خطبة الجمعة القادمة 14 6 2024 دين الإنسانية في أسمى معانيها ” حرمة الدماء والأموال والأعراض ” في ضوء

أولا صلو على رسول الله صلى الله عليه وسلم
شكراً على المشاهدة
دين الإنسانية في أسمى معانيه ” حرمة الدماء والأموال والأعراض ” في ضوء خطبة حجة الوداع

*مقدمة:*

تُعدّ خطبة حجة الوداع التي ألقاها خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، من أعظم الخطب وأجلّها، فهي بمثابة وصية خالدة للأمة الإسلامية، حوت في طيّاتها مبادئ عظيمة، ودروسًا جليلة، شملت كافة جوانب الحياة الإنسانية. ومن بين هذه المبادئ، تأتي حرمة الدماء والأموال والأعراض، لتؤسس لدين إنساني حقيقي، يُراعي كرامة الإنسان، ويُعزّز قيم العدل والمساواة والأمان.

*حرمة الدماء:*

شدّد النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع على حرمة الدماء، فقال: "فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".

وتُشير هذه المقولة إلى أن حرمة دم المسلم كحرمة يوم عرفة، وهو يوم من أعظم الأيام عند الله تعالى، وأن حرمة ماله كحرمة شهر ذي الحجة، وهو شهر حرام، وأن حرمة عرضه كحرمة مكة المكرمة، وهي البلد الحرام.

*حرمة الأموال:*

لم يقتصر الأمر على حرمة الدماء، بل شملت الخطبة الشريفة أيضًا حرمة الأموال، فكلّ مسلم على المسلم حرام ماله، لا يجوز أخذه بغير حق.

وذلك لأنّ المال هو عصب الحياة، وبه يُعيش الإنسان ويُسدّ احتياجاته، ولذلك حرّم الإسلام الاعتداء عليه بأيّ صورة من الصور.

*حرمة الأعراض:*

وأكّد النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا على حرمة الأعراض، فكلّ مسلم على المسلم حرام عرضه، لا يجوز التعدّي عليه بأيّ قول أو فعل.

وذلك لأنّ العرض هو كرامة الإنسان وشرفه، ولابدّ من صيانته وحمايته.

*دين إنساني حقيقي:*

بتحريمه الدماء والأموال والأعراض، أرسى الإسلام دينًا إنسانيًا حقيقيًا، يُراعي كرامة الإنسان، ويُعزّز قيم العدل والمساواة والأمان.

فالمسلمون جميعًا أخوة، لا يجوز لهم التعدّي على بعضهم البعض، بل عليهم التعاون والتكاتف، والسعي لعمارة الأرض ونشر الخير فيها.

*خاتمة:*

إنّ خطبة حجة الوداع تُمثّل منارةً هاديةً للأمة الإسلامية، تُضيء لها طريق العدل والمساواة والأمان.

ولذلك، يجب على المسلمين جميعًا أن يتدبّروا هذه الخطبة العظيمة، وأن يتّخذوها منهجًا في حياتهم، ليعيشوا في مجتمع آمن ومستقر، يُسودّه التعاون والتراحم.