبلدت مشاعرها بعد هذا الكم الهائل من الصدمات، وجفت عيونها وهي تشاهد وتوثق وتحتفظ بهذه المظالم التى حدثت في ذاكرتِها بصمت؛ حتى إذا وقفت بين يدي الله، أخبرته بها وهو العليم وحدثته عن كل شاهد عيان آثر النفاق والصمت، وغضى الطرف عن الوحشية التى تعرضت لها هي وأهلها.. وأحبابها.. وأصدقاؤها.. وجيرانها.. ووطنها..!

تململت.. وتململ قلبها من الوجع.. وقفت.. وأخذت تجرُ بيدِها المرتخية ما لحقته من إرثٍ تبقى من أمها.. حجابها.. الذي أخذ يلامس التراب.. تشييعًا إلى حين لقاءٍ آخر.."

كتابة: آلاء أحمد✍🏻
آداء صوتي: نورا أحمد🎙️
مونتاج: سعيد أبو بكر 🎞️
-إبراهيم صالح🎞️

Комментарии

Информация по комментариям в разработке