الركن الذي نسيناه (الجزء الأول)

Описание к видео الركن الذي نسيناه (الجزء الأول)

هل تساءلت يومًا عما سيحدث في يوم الفصل؟ هل فكرت من قبل في مشهد رؤية اللّٰه عز وجل في الجنة؟🤔

جميعنا فكرنا في ذلك؛ لكن بنسب متفاوتة؛ لذلك في هذه الحلقة والتي بعنوان " الركن الذي نسيناه" سنرتفع بأرواحنا عن الأرض، ونحلق عاليًا إلى السماء؛ لنرى تفاصيل ذلك اليوم المهيب؛ ذلك اليوم الذي يملؤنا رغبةً ورهبةً في سيرنا الراحل إلى اللّٰه عز وجل، وشوقًا إلى لقائه.♥️

بودكاست خيط
الحلقة الثانية مقال بعنوان "الركن الذي نسيناه" من كتاب جمالية الدين للدكتور فريد الأنصاري -رحمه اللّٰه-📖

أداء: أحمد راشد🎙️
مونتاج: إبراهيم صالح & سعيد أبو بكر🎞️
وانتظروا الجزء الثاني قريبا

"في جمالية الحياة الآخرة"
الحياة الآخرة هذا المقابل للحياة الدنيا. فكلاهما حياة، ولكن شتان شتان بين الماء الزُلال والسراب الهارل بين الرمال!..فالحياة الآخرة وحدها هي الحياة؛ "وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"
الحياة الآخرة جمال يومض بالجلال! فهي تبدأ بتغير أوضاع الكون، وإعادة خلقه من جديد؛ في عملية خلق إلهية عظيمة، ذات وقع على النفس كبير، يملؤها رغبة ورهبة، في سيرها الراحل إلى اللّٰه الملك العظيم..

عندما تقرأ آيات اليوم الآخر في القرآن؛ ينبعث فيك الإحساس بالهول الكبير إزاء يوم القيامة، وتنقدح الحركة الكبرى في يقينك، موعداً عامًا للقاء الله في يوم الفصل..فتشعر وكأن الأرض تحت قدميك تُرَجُّ رجًّا! وكأن الجبال تهبُّ في الفضاء الواسع ريحًا وغبارًا! والسماء تُطوى طيّّا! بأفلاكها وكواكبها؛ تهييئًا لخلق كوني جديد!..انظر إلى الجبال تهترئ صخورها، فينسفها اللّٰه نسفًا!..فترى الأرض قاعًا فارغًا ممتدًا، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتًا!..ومد عينيك إلى الأفق وتملّ ذرات الغبار الراحل إلى اللّٰه..فقبل قليل، بل قبل أقل من ومضة برقٍ، أو قبل أقل من لمحة عين؛ كان جبالا راسيات، ترسخت متانتها أوتادًا عبر أزمنة جيولوجية شتى!..شيء رهيب، لا ينوب عن تصوير رهبته إلا أن تراه حقًّا!!
تكوين جديد يفصل بين عالمين، أو قل: نفختين!
"وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ"
وترى بعينيك أهوال القيامة، صعقًا ونشورًا، فيزداد مقام الخوف والرجاء بذاتك توهجًا، وتتذلل بين يدي سيدك مرتلًا آياته عبر شلال دمع متبتل، منيب: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ"
فيتجلى ربك للقضاء بين خلقه، وما أدراك ما تجلي الرب للقضاء؟..أين الملوك والجبابرة؟ وأين المردة والشياطين؟ وأين الأنبياء والأتقياء؟ وأين قوافل المستضعفين؟ ثم أين أنت بين ذلك كله؟

كانت الأنفس بارزة لا يخفى على اللّٰه منها شيء، وكانت الأبصار خاشعة "إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ". وتحلُّ اللحظة الفاصلة بين الحق والباطل، بجلالها وجمالها، وينتظم الناس ليُعرضوا على ربهم صفًّا، ويقوم جبريل عليه السلام والملائكة أيضًا صفًّا..
"وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
فيتشكل الناس بعد ذلك فريقين، كل فريق يمضي إلى عكس جهة الأخر، أفواجًا أفواجًا، فيفترق بافتراقهما (مقام الخوف والرجاء) إلى الأبد! "وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا"....."وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا"

كانت الصور تمر حية بمقامك، وأنت راحل عنك إلى حيث مشاهدها..وكانت الجوانح يطفح ليهيبها ببكاء عميق، خوفًا أن يزيغ البصر عن محراب القانتين؛ فيرجُّك سؤال الملك الجبار:
- "لمن الْمُلْكُ الْيَوْمَ"
وتمضي مع الترتيل الجميل مُسَلِّما:
- "لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ"
وللآخرة في ذوق العبد السالك جمال آخر...
لو لم يكن في جمال الآخرة وجلالها؛ إلا حقيقة الفصل بين الخلائق؛ لكفى بها جمالا في الشعور والاعتقاد! ألا ترى هذا التدفق البشري في الحياة الدنيا؛ وكيف يدوس بعضه بعضًا في ظلمات من الظلم والضغيان؟.. كيف تمضي الحياة الظالمة مستقرة مطمئنة خلال قرون وقرون دون قصاص؟!...
إنه سؤال كبير لمن تفكر!

الجزاء الأخروي، ذلك الوعد الإلهي العظيم، هو سر الأمل في الآخرة.. وسر الإخلاص في الأعمال هنا بهذه الدنيا..وإن قسطًا كبيرًا من جمال الإيمان يرجع الفضل فيه إلى عقيدة الجزاء، أساس الإيمان باليوم الآخر.
بهاء سَمْتِ الصالحين المشع بالنور من العيون والكلمات..
وجمال العابدين الفواح بمسك المحبة.. وصفاء المؤمنين الراشح صدقًا يشف بين الجوانح.. كل ذلك مبعثه اليقين بالجزاء الأخروي. فأكرم بها عقيدة تهَبُ أصحابها مقامات الجمال في الدنيا والآخرة!

وما ضل المسلمون اليوم إلا بسبب ضمور هذا الشعور الأخروي في قلوبهم...

Комментарии

Информация по комментариям в разработке