الشلل الروحي - أحد المخلّع

Описание к видео الشلل الروحي - أحد المخلّع

عظة الأب سمعان أبو حيدر في أحد المخلّع
الأحد ٢٦ أيّار ٢٠٢٤ - كنيسة الظهور الإلهي - النقاش

الشلل الروحي

باسم الآب والابن والروح القدس. المسيح قام!
لا أحد منّا يا إخوة، يحبّ أن تتعرقل حياته بمشاكل مُستعصية. الشعور بالشلل، وعدم القدرة على التصدّي لتحدّيات حياتية تبدو عصيّة على الحل أمر مُحبط للغاية. يوازي ذلك إحباط الشلل الذي نختبره أمام موت قريب وشعورنا بالعجز الكلّي إزائه.
هكذا شَعرَ «جمهور المرضى من عميان وعُرج ويابسي الأعضاء» من إنجيل اليوم. انتظروا فرصة شفاء أحدهم بنزوله أولًا في البركة التي يُحرَّك مائها. فيما مات كثيرون من بينهم بالانتظار، لا بدّ يئس آخرون كليّا من الشفاء، مثل هذا المخلّع المنتظر منذ ٣٨ عامًا،
١. قبل المسيح. هذه صورة الإنسانية قبل مجيء المسيح. البشرية السّاقطة ضعيفة ومشلولة روحيًا إذ «الجميع أخطأوا وأعوزَهُم مَجدُ الله» وعاجزة لأن «أُجرة الخَطيَّة هي موتٌ». كان لليهود هيكل قُرّبت فيه الذبائح، ووفّرت البِركة ماء غسل الحِملان قبل تقدمتها، لكن «دم الثيران والتيوس لا يقدر أن يزيل الخطايا». ولأن «الشريعة ظُلُّ الخيرات الآتية» لذلك، هذه كلّها كانت رمزًا ظِلّيًا لذبيحة الرب الخلاصية على الصليب. وحده المسيح كمَّلَ الناموس، ولهذا السبب يمكنه دعوتنا أن نكون «كاملين كما أن أبانا السماوي هو كامل».
بالمقابل، يمثّل المخلّع أي واحد منّا يفتقر إلى القدرة على تحريك نفسه نحو الشفاء، نحو تحقيق دعوتنا المشتركة لكي نصير «كاملين» في القداسة. نلاحظ أن المخلّع لم يطلب المساعدة. بل بادر الرب وسأله «أتريد أن تبرأ؟» قد يبدو السؤال غريبًا، من البديهي أن يرغب أي شخص بالشفاء، بخاصة بعد ٣٨ سنة. لكن، لنفكّر للحظة، كيف تعلّم كلّ منّا «التكيّف» مع «خطاياه المفضلة». وكيف تعوّدنا على بعض الخطايا فصارت لنا «طبيعة ثانية» على مرّ السنين. نأتي الى الكنيسة، نبدو كأشخاص مُلتزمين، لكن هذا لا يعني أننا نريد حقًا أن نَشفى. يَكمُن الشفاء بإطاعة أمر الرب «قمْ احمل سريرك وامش». يتطلَّب بَذل الجهد للارتقاء في الطاعة، والتحوّل عن طريقة حياتنا اليوميّة، والسير في القداسة.
٢. الشفاء. لم يكتف المسيح بشفاء المخلّع لكي «يفرح» على سريره، بل دفعه للسير على رجليه. الأمر نفسه ينطبق علينا روحيًا: لو حاولنا أن نكتفي بمجرد الإيمان فكريًا «بعقائد عن الله» أو أن نُنمّي «مشاعر إيجابية» تجاهه، فنحن نصير مشلولين وغير قادرين على التعاون مع نعمة الرب الشّافية. وأيّة صحة روحية ندَّعيها سوف تكون من نسج خيالنا.
لا يزوّدنا الرب ببساطة بمجموعة قواعد شرعية بل يجعلنا مشاركين طبيعته بالنعمة. هو يُتْحِدنا بنفسه ويرفَعنا من عبودية الخطيئة والموت إلى كرامة بُنوَّة المشاركة في حياته الأبدية. يجعلنا المخلّص أعضاء في جسده، الكنيسة. هذه هي الطريقة التي يشفينا بها حتى تكون لدينا قوّة إطاعة وصيته بالنهوض من سرير الفساد والمضي قدمًا في حياة القداسة.
٣. الكنيسة. هذا الشفاء هو نعمة الحياة الجديدة في كنيسة المسيح. في رسالة اليوم، يشفي بطرس أينياس المخلّع ويأمره أن يقوم. حتّى أنه أقام طابيا من الموت. ولم يفعل بطرس هذا بقوته الخاصّة، بل الرب الحاضر في كنيسته هو العامل فيه. يقول «يشفيك يسوع المسيح…».
هذه الحياة الجديدة لا تكون بمجرّد تحديد «المذهب» على بطاقة الهويّة. لو اقتصر انتمائنا الى الكنيسة على هذا فقط، نصبح عندها ضُعفاء كالمخلَّعين. لا يجب أن نصير مثل جمهور المرضى ننتظر بجوار البِركة أن ينقلنا شخص آخر إلى الماء الشافي. بقيامته، أعطى يسوع كل منّا قوة التغلب على شلل الخطيئة.
في غمرة فرح القيامة، نتلقّى شفاء نفوسنا عندما بالتواضع نتوب ونعترف بخطايانا، ونتغذّى بمناولة جسده ودمه لحياة الملكوت. وعندما، نّكرّس وقتنا وجهدنا ومواردنا لدعم حياة الكنيسة، ننهض من الأنانية للمشاركة في عطايا الرب الغزيرة. وعندما نتوقّف عن اعتبار أنفسنا أفراد منعزلين، نصير أعضاء حيّة في جسد المسيح، ونعيش حياة مشتركة على أساس خدمة بعضنا بعضًا بالمحبّة. لهذا مات المسيح وقام، ليُقيمنا معه لحياة القداسة.
فلنجعل من هذا الفصح، مدخلًا لنا، ولرعيّتنا إلى فرح الملكوت. هذا، يصير عندما ننهض متحرّرين من كل فساد يُعيقنا من حياة الطاعة في خدمة الله وخدمة بعضنا بعضًا في جسد الكنيسة. هذه هي الإجابة الصحيحة على سؤال الرب لكلّ منّا: «أتريد أن تبرأ؟». آمين.

Комментарии

Информация по комментариям в разработке