لماذا خافت أم سالم على صغارها وكيف دافعت عنهم؟! - قصة حدث مفاجئ لأفراخ طيور برية تختفي عن المفترسات!

Описание к видео لماذا خافت أم سالم على صغارها وكيف دافعت عنهم؟! - قصة حدث مفاجئ لأفراخ طيور برية تختفي عن المفترسات!

هذا الفيديو يحكي موقف حدث فجأة خلال رحلة بحث وتوثيق في الطبيعة البرية، وهو مما أرى أنه مثير للفضول حيث اجتمعت فيه غرائز الخوف والبقاء والفزع واللهفة والرحمة.
وأتوقع أن الذي يشاهد هذا الفيديو أو الموقف سينظر بعين الشفقة إلى صغار المخلوقات البرية إذا تملكها الخوف وهي لا تستطيع الفرار من الخطر مثل المفترسات والزواحف والثعابين والجوارح بل حتى البشر خاصة إذا شاهدت حيلتها في التمويه والتخفي مثلما يبينها الفيديو الذي أرى أنه يضم مشاهد نادرة.
والذي حدث أني في الوقت الذي كنت أقف متجها بالكاميرة لتصوير جارح من المرزات هو
مرزة الدجاج الذي يأتي إلى براري السعودية زائرا شتويا، وله اسم عامي هو "ممسح الريضان"..
‏Hen Harrier واسمه العلمي Circus cyaneus
في الوقت الذي انشغلت بتصوير الجارح سمعت صوت طير المُكَّاء "أم سالم"..
‏Greater Hoopoe-lark
والاسم العلمي
‏Alaemon alaudipes
في تغريد مميز أعرفه جيدا حينما ينادي أفراخا له صغيرة لم تبلغ مرحلة القدرة على الطيران والفرار من أعدائها.
ثم مشيت حذرا وسط كثافة الأعشاب البرية لأني قد أطأ الأفراخ التي لا يمكن مشاهدتها بسهولة حينما تخاف وتلجأ إلى التمويه بتمددها على الأرض بحيث تندمج مع شكل التربة، ذلك أن طيورُ البيئة الصحراوية التي تفرخ على الأرض ولم تبلغ مرحلة الطيران والقدرة على الفرار، تتخفى إذا شعرت بتهديد قريب وتبقى بلا حركة مندمجة مع لونِ التربة فلا يراها العابر أو مصدر التهديد.
بعد ذلك وعلى بعد مترين فقط عن قدمي خرج فجأة من خلف صخرتين فرخان لطير المكاء أو أم سالم.. وكل واحد هرب في اتجاه مختلف عن الآخر، ولهذا ابتعدت ووقفت أراقبهما لكن لفتت الأم انتباهي وهي تأتي لتفتش عن صغيريها خلف الصخرتين بلهفة ظاهرة! ولأن الأعشاب تحجب الرؤية عنها قفزت فوق الصخرة كي يراها الصغيران وهي تطلق النداء بعد النداء!
بادرت بالابتعاد عن المكان وأنا أوجه الكاميرة على صغير واحد وبدأت أتأمل في سلوكه الفطري العجيب وقد خفض رأسه تحت العشب بالقرب من حصاتين، ولولا أني كنتُ راقبت حركته لما استدليت على مكانه.. أما الآخر فقد اختفى ويبدو أنه انزوى وينتظر زوال الخطر!
انتظرتُ لحظات أراقب هذا الصغير وهو لا يتحرك، وتصوّرت أنه يسأل.. ما الذي أتى بإنسان إلى بيئتنا ليُفرقنا؟!
ثم ركبت السيارة ولم أتحرك قبل أن أشاهد الصغيرين يبتعدان حتى لا أدهسهما بالخطأ، في الوقت الذي كانت الأم تنقر على مكان محدد في الأرض نقرات سريعة، أما الصغير فبقي بلا حراك، بعد ذلك تقدمت الأمُ بنتيجة نقر الأرض مخرجة دودة تمسكها بمنقارها وبدأت تمشي في مظهر خوف وهلع ظاهر وهي وسط الأعشاب التي تحجب عنها الرؤية وبين لحظة وأخرى تغير اتجاهاتها سريعا مطلقة نداءاتها وكأنها تمشط المكان ومعها الطعام لإغراء صغيريها بالخروج من مهابئها والقدوم إليها.. ثم انطلقَ الصغير إليها مسرعا كي يلتقطَ من منقارها الغذاء لكن الأم مضت تبتعد وهو يلحق بها ويبدو أنها استدلت على صوتِ واتجاه الصغير الآخر وكأنها تطلب من الصغير أن يتبعها وألا يتعجل بتناول الغذاء.. حتى تلتقي بالصغيرين سويا وتطمئن إذا رحلت السيارة أو هذا الجسم الغريب عن طبيعتها.
وهنا أدركت أني أطلت في التصوير.. ولهذا مضيت بسيارتي.. وأنا أتذكر في مثل هذه المواقف باستمرار.. وأضع في الاعتبار حديثا لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما علم بفزع طير حُمّرَة أخذ بعضُ صحابته أفراخَها.. فقال صلى الله عليه وسلم: "من فجع هذه بولدها.. ردوا ولدها إليها".
أختم بالتذكير أن معظمَ الطيور المقيمة في بيئتنا البرية في السعودية تكون خلال أواخر الشتاء مع فصل الربيع في موسم تزاوج وتفريخ. وتجزع حينما يقترب أحد من أعشاشها وأفراخها وقد تهرب فزعا وتتفرق عن بعضها البعض.. وبهذا السبب يموت الصغير إذا فقد الأم أو الأب الذي يرعاه ويطعمه، ولهذا كله أوصي بالحذر إذا شاهد أحد في البرية أفراخا صغيرة ثم اختفت عنه فجأ.. بالحذر حتى لا يدعسها بقدمه، وأن يتجنب أعشاشها ولا يزعجها رحمة بها.
للعلم فإن مكان التصوير هو هضبة الصمان التي ازدانت هذا العام 2024م بموسم ربيع مميز وفريد. ويعد الصمان جزءا من محمية الملك عبدالعزيز الملكية.
قناة محمد اليوسفي

Комментарии

Информация по комментариям в разработке