يحي الدين بالدعوة وبالجهد والتضحيات " بيان باللغة العربية للشيخ/ طارق جميل

Описание к видео يحي الدين بالدعوة وبالجهد والتضحيات " بيان باللغة العربية للشيخ/ طارق جميل

( ماذا حدث للأمة عندما تركت الدعوة إلى الله والحركة لدين الله ؟؟؟؟)

الذى ينظر إلى حال أمة الإسلام فى تلك الآونة لتدمع عينه أسفا ويدمى قلبه حسرة على تلك المهانة وذلك الذل الذى أصاب أهلها بتركهم دينهم وهجرهم لقرآنهم ومخالفتهم لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا من عصم الله ورحم ، وتلك أمارة تنذر بالخطر لأن المعاصى إذا ظهرت ولم تنكر ولم تغير فيوشك الله أن يعم القوم جميعا بعذاب من عنده ، ( دخل النبى صلى الله عليه وسلم على زينب رضى الله عنها وهو غاضب فقال : لاإله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم ياجوج و مأجوج مثل هذه وحلق بأصبعيه الإبهام والتى تليها ، فقالت : يارسول الله أنهلك وفينا الصالحون ؟ فقال لها : نعم إذا كثر الخبث ) .
ومما لايدع مجالا للشك أن وراء ذلك أسباب وعلل قد لاتخفى على البصير الحاذق الذى يرتبط بأصله ويشرب من المنبع الصافى من سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه مع هذا الدين خطوة بخطوة ، وساعة بساعة وهم يشيدون صرح الإسلام ويبنون بناء الدين لبنة لبنة ودرجة درجة .
لقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا وقد غاصت فى بحور الفساد وعلاها سحائب الإنحلال وغطى عليها سواد الظلم وليل البطش وأصبح التعاون فيها على الإثم والعدوان وماتت فى القلوب والضمائر معانى الرحمة والخشية من الله عالم السرائر ، فقد وُجد صلى الله عليه وسلم فى بيئة يشرب أهلها الخمر المذهبة للعقل ، والزنا الذى تضيع معه كرامة النساء وتختلط به الأنساب ، وكذلك وأد البنات وهن أحياء خشية الفقر والعار ، وفشا فيهم القتل ونشوب الحرب لأتفه الأسباب ، وشاع بينهم الظلم والنهب والغصب علنا وفى وضح النهار ، فالحكم بينهم للأقوى ولاحرمة لضعيف أو مسكين .
ولكن كيف عالج النبى صلى الله عليه وسلم هذه الأمراض الجسام ؟؟
وكيف داوى تلك العلل الفتاكة ؟؟
وهل بدأ بعلاج كل مرض بمفرده ؟؟
هل بدأهم بقوله : لاتزنوا لاتشربوا الخمر لاتقتلوا ولاتسرقوا ولاتنهبوا ؟؟
هل استقل بالعلاج لكل قضية منفردة عن الأخرى ؟؟
أم أنه قام بعلاج تلك الأمراض فى آن واحد ولكن بالحكمة والتدرج الواعى الحكيم ؟
إنه مابدأهم بالزجر ولاتكليف من هذا القبيل فى بادىء الأمر وإن تضمن بعض ذلك جملة لاتفصيلا ، ولكن بدأ بغزو القلوب وفتحها إلى كلمة لاإله إلا الله ، فإن فساد القلب هو منشأ الداء وأصل المرض ( ألا إن فى الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) . فإن القلب هو سلطان الجوارح ، لاتتحرك إلا من بعد إذنه ، ولاتسير إلا وفق إشارته ولاتقع إلا تحت أمره وقهره ، فكانت بداية العلاج حكيمة واعية ، وتلك هى دعوة كل نبى مرسل ، أولا ربط القلوب بالواحد الأحد أنه وحده صاحب الأمر والنهى ، وأنه المطاع فى هذا الكون بلاند ولاشريك ، وأنه السيد المتصرف فى عباده كيف يشاء ، فمشيئته مطلقة لاتحدها حدود ولاتقف فى وجهها مشيئة مخلوق ( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ) .
إن الجاهلية التى يعيشها المسلمون فى هذا الزمان أشد خطرا وفتكا من تلك التى كانت على عهد النبى صلى الله عليه وسلم ، لأنها أصبحت مختلطة على عقول كثير من المسلمين ، فقد استطاع أعداء الأمة أن يدخلوا إليها عن طريق أسماء براقة وعبارات خادعة فنتج عن ذلك إختلاط المفاهيم والتباس القضايا ذات التأثير الخطير فى سلوك الجماعة المسلمة وهى تسير فى طريقها إلى الله عز وجل .
لقد كانت الجاهلية على عهده صلى الله عليه وسلم واضحة المعالم وقد كان كلا المعسكرين محددة صفاته ومعلومة سماته والفصل بين الغث والثمين والصدق والكذب واضح بين لاتتعسر رؤيته ولايصعب تبينه وليس كما يحدث فى زماننا هذا من الإختلاط والإمتزاج حتى أصبح الفصل والتمييز عسيرا إلا على صاحب البصيرة النافذة الثاقبة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .
"ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟"
هكذا تساءل أحد الصحابة رضوان الله عليهم عندما أخبرهم سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم عن تكالب أمم الكفر على الإسلام في المستقبل ...
"ومن قلة نحن يومئذ " ....
"نحن" !
هكذا كان الصحابة يفهمون دينهم ... "نحن" !
الفاصل المكاني و الزماني والعرقي يتلاشى في أذهان الصحابة ، تذوب كل الفواصل و يتبقى رابط الدين .... الصحابي يتحدث عن أقوام لن يراهم ولا يعرفهم بل لم يولدوا أصلا ، يتحدث عنهم بصيغة الجمع "نحن" !!!
مصاب أهل الإسلام الجلل يكمن في تفكيك هذا الرابط ، رابط الدين ...
ثم انظر إلى سؤاله وما يحمله من معنى : "ومن قلة نحن ؟ " ... تساؤل يحتاج إلى تأمل فعلاً !
إذ كان العائق الوحيد في خيال وفهم الصحابي رضي الله عنه أمام المسلمين لدفع تكالب الأمم على أهل الإسلام هو : قلة عددهم !
قلة العدد فقط عنده هي التي قد تؤدي إلى تكالب الأمم على المسلمين ، لم يكن يتخيل أبدا أن "المسلم" يمكن أن يتحول إلى "غثاء" همه الدنيا فقط !!
لم يكن يتصور أن هناك من المسلمين من يمشي بالارجاف والتخويف والتخذيل لدرجة أن يتحول الكل إلى دواجن ، نعم كان هناك منافقين في المدينة ، ولكنهم كانوا هم الأخفت صوتا والأضعف ناصرا والأقل عددا ، لذلك لم يتصور الصحابي الجليل أن يتحول كل المسلمين إلى دواجن !

   • Maut Ka Manzar | Full bayan molana ta...  
   • Zindaghi badalnei wala bayan | molana...  

Комментарии

Информация по комментариям в разработке